الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
السبت 02 نيسان/أبريل 2011
السبت الرابع من الصوم الكبير
إنجيل القدّيس مرقس .12-1:3
وعَادَ يَسُوعُ فَدَخَلَ إِلى المَجْمَع. وكانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَة.
وكانُوا يُرَاقِبُونَ هَلْ يَشْفِيهِ يَوْمَ السَّبْت، لِيَشْكُوه.
فقالَ لِلرَّجُلِ الَّذي يَدُهُ يَابِسَة: «قُمْ في الوَسَط!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «هَلْ يَحِلُّ في السَّبْتِ عَمَلُ الخَيْرِ أَمْ عَمَلُ الشَرّ؟ تَخْليصُ نَفْسٍ أَمْ قَتْلُها؟». فَظَلُّوا صَامِتِين.
فأَجَالَ يَسُوعُ فِيهِم نَظَرَهُ غَاضِبًا، حَزينًا لِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَكَ». ومَدَّ يَدَهُ فعَادَتْ صَحِيحَة.
وفي الحَالِ خَرَجَ الفَرِّيسيُّونَ مَعَ الهِيرُودُوسيِّين، وأَخَذُوا يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْهِ لِيُهْلِكُوه.
وٱنْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلامِيذِه إِلى البُحَيْرَة، وتَبِعَهُ جُمْهُورٌ غَفِيرٌ مِنَ الجَليل، وَمِنَ اليَهُودِيَّة،
ومِنْ أُورَشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومَ وَعِبْرِ الأُرْدُنّ، وَمِنْ نَوَاحِي صُورَ وصَيْدَا، جُمْهُورٌ غَفِير، سَمِعُوا بِكُلِّ ما صَنَع، فَأَتَوا إِلَيْه.
وأَمَرَ تَلامِيذَهُ أَنْ يُعِدُّوا لَهُ قَارِبًا، يَكُونُ بِتَصَرُّفِهِ، لِئَلاَّ تَزْحَمَهُ الجُمُوع،
لأَنَّهُ شَفَى كَثِيرين، فصَارَ كُلُّ مَنْ بِهِ دَاءٌ يتَهَافَتُ عَلَيْهِ لِيَلْمُسَهُ.
وكَانَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَة، حِينَ تَرَاه، تَسْقُطُ أَمَامَهُ وتَصْرُخُ قَائِلَة: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله».
وكانَ يَسُوعُ يُحَذِّرُهَا بِشِدَّةٍ مِنْ أَنْ تُشْهِرَهُ.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 - 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
عظة عن سرّ التّجسد الإلهي
"إنّ المسيح يشفي شلل أعضائنا وقلوبنا"
إنّ تجسّد المسيح ليس أمرًا طبيعيًّا، بل هو أمرٌ عجائبي؛ إنّه أمرٌ لا يتوافق مع المنطق، إنّما مع القدرة الإلهيّة؛ إنّه أمرٌ يأتي من الخالق، وليس من الطبيعة؛ وهو ليس أمرًا مألوفًا، إنّما حدثٌ فريد من نوعه؛ وهو حدثٌ إلهي وليس بشريًّا. ولم يحدث هذا التجسّد بسبب الحاجة، إنّما بفضل القوّة... لقد كَوَّن التجسّد سرّ الإيمان والتجديد والخلاص لبني البشر. ذاك الذي، بدون أن يولد، جبل الإنسان من تراب الأرض (تك2: 7)، صنع بولادته إنسانًا من خلال جسد كامل؛ واليد التي تنازلت لتتناول التراب بغية خلقنا، تنازلت لتأخذ جسدنا وتخلقنا من جديد...
أيّها الإنسان، لماذا تحتقر نفسك هكذا مع أنّك ثمينٌ جدًّا بالنسبة إلى الله؟ لماذا يعطيك الله الشرف وأنت تتخلّى عن هذا الشرف إلى آخر الحدود؟ لماذا تبحث عن كيفيّة خلقك ولا تبحث عن السبب الذي خُلِقت من أجله؟ ألم يُخلق هذا العالم كلّه من أجلك؟...
لقد اتّخذ المسيح جسدًا ليعيد الكمال إلى الطبيعة الفاسدة؛ لقد صار طفلاً وقَبِلَ أن يُغَذّى، وعاش المراحل العمريّة كلّها ليرمّم العمر الوحيد والكامل والدائم الذي خلقه هو نفسه. لقد حمل الإنسان حتّى لا يقع هذا الأخير مجدّدًا. وذاك الإنسان الذي خلقه بطبيعة أرضيّة حولّه بتجسّده إلى الطبيعة السماويّة؛ ذاك الذي كانت تحرّكه الروح البشريّة، أعطاه المسيح حياة روح إلهيّة. وهكذا رفعه بكليّته إلى الله حتّى لا يترك فيه أي شيء على علاقة بالخطيئة والموت والوجع والأرض. هذا ما أتانا به ربّنا يسوع المسيح الذي، بكونه الله، يحيا ويملك مع الآب في وحدة الروح القدس الآن وإلى الأبد، وإلى دهر الداهرين.
No comments:
Post a Comment