Thursday, March 25, 2010

الإماراتيّون قلقون من الأجانب: قد ننقرض!
تتصاعد مخاوف الإماراتيين بسبب التفوّق العددي الكبير للأجانب في بلادهم، الذين يعدّ دورهم الاقتصادي حيوياً، وباتوا لا يخفون انزعاجهم من مظاهر وتصرفات يرفضها المجتمع المحلّي المحافظ، وتظهر فوارق ثقافية حادة في المجتمع. وحُكم أخيراً على رجل وامرأة بريطانيين بالسجن لمدة شهر في دبي، بتهمة تبادل القبل في مطعم، وقد شكتهما إماراتية قالت إن أولادها شاهدوا هذا «التصرّف الفاضح».
يعيش الإماراتيون في دبي في أحياء خاصة بهم على أطراف المدينة، حيث يحاولون الحفاظ على هوية مجتمعهم بعيداً عن الحضور الأجنبي الطاغي.
وقالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة الإمارات ابتسام الكتبي «أصبحنا أقلية. هذه حقيقة واقعة. لست ضد التواصل بين الثقافات، ولكن ضد أن نكون الثقافة الأضعف».
قبل الفورة النفطية، كان الأجانب يمثّلون 38 في المئة من سكان الإمارات. فيما وصل عددهم في الوقت الحالي إلى نحو ستة ملايين نسمة، لا يمثّل المواطنون منهم إلا 16.5 في المئة، بحسب مسؤولين.
أما في إمارة دبي التي يقطنها مليونا نسمة، فنسبة المواطنين قد تكون بحدود 5 في المئة فقط، بحسب الكاتب البريطاني كريس ديفيدسون، الذي وضع كتاباً عن دبي تحت عنوان «هشاشة النجاح».
وتابعت الكتبي قائلة إن «اللغة العربية لم تعد الأولى. وهناك مخدرات وسلوكيات غريبة عن مجتمعنا، وخوف من الجرائم وارتفاع نسبة الجريمة من قبل الوافدين». وأضافت «نحن محاطون بكثير من الغرباء، ونخاف على أطفالنا. الناس لديهم قلق. أما الكحول التي كانت تقتصر على أماكن معينة، فباتت متوافرة في أي مكان».
وعن وتيرة النمو السريعة في الإمارات، قالت الكتبي «كنا نتطور طبيعياً إلى أن حلّت الفورة العقارية في السنوات العشر الأخيرة، وفتحت الأبواب تحت بند تشجيع الاستثمار، ما أدى إلى انتشار الدعارة والخمر». ورأت أنه «إذا استمررنا في معدل النمو غير الطبيعي، فسنصل بعد عشرين سنة إلى حدّ الانقراض. لن يكون هناك جيل إماراتي، وسنصبح مثل الهنود الحمر، وفي النهاية ننتهي».
وغالباً ما يتصل إماراتيون بالبرامج الإذاعية ليشتكوا من تصرفات الأجانب، ولا سيما الغربيات اللواتي يرتدين الثياب القصيرة في الأماكن العامة، ويشتكون كذلك من وجود الكحول.
من جهته، قال الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إنه «عندما تكون في بحر من الأجانب، هناك سلوكيات غير مقبولة لا تتوافق مع عاداتنا، مثل الأمور الجنسية الصارخة». وأضاف أن «المواطنين أصبحوا محاصرين، وعندهم قلق أمني وثقافي بشأن مستقبل البلد. وإذا لم يأخذ المسؤولون خطوات جريئة، فإن هذا النمط من النمو السريع جداً سيكون أثره الاجتماعي أكبر بكثير من أيّ عائد مادي».
ودعا الكاتب الإماراتي حكومة بلاده إلى أن «تعيد النظر في استراتيجيتها التنموية، وتخفّف نسبة النمو الطموحة».
وعن نجاح الإمارات وتحولها إلى ثاني أكبر اقتصاد عربي مع مستوى معيشة مرتفع، قال عبد الله «كلنا فرحون بهذا النجاح الكبير للإمارات، ولكن في قلب كل مواطن قلق مشروع من أن نخسر وطننا». وخلص إلى القول إننا «أصبحنا غير قادرين على إدارة أمورنا بأنفسنا، وفقدنا السيطرة على من يقود العملية».
وكان قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، قد دقّ ناقوس الخطر إزاء الوجود الكثيف للأجانب الذين لا يمكن تجنيسهم بحسب القانون الإماراتي. وقال متوجّهاً إلى شيوخ الإمارات وحكامها: «أخشى أننا نبني عمارات ونفقد الإمارات».
(أ ف ب)
جريدة الاخبار

جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment