Friday, July 1, 2011

اليونان تتحوّل إلى خفر سواحل إسرائيلي: منع «أسطول الحرية» من الإبحار إلى غزة

سفينة تابعة لخفر السواحل تقتاد السفينة الأميركية «جرأة الأمل» إلى ميناء كيراتسيني قرب أثينا أمس (رويترز)
تحوّلت الحكومة اليونانية، أمس، إلى أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة فرض الحصار على غزة بمنعها «أسطول الحرية - 2» من مغادرة مرافئها، مستجيبة بذلك للضغوط
التي مارستها الحكومة الإسرائيلية، التي خص رئيسها بنيامين نتنياهو نظيره اليوناني جورج باباندريو بالشكر على جهوده لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع
المحاصر منذ خمسة أعوام.
وأعلنت وزارة الدفاع المدني اليونانية، في بيان، أنها منعت «السفن التي ترفع علماً يونانياً أو أجنبياً من الإبحار من المرافئ اليونانية إلى غزة»، مضيفة أن
«سلطات المرافئ اتخذت كل التدابير الملائمة لتطبيق هذا القرار».
وتنفيذاً لهذا القرار، اعترضت قوات خفر السواحل اليونانية سفينة أميركية بُعيد إبحارها من مرفأ بيريوس قرب أثينا. وكانت السفينة «جرأة الأمل»، التي تقل نحو
40 ناشطاً، قد وصلت إلى مسافة ميلين قبالة سواحل منطقة بيريه، حين أوقفتها سفينة تابعة لقوات خفر السواحل، التي أمرت قبطان القارب بالعودة.
يذكر أن السفينة الأميركية «جرأة الأمل»، واسمها مستوحى من عنوان كتاب للرئيس الأميركي باراك أوباما، كانت تقل عدداً من المتضامنين اليهود، من بينهم أليس ووكر
(86 عاماً)، وهي كاتبة يهودية حاصلة على جائزة «بوليتزر» للأدب، وقتل والداها في المحرقة النازية.
كذلك، أعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» أن قوات خفر السواحل اليونانية اقتحمت، مساء أمس، قارباً كندياً يحمل اسم «التحرير»، وهو ضمن سفن «أسطول
الحرية – 2»، وذلك في محاولة لمنعه من الإبحار نحو قطاع غزة، حيث صادرت منه كل الأوراق الرسمية الأصلية المتعلقة بتحرك الأسطول.
ويذكر أن من بين المشاركين في القارب الكندي، عضو اللجنة التوجيهية لمؤسسة «أصوات اليهود» المستقلة ديلان بينر، وفيفيني بورزسولت من مؤسسة «يهود ضد الاحتلال»
في أستراليا، والناشطة ماري هوز تومبسون التي كانت على متن سفينة «غزة الحرة» في «أسطول الحرية» الأول.
وأعربت «الحملة الأوروبية» عن أسفها لـ «رضوخ» السلطات اليونانية للتهديد والابتزاز الإسرائيلي، في سبيل منع «أسطول الحرية - 2» من الإبحار نحو قطاع غزة المحاصر
للسنة الخامسة على التوالي. وقال رئيس الحملة عرفات ماضي «إننا في ائتلاف أسطول الحرية مصرّون على كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة»، لافتًا إلى أن «حركة
التضامن الدولية مع المحاصرين الفلسطينيين في ازدياد كبير، ووجه الاحتلال البشع يتكشّف أكثر فأكثر».
وأضاف ماضي: «إن من بين الأهداف الهامة لأسطول الحرية كان إبراز قضية الحصار الجائر المتواصل في قطاع غزة في وسائل الإعلام العالمية، ونشر القضية على أوسع نطاق
دولي، من أجل توعية الشعوب في العالم بمدى خرق الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني».
وشدد رئيس «الحملة الأوروبية» على أن الناشطين «سيواصلون جهودهم بكل الوسائل، حتى كسر الحصار الذي يخالف جميع القوانين الدولية والإنسانية، بل ويعتبر وفق هذه
القوانين جريمة حرب».
وكان الناشطون الدوليون اتهموا إسرائيل بـ»تخريب» سفينتين مشاركتين في الأسطول، إحداهما ايرلندية والثانية يونانية، وممارسة ضغوط على اليونان لمنعهم من التوجه
إلى غزة.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور اعتبر أن «هذه الاتهامات السخيفة تكشف عن خوف مرضي... فالحياة ليست فيلما لجيمس بوند»، مشيراً إلى
أن الناشطين «لا يملكون أي أدلة لدعم ادعاءاتهم، لكن غياب الأدلة لم يمنعهم من التجني على إسرائيل».وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر، مساء
أول من أمس، أن «لإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن النفس، ومنع تزويد القطاع الإرهابي التابع لحماس بالصواريخ والقذائف وأي نوع من الأسلحة»، متوجهاً بالشكر
لـ»قادة العالم الذين عبروا عن معارضتهم للأسطول ووصفوه بأنه استفزازي، وعملوا على منعه». وخص نتنياهو بالذكر «صديقه» رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل «أبلغت صديقتها القريبة اليونان انه من غير المعقول أن تسمح لسفن الأسطول بمغادرة موانئها»، مشيرة
إلى أن «تعليمات وجهت تعليمات لمسؤولي الموانئ في اليونان لمضايقة منظمي الأسطول».
بدورها، تحدثت صحيفة «هآرتس» عن «حرب استنزاف» لزيادة الضغوط المالية والنفسية على المشاركين العالقين في إحدى الموانئ اليونانية، في وقت ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية
أن «مركز إسرائيل القانوني»، وهي مؤسسة قضائية محسوبة على اليمين الإسرائيلي، قام بحملة لمنع الأسطول من مغادرة اليونان بحجة انه ينتهك القانون الدولي.
(«السفير»، رويترز، أ ف ب)

No comments:

Post a Comment