Wednesday, May 26, 2010

رئيس الجمهورية عشية 25 أيار: مسؤوليتي صيانة التحرير و«المعادلة الثلاثية»
سـليـمان: قــوة الـردع تمـنـع العـدوان الإسـرائيلـي

هنّأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير وخص بالتحية «المقاومة والمقاومين الأبطال، وأفراد وضباط الجيش اللبناني الذين ساهموا في
هذا التحرير».
وقال سليمان في مقابلة أجرتها معه قناة «المنار» لمناسبة عيد التحرير ان تحرير الجنوب اللبناني هو محطة مضيئة في تاريخ لبنان، تجاوزت كافة المحطات المظلمة في
لبنان والعالم العربي، وبددت الاحباط والإخفاقات العربية في الصراع العربي الاسرائيلي. وأكد أن المعادلة التي أنجحت المقاومة في لبنان هي معادلة الشعب والجيش
والمقاومة.
وردا على سؤال قال سليمان: «فور قسمي اليمين في عام 1970 توجهت الى الحدود الجنوبية تماما على الشريط الحدودي وكنت آمر فصيلة، آمر مخفر متقدم للجيش اللبناني
في «اللبونة»، وفي نهاية خدمتي كان لي شرف أن أعود لرفع العلم في المكان نفسه بعد اعتداء تموز الفين وستة وذلك بعد غياب للجيش دام خمسة وثلاثين عاما عن المنطقة
الحدودية، أيضا في خلال فترة خدمتي الطويلة توليت عدة مهام في الدفاع عن لبنان وعن أرض لبنان والتصدي للعدو الاسرائيلي، واذكر منها مهمة عندما كنت قائدا للواء
الحادي عشر وكنت متمركزا في صور وجنوب صور في العام 1993، وفي تموز 2006 خلال العدوان على لبنان الذي أسموه «تصفية الحساب» في التاسع والعشرين من تموز، في الثالثة
بعد منتصف الليل كنت أتفقد المراكز التي قصفت من قبل الطيران الاسرائيلي فدمر «الجيب» الذي كنت أستقله واحترق واستشهد سائقي واسمه ريمون البطاني، وحالفني الحظ
حينها حيث خرجت من «الجيب» قبل بضع ثوان وهذا ما جنبني القتل، محطات كثيرة رافقت عملي ومهمتي في الجيش خلال هذه السنوات وأهمها في الخامس والعشرين من أيار من
العام الفين، حيث كنت أنا في قلب هذا الانتصار كنت قائدا للجيش الذي دعم وناصر المقاومة في عدة محطات ومنها الخامس والعشرون من أيار».
أضاف: «لا ننسى أنه في حرب تموز ألفين وستة، قام الجيش بإحباط عدد من الهجمات والانزالات الاسرائيلية وقد سقط له عشرات الشهداء في هذه المعركة، أيضا هناك تاريخ
مجيد للجيش ومحافظته على الديمقراطية وحرية التعبير في لبنان في العام الفين وخمسة وأيضا محاربته للأرهاب في العام الفين وسبعة، أريد القول أيضا أنه في الخامس
والعشرين من ايار من العام الفين وثمانية انتخبت من قبل المجلس النيابي رئيسا للبنان، لا اقول ذلك للتباهي بهذا الانتخاب ولكن لأقول أني أتحمل مسؤولية إنجاز
وصيانة التحرير الذي حصل في الخامس والعشرين من أيار».
وحول التهديدات الاسرائيلية قال سليمان انها تهدف الى الهروب الى الأمام «من الالتزامات الدولية، التزامات السلام، الالتزامات بتنفيذ المبادرة العربية» ودعا
الى التنبه من سعي اسرائيل من تهديداتها الى خلق الفتنة داخليا «ولذلك علينا أن نعالج التهديدات بمزيد من الوحدة الوطنية»، وأعرب عن اعتقاده «بأن إسرائيل اليوم
باتت تفكر مئة مرّة قبل أن تقوم بعمل عدواني ونحن علينا أن نمتن صفوفنا وأن نكون جاهزين للتصدي لها بالوسائل كافة وهي وفق ما ينص عليه البيان الوزاري الجيش
والشعب والمقاومة طبعا الى جانب الوسائل الدبلوماسية المتاحة لنا في لبنان».
وحول وجود سيناريوهات لاعتداء إسرائيلي جديد على لبنان؟ قال سليمان «قوة الردع هي التي تمنع اسرائيل من العدوان. لا نستخف بالتهديدات ولكن كذلك لا يجب أن نخضع
للضغط والتهويل والخوف والهلع، يجب أن نتماسك. اسرائيل تحاول تضخيم الأخطار المتأتية عليها من لبنان وسوريا وايران والفلسطينيين، من أجل أن تحافظ على التعبئة
داخل الشارع الاسرائيلي، ولكي تكسب تأييد الرأي العام الدولي وبالأمس حصلت على تمويل (للقبة الفولاذية)، لربما كانت قضية سكود للحصول على هذا التمويل (من الكونغرس
الأميركي) الذي يتجاوز المئتي مليون دولار، أيضا لتبرير إجراءاتها ضد الفلسطينيين وفي القدس وعلى صعيد الاستيطان والتهويد وربما لاستدراك أي اعتداء تقوم به
على غزة او على لبنان أو على أي دولة عربية، من المؤكد أنها تحسب الحساب فهناك قوة ردع لدى لبنان لذلك هي لا تستطيع القيام بمغامرة غير محسوبة، واكرر القول
أن اول عمل علينا القيام به هو تفويت الفرصة على التفرقة ورص الصفوف اللبنانية».
وردا على سؤال قال سليمان ان هناك محاولة إسرائيلية لتدويل الحدود اللبنانية السورية «ولكن بالنسبة لنا التدويل غير مطروح وغير مقبول إطلاقا تحت أي سبب أو أي
ذريعة أو اي عنوان، لأن ما يربط لبنان وسوريا أعمق بكثير من أي روابط تقوم بين دولتين، يربطنا تاريخ مشترك، تربطنا علاقات أخوية مميزة بالإضافة الى العلاقات
الدبلوماسية. أي إجراءات لمنع اي تهريب من اي نوع كان أو لمكافحة الارهاب ومكافحة الجريمة تتم بالتنسيق بين الدولتين وقد اتينا على ذكر ذلك خلال القمة الثنائية
في الثاني عشر من آب من العام الفين وثمانية التي جرت بيني وبين الرئيس السوري والتي على أثرها تم اصدار بيان ختامي أشار الى هذا التنسيق على جانبي الحدود اللبنانية
السورية».
وقال ردا على سؤال «هناك القرار 1701، على إسرائيل أن تنفذه ولديها فرصة لذلك وأن تلتزم بالانسحابات وبوقف الخروقات وشبكات التجسس والتهديدات وهذه كلها اعتداءات
على لبنان وعلى المجتمع الدولي إلزام اسرائيل ووضع خطة زمنية لتنفيذ هذا القرار. نحن بهذا الوقت نحتفظ بحقنا بتحرير واسترجاع الأراضي المحتلة بكافة الطرق المتاحة
والمشروعة وهذه معترف بها دوليا، وبالتزامن مع ذلك نعد لوضع استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان. ما هي الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان، بمفهومها وبتعريفها
هي كيفية تضافر القدرات القومية للدفاع عن الوطن. وما هي القدرات القومية، تتمثل بالجيش والشعب والمقاومة. على مجلس الوزراء عبء كبير وهو أن يعزز قدرات الجيش
وأن يسلح الجيش ضمن خطة زمنية لثلاث أو لخمس سنوات، وفي البيان الوزاري الحالي ذكر بند وطلب من الجيش رفع خطة زمنية للتسليح والتجهيز ويبحث عن مصادر تمويلها،
اذا حصلنا على مساعدات لا بأس ولكن اذا لم نحصل نستطيع أن نضع خطة زمنية لتسليح وتقوية الجيش اللبناني وخاصة ان الجيش اللبناني برهن خلال فترات عدة، أنه المؤسسة
الوطنية الجامعة لكل اللبنانيين وعلى مجلس الوزراء أيضا تقوية قدرات الدولة يعني قدرات الشعب وتمكين الشعب وهذا يتم من خلال ارساء الديمقراطية وتطبيقها بشكل
صحيح وبتنفيذ الاصلاحات على كل المستويات وعند ذلك نستطيع أن نصل الى استراتيجية وطنية تدافع عن لبنان وعن كرامة لبنان».
من جهة ثانية، عبر الرئيس سليمان عن «ارتياحه لإنجاز المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية»، متمنيا أن «يتم انجاز المرحلة الرابعة بهدوء واستقرار».
ونوه في خلال استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي بـ«الجهود الكبيرة التي بذلتها الوحدات العسكرية والى جانبها القوى الامنية في ضبط الوضع وخصوصا في صيدا».
وجدد تأكيده ضرورة «إطلاق الاصلاحات، كقانون اللامركزية الادارية وإصلاح قانوني البلديات والانتخابات النيابية». ومن زوار بعبدا وزير الاقتصاد والتجارة محمد
الصفدي، الوزير السابق دميانوس قطار، وفد موسع من رؤساء بلديات ومخاتير ووجهاء القرى وفاعليات منطقة بعلبك يتقدمه المطرانان سمعان عطا الله والياس رحال، والشيخان
خليل شقير وبكر الرفاعي.
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment