Saturday, May 29, 2010

فرنجيه: الانتخابات ستحصل بهدوء وفي وقتها
ولن أضغط بعد اليوم على ناسنا لضبط النفس

النائب فرنجيه متكلماً في مؤتمره الصحافي. (طوني فرنجيه)
زغرتا- "النهار":
شنّ رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه هجوما عنيفا على رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على خلفية حادث ضهر العين، فوصفه "بانه مجرم خارج من السجن زرعوه في قلب الطائفة المارونية لتقوية نفوذهم او مشروعهم السياسي في هذه الطائفة". واذ اكد انه "لم تعد هناك مصالحة مع جعجع، والدم بيننا وبين القوات يزداد"، طمأن الى ان "الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال ستحصل، وستمر بسلام وبكل هدوء". لكنه اشار الى "انني لن اضغط على ناسنا لضبط النفس... ولن امنع اي احد عن اي شيء... ولتكن الدولة مسؤولة عن امن الجميع".
المؤتمر الصحافي
عقد فرنجيه مؤتمرا صحافيا في مكتبه في بنشعي امس، حضره النائب اسطفان الدويهي، وعدد من المناصرين. واستهله قائلاً: "لا احد كان يرغب في حصول ما حصل في ضهر العين. واتقدم بالتعازي من اهالي الشهيدين اللذين سقطا بالامس في ضهر العين، وخصوصاً انهما شقيقان، واحدهما تزوج حديثاً وزوجته حامل في شهرها السادس. الاشكال حصل قبل ايام، وتدخّل المصلحون، وتمّ بعد ظهر امس (اول من) امس اسقاط الحقّ واعطي المراجع المختصة. وللشقيقين الشهيدين شقيق آخر حصل معه الاشكال الاول وضُرب ودخل المستشفى ولا يزال فيه، وعاد وتدخّل المصلحون، وتكلموا معنا في الموضوع. ونحن لم نتكلم مع احد، بل هم الذين تكلموا معنا وطلبوا ان نحلّ المسألة، وللجميع مصلحة في حلّ المشكلة. فكان جوابنا الى جانب الحل ماذا تريدون ان نُقوم به. فطلبوا اسقاط الحق، فأُعطوا اسقاط الحق. وبعد الظهر، حصل اتصال بين بعضهم وحصل تلاسن ربما على الهاتف. والقضاء سيحدد ذلك لاحقاً.
لكن اهم ما في الموضوع ان هناك فريقاً كان اعزل، وآخر مسلحاً. ومهما قيل او يقال في هذا الشأن، هناك شابان توجها بسيارتهما قد يكون ليقولا اي شيء، لكنهما لم يكونا مسلحين. وقد اطلق على صدر كل منهما خمس رصاصات من بندقية "كلاشينكوف"، فسقطا شهيدين (...) اسأل لماذا لم يحصل اي اشكال في الساحة المسيحية طوال تلك الفترة عندما كان بعضهم في السجن؟ لم يحصل خلال فترة سجنه اي اشكال مسيحي - مسيحي. ولماذا عاد المسيحيون ليتقاتلوا بينهم اليوم عندما خرج هذا الشخص من السجن؟ ولماذا نرى ان الاشكالات تقع بين فريق مسيحي و"القوات اللبنانية" في كل الاشكالات المسيحية-المسيحية التي حصلت منذ خروج هذا الانسان من السجن؟ العونيون و"القوات اللبنانية"، "المرده" و"القوات اللبنانية"، واي فريق مسيحي آخر و"القوات اللبنانية". دائماً القوات هم المظلومون والمعتدى عليهم.
صحيح، ان لا احد يقدر على تعويض ذوي الشهداء اولادهم، ولا احد يقدر على ان يعوض امهما خسارة ولديها. كذلك ما لا احد قادر على ان يعوض والدهما. كل ما يمكننا ان نفعله هو ان نقف الى جانب الوالدين في هذا المصاب الاليم. ومواساتهما والتخفيف عنهما. قد يدعو بعضهم الى عدم الاستغلال السياسي. لكننا ما تعودّنا استغلال الدم للوصول(...).
اوجه نداءً الى كل الذين يدعمون هذا الحزب او هذا الشخص- لان لا مشكلة لنا مع الحزب والمؤسسة، وهناك اناس كثيرون في مؤسسة" القوات اللبنانية" نحترمهم ونقدرّهم- اقول لهم انكم لا تدعمون رجلاً سياسياً قائداً لمؤسسة، بل تدعمون مجرماً خارجاً من السجن زرعوه في قلب الطائفة المارونية لتقوية نفوذهم او مشروعهم السياسي في هذه الطائفة. وهذا المجرم بقي مجرماً، وبقي هذا المشروع مشروع فتنة، وبقي تاريخ هذا الشخص اجرامياً ودموياً، وهو محكوم بالاعدام خُفّض حكمه بقانون العفو الى مؤبد وخرج بقانون، وليس بعفو او براءة. وبقانون فُصّل على قياسه، خرج من السجن.
واذكّر كل من يدعم هذا الشخص، من (رئيس الحكومة) الشيخ سعد الحريري او اي مسؤول في الدولة، بانه يدعم مجرماً ويعملون على تقويته داخل طائفته. وبذلك يكون يدعم مجرماً عن طريق سياسة معينة.
وعلى رغم الجو الذي وصلنا اليه عشية الانتخابات، نريدها ان تمرّ بهدوء، وان تكون ديموقراطية. هم يحبون هذا التعبير، ونحبه ايضا. هم يحبونه في الشكل، ونحن نحبه بالشكل والمضمون. هم يعيشون على الفتنة، ونحن نعيش على النهضة والريادية ومحبة الناس لنا.
هم يعيشون على خوف الناس منهم(...). والبيان الصادر عن نائبي القوات يقول ان (ما حصل) كان دفاعا عن النفس. فاين هو هذا الدفاع عن النفس؟ الدفاع عن النفس يكون عندما يطلق احد عليك النار، فتطلق عليه النار في المقابل. ويكون دفاعاً عن النفس، عندما يضربك احد بعصا، فتضربه بعصا. ولكن ان يشتمك فتُطلِق عليه النار، فهذا ليس دفاعاً عن النفس. هذا يعود الى النفس الذي ينشرونه في المنطقة للتسبب بالمشاكل.
الانتخابات ستحصل، واطمئن الى انها ستمر بسلام وبكل هدوء. لكن وظيفتي ليست الحلول محل الاجهزة الامنية، ولا محل الدول. ولن انزل بعد اليوم الى الطرق لأمنع ناسي واهلي من فعل اي شيء، ولن اضغط على ناسنا لضبط النفس. وما رأيتموه المرّة السابقة في حديثي عبر الهاتف لن تروه بعد اليوم. واعتذر من كل فردٍ طلبت اليه ممارسة ضبط النفس. فلتكن الدولة مسؤولة عن امن الجميع. هم يريدون الدولة، ونحن نريدها. ولتكن الدولة مسؤولة عن كل انسان في كل منطقة على مساحة هذا الوطن. ما من احد مسؤول عن احد، لا سياسياً ولا امنياً ولا بأي امر.
"لا مصالحة مع جعجع"
• هل صحيح ان هدف الحادث الغاء الانتخابات في الشمال؟
- الحادث اليم، لكن الانتخابات ستحصل في وقتها. قد تلغى في بلدة ما، لكن الانتخابات ستحصل في وقتها.
• في اي ظروف ستحصل الانتخابات؟
- اطالب الدولة بحماية الناس، وليست هذه وظيفتي، بل وظيفة الاجهزة الامنية. ونحن في دولة القانون والمؤسسات.
• هل ترى ان الحادثة ستؤدي الى فرز سياسي؟
- لا، لكل انسان حقّه في ان ينتمي سياسياً الى المكان والموقع الذي يريد، والقضاء هو الذي يحقق ويحدّد الفاعل والمجرم، كما عليه، خصوصاً الاجهزة الامنية التي تعطيه المعلومات، ان يحدّد من المحرّض. اثق بالقضاء عموما، وليس ببعضه، وخصوصاً ببعض الاجهزة الامنية التي تعطي القضاء المعلومات. وهنا اعود الى حادثة "ابو جو" عندما استشهد. لقد اطلق النار عليه من مسدس "كولت" عيار 45 ملم، ووجدت قربه سبع فراغات رصاص من نوع "كولت" 45 ملم. ويقول تقرير مخابرات الجيش ان الشخص الذي اوقف يستعمل مسدس "كولت" 45 ملم.
والاجهزة لم تعثر على المسدس، بل وجدت الفراغات. "ابو جو" قتل بهذا المسدس، فقيل ان الموقوف اطلق لعدم كفاية الدليل ولعدم العثور على ادوات الجريمة. فهل يمكن الوثوف باحكام هذا القضاء مئة في المئة؟ احدهم سقط شهيداً بمسدس من هذا النوع وهذا العيار، والفراغات قربه، والشخص الذي اوقف يعرف الجميع انه يحمل هذا المسدس، لكنهم ادّعوا انهم لم يجدوا المسدس، فاطلقوه. لكننا نعرف الجهاز الامني الذي كان موجوداً على الارض، وكيف تم اخفاء المسدس. فكيف اذن قُتل الرجل؟
• هل قبضت الاجهزة الامنية على قاتل الشقيقين وهو المسؤول القواتي في ضهر العين؟
-جعجع يضغط على ناسه لئلا يتصرفوا عشوائيا. ومن اطلق النار على الشابين الشهيدين في ضهر العين هو المسؤول "القواتي" هناك، وليس شخصاً عادياً. وعلى المسؤول ان يشغّل عقله اولا، ثم زنده ومسدسه. مسؤولنا في المنطقة هو المحامي رامي لطوف، ولا اريد التقليل من قيمة احد.
لكن عندما جاء الشابان للحديث مع المسؤول عندهم، شهر سلاحه وقتلهما. فاذا كان المسؤول في القوات يتصرف في هذا الشكل، هذا يعني ان النفس هكذا. ولذلك لن اضغط بعد اليوم على احد. لا اقول انني رفعت الغطاء عن احد، لكنني كنت اقوم بعمل لا يعنيني، وكنت امارس مهمات على الدولة القيام بها.
• ماذا عن مصير المصالحة مع جعجع؟
- لم تعد هناك مصالحة مع جعجع. فالدم بيننا وبين "القوات" يزداد، ودماء شهدائنا غالية، ودمنا ليس اغلى من دماء شهدائنا الذين يسقطون تباعا. انطلاقا من ذلك، لم يعد هناك من مجال للمصالحة.

No comments:

Post a Comment