Tuesday, April 26, 2011

مسـاعي تألـيـف الحكـومـة تتـقـدم ... إلـى الـوراء «حــرب الجـنـرالـيـن» تطـيـل عـمـر «الـفـراغ»
برغم استفحال أزمة تأليف الحكومة، إلا ان الانظار بقيت شاخصة نحو الاوضاع السورية لرصد تطوراتها وتفاعلاتها، نظراً الى الترابط العميق بينها وبين نظيرتها اللبنانية،
في الامن والسياسة والاقتصاد، كما تبدّى بوضوح من خلال انعكاس التوتر في سوريا هزات ارتدادية على الداخل اللبناني، تأثرت بها حسابات 8 و14آذار، وشعرت بها الحدود
المشتركة بين البلدين.
والى ان ينجلي غبار العواصف الاقليمية، بما قد يساعد في تحسين الرؤية، يستمر لبنان عالقاً في عنق الزجاجة، من دون ان تظهر في الافق أي مؤشرات توحي بأن هذا الاسبوع
سيحمل معه بشرى ولادة الحكومة، كما كان يتمنى اللبنانيون، مع استمرار الاستعصاء في العقد، بدءاً من عقدة «الداخلية» وليس انتهاء بـ«عقدة» العلاقة بين الرئيس
ميشال سليمان والعماد ميشال عون والتي باتت ترخي بظلالها الثقيلة على عملية تأليف الحكومة، بعدما تحصّن كل من الجنرالين في خندقه السياسي، في ظل أزمة عميقة
تسود بينهما، عبّر عنها كلام سليمان من بكركي في عيد الفصح، ورد عون عليه أمس.
مشروع ولادة.. لم يكتمل
وحسب المعلومات، فإن الرئيس نجيب ميقاتي كان مستعداً لوضع تشكيلة نهائية وعرضها على رئيس الجمهورية لو وافق حزب الله على إعطائه أسماء وزرائه، ولكن الحزب شدّد
على وجوب ان تُعالج اولاً المشكلة القائمة بين سليمان وعون حول «الداخلية»، ما أوحى بأن الحزب يدعم ضمناً موقف عون.
ومن الاقتراحات التي تم تداولها كمخرج إعطاء حقيبة «الداخلية» لميقاتي او الوزير محمد الصفدي، على ان يمنح عون في المقابل «الخارجية» او «المالية»، إلا ان هذه
الفكرة سقطت سريعاً لأن الرئيس المكلف يخشى أن يؤدي تنازله عن «المالية» الى جعله عرضة لحملة شرسة من تيار المستقبل، بتهمة انه فرط بواحدة من أهم مكاسب الطائفة
السنية.
«التيار الحر»
الى ذلك، أبلغت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر «السفير» ان التأخير في تشكيل الحكومة هو تأخير متعمد من قبل الرئيسين سليمان وميقاتي، ما يدفع الى التساؤل
حول أسبابه وخلفياته الحقيقية، متسائلة عما يفعله طه ميقاتي، شقيق الرئيس المكلف، في باريس.
وشددت المصادر على أن عقدة «الداخلية» ليست الوحيدة، بل إن الغموض يكتنف الحقائب التسع الأخرى التي يفترض ان تكون من حصة تكتل التغيير والاصلاح، مشيرة الى ان
النقاش «انطلق مع الرئيس المكلف منذ بداية الطريق على اساس تسليمه بما لنا من حقائب في حكومة تصريف الأعمال، كقاعدة للبناء عليها، ولكننا فوجئنا مؤخراً بطرح
معادلة جديدة تقوم على رفض منحنا وزارتي الاتصالات والطاقة معاً، الامر الذي شكل عودة الى الوراء». ولفتت الانتباه الى ان هناك عقداً أخرى لم تحل ايضا، من بينها
رفض ميقاتي توزير فيصل كرامي.
ورأت المصادر ان موقف سليمان الرافض لتسلم «التيار الحر» حقيبة «الداخلية» يرتبط بحسابات قديمة تكشّف بعضها من خلال محاضر «ويكيليكس» الاخيرة، داعية رئيس الجمهورية
الى عدم التذرع بالدستور لعرقلة تشكيل الحكومة والرئيس ميقاتي الى عدم التذرع بسليمان للتهرب من تحمل مسؤولياته. وشدّدت على ان عون لن يقبل بأن يدخل الى الحكومة
ويتحمل مسؤولية المشاركة فيها وتغطيتها، بينما تبقى مفاتيح الحكم في يد غيره.

أوساط ميقاتي
وفيما التقى ميقاتي امس كلاً من الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري، قالت أوساطه لـ«السفير» إن معالجة مشكلة حقيبة «الداخلية» تشكل ما نسبته ثلاثة ارباع
المسافة من التوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الاساسية الاخرى، موضحة ان مقترحات الحلول لتوزيع باقي الحقائب ما زالت قائمة إلا أنها مجمّدة
بانتظار الاتفاق على «الداخلية».
ولكن مصادر متابعة للاتصالات أفادت أن مساعي البحث عن مخرج وسطي لمشكلة «الداخلية» قد استعادت نشاطها على اساس السعي الى التوافق على شخصية مقبولة من جميع الأطراف،
مشدّدة على ان المناخ التصعيدي الذي عكسه عون أمس لن يعطل الجهود الهادفة الى الحلحلة.
عون
وكان عون قد تساءل بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح عما «إذا كان توقيع رئيس الجمهورية يفرض ضريبة معينة على الكتل النيابية»، مطالباً بشرح دستوري لمفهوم هذه
الضريبة وكيفية دفعها. وأعتبر أن «من يتمنّع عن التوقيع، يريد أن يعطّل الحكم، ومن ينتظر لتُحَلّ كل أمور الشّرق الأوسط، لا يمكنه تأليف الحكومة، ولا يريد تأليفَها».

وقال عون: لا أرى أنّ هناك نية بتشكيل الحكومة، لأنّ الأسباب الّتي أسمعها، ليست أسباباً غير موجبة. وأضاف رداً على رئيس الجمهورية من دون أن يسميه «كل من يريد
أن يتطرّق للدّستور من الآن وصاعداً من دونَ أن يذكرَ النّص الّذي يستند إليه بكلامه، سأتعرّضُ له كائناً من كان، لأنّ الدّستور ليس «ممسحة». وتابع: أنا لستُ
على خلافٍ مع أحد على وزارة الدّاخلية. أنا لديّ تكتل نيابي، وأريد وزارة الدّاخلية لأننا نشكل أكبر تكتل ضمن الأكثرية الجديدة.
بري
الى ذلك، توجه بري خلال كلمة القاها أمس إلى «من يعتقد ان التأخير في تأليف الحكومة هو لأسباب سورية»، بالقول: فليعلم ان اكثر المتضررين من عدم وجود حكومة الآن
في لبنان هو سورية الشقيقة، والتأخير بحد ذاته هو جزء من المؤامرة ليس على لبنان فحسب بل جزء من المؤامرة على سوريا، ولو كان غير مقصود.

No comments:

Post a Comment