Friday, June 3, 2011

«الانطبـاع الأول» إيجـابـي... ولجنـة للتـواصـل بـين القـيـادات«خميـس الموارنـة» فـي بكـركـي يتـفـق علـى «الأرض والـوجـود»
القيادات المارونية في افتتاح اللقاء (عباس سلمان)
غراسيا بيطار
كلما اجتمع مارونيان في بكركي تضاف في سجل الراعي نقطة إضافية. هذا إذا ما احتسبنا «البونوس» في استضافة الكنيسة المارونية القمم الروحية. فالجلسة الجماعية
للموارنة، لهشاشة العلاقات بينهم، تبقى دائما هي الحدث بغض النظر عمّا قد ينتج عنها. وبالأمس، نجح الراعي في جمع ثمان وثلاثين شخصية مارونية، صفا أول وثانيا،
حول نقطتين: الأرض والوجود.
«حلو». هو توصيف البطريرك لمشهد الأمس ويقول بعدما «أدى قسطا» من شعاره خلال عودته الى مكتبه الخاص: «ما أجملهم مجتمعين... لقد قمنا بأشياء مهمة خلال الاجتماع
وعطول هناك اجتماعات ومتابعة دائمة». وماذا عن القضايا الخلافية؟ يجيب ببسمة الراعي: «وهل ستكون خلافات بعد اليوم؟ لا خلافات بعد اليوم». انتهى «خميس الموارنة»
الى لجنة عساها لا تكون «مقبرة» للملفات فتحتاج عندها، على ما قال بطرس حرب، الى «صلاة» الاستسقاء.
تزامن «فان المولان دور» محملا «ترويقة الصباح» مع وصول المدعوين الى «بيتهم». كل فريق حمل أوراقه البرتقالية، الأثقل، والمردية والكتائبية والقواتية. الأب
طوني خضرة، رئيس مؤسسة لابورا، وصل محصّنا بـ«كدسة» ملفات عن «التآكل» المسيحي في الوجود والدور. المدخل يشبه كثيرا «كولوار» المدرسة الذي عادة ما يكون مزينا
بالأعمال التطبيقية للطلاب. أما مدخل اللقاء فكان «مزينا» بألواح خشبية ألصقت عليها قصاصات ورقية من «شرعة العمل السياسي: السياسة فن شريف لخدمة الإنسان والخير
العام».
قلة تنبهت الى «درس اليوم» للراعي علما بأن ضحكات «عالواقف» سكنته وضمت زحمة نواب مختلطين خرقتهم السيدة ستريدا جعجع لتخص نواب التيار و«زعيمهم» بالمصافحات
الحارة. فما كان من «زميلها» أنطوان زهرا إلا أن «مازح» البرتقاليين باقتراح «مداكشة» بينها وبين نائب في التكتل و«لا ضير أن يكون النائب نعمة الله أبي نصر».
يضحك الجميع ويدخلون القاعة التي لم يكتمل عقدها إلا بوصول النائب نديم الجميّل و«بنز» الكتائب يزيّن صدره. بحث كل نائب عن اسمه ليجلس ويتكون صحن القاعة من
توزيع «مشكّل» للمشاركين. فيحين وقت الصلاة افتتاحا رعويا.
يعبّد البطريرك الجو برواية تمهيدية تعود الى أول زيارة له للمكان «عأيام انتخاب البطرك عريضة» ريثما وزعت كلمته على الحضور. فيقرأ: «نلتقي معا بما لنا من مسؤولية
مشتركة ومتمايزة في الكنيسة والمجتمع والوطن، مدركين أننا في لبنان نفصل تماما بين الدين والدولة شرط التمسك بالمبادئ الأخلاقية والثوابت الوطنية». وإذ شدد
على التزام الموارنة بمبادئ الإنجيل، اشار الى ان اللقاء هو لـ«استعراض واقعنا واتخاذ ما يلزم من توصيات لتحسينه وتحصينه على تنوع الخيارات السياسية المنسجمة
مع المبادئ والثوابت والآيلة الى الأهداف الوطنية المشتركة وتعضدنا في ذلك شرعة العمل السياسي التي ترسم للسياسيين خريطة الطريق للنهوض بلبنان الدولة المدنية
الديموقراطية». وخلص الى «أننا اخترنا اللقاء من بين الوسائل لإنهاض لبنان ما يضمن وجودنا على الأرض اللبنانية وحضورنا الفاعل في الإدارات العامة».
خلت القاعة من الإعلام فأطلق الراعي الكلام عن «الشركة». أمين الجميل أثنى على كلام الراعي وشكره على مبادرته ودعا الجميع الى تفعيلها. ميشال عون أيد المبادرة
وشكر للراعي ديناميته وقال: «الأهم من القوانين هو تطبيقها وأن يكون لها تفسير واحد وأيضا للدستور فنحن نعاني اليوم مثلا أزمة تفسير الدستور». يقدم سليمان فرنجية
مداخلته المتلاقية مع الجو الجنرالي، ليحصل بعض المد والجزر في مداخلة جعجع التي لم تكن سلبية بقدر ما كانت تشاؤمية في قوله «إن التفاصيل التي سيتم بحثها يمكن
للصف الثاني أن يعمل عليها وبالتالي من الأفضل ألا تتكرر بصورتها الحالية كي لا تخلق أي خيبة أمل لدى الناس».
يصمت الجميع لمتابعة وثائقي مصور من إعداد المركز الماروني للتوثيق والأبحاث قدمه رئيسه كميل زيدان ولخص فيه دراسة حول الأرض وتملك الاجانب. وأتى الوثائقي على
ذكر مشروع القانون الذي تقدم به «تكتل التغيير والإصلاح» في هذا الشأن. وأمام إشارة الوثائقي الى الأرقام الرسمية غير الصحيحة تشعبت النقاشات. إبراهيم كنعان
شدد على ان «الرقابة البرلمانية أهم من التشريع وهذا يوجب التعاون النيابي». سانده سامي الجميل مقترحا إنشاء «هيئة للتعاون النيابي».
ثم حان موعد الأرقام من جديد مع الأب خضرة الذي قدم عرضا مسهبا لواقع الدولة وللمرسوم 112 عن التوظيفات والشواغر في الفئتين الخامسة والرابعة. ومن الأرقام التي
فاجأت كثيرين: «نسبة الوجود المسيحي في الدولة عام 1999 بلغت 48% تراجعت الى 15% عام 2007 وعادت ارتفعت الى 34% عام 2010». وخلال عرض بعض المراسيم الصادرة عن
تملك الأجانب علق «الجنرال»: «هذه على أيام الحكومة المبتورة». ثم كانت مداخلة لعضو الرابطة المارونية طلال الدويهي عن «البيعات المشبوهة بملايين الدولارات
وأكثرها في جزين».
«على ساعة» المطران سمير مظلوم ضبط إيقاع المداخلات والاجتماع. والى جانبه المطارنة رولان أبو جودة، يوسف بشارة وبولس صياح (بغياب المطران بولس مطر خارج لبنان)،
موزعين كـ«حبوب تهدئة» احتياطا بين المجتمعين، لينتهي الأخذ والرد باقتراح البطريرك إنشاء «لجنة للتواصل لتفادي الاتصالات بالواسطة وكي تمهد في مرحلة لاحقة
للجان العمل التي تضم مختصين لمتابعة الملفات». وتضم اللجنة السباعية النواب: إيلي كيروز، إيلي ماروني، سيمون أبي رميا، هادي حبيش، فؤاد السعد، إميل رحمة وإيلي
عون.
وخلال تلاوته البيان الختامي اشار مظلوم الى أن البطريرك سيعين مطرانا ينضم الى اللجنة. وقال البيان بـ«ضرورة المحافظة على الأرض اللبنانية كوسيلة لترسيخ الوجود
والهوية والحفاظ على خصوصية لبنان في تعدديته وتنوع مجتمعه ضمن الوحدة»، محددا نقاط النقاش بثلاث: «التزام مبدأ الشراكة في ما بيننا كخطوة أولى نحو تفعيل هذه
الشراكة مع كل العائلات الروحية اللبنانية، والتعاون على بناء الدولة وتنمية المجتمع اللبناني، المحافظة على الأرض اللبنانية كوسيلة لترسيخ الوجود والهوية والحفاظ
على خصوصية لبنان في تعدديته وتنوع مجتمعه ضمن الوحدة، إعادة التلازم الى الإدارات العامة من خلال مشاركة المسيحيين مشاركة فعالة في خدمة الدولة والمواطنين
انطلاقا من احترام مبدأي الكفاءة والمناصفة.
«فض» اللقاء وتحولت باحة الصرح الخارجية الى جزر إعلامية تلتقط تعليقات «الانطباع الأول». عون: «ممتاز». فرنجية: «كاللقاء السابق... جيد». هادي حبيش يعلن أنه
قدم الى البطريرك وثيقة مكتوبة حول المواضيع المطروحة. «لا طائف في اللقاء» أوضح ألان عون. زياد أسود عرض لبيع الأراضي في جزين حيث «العلامة الفارقة»، واصفا
اللقاء بـ«البداية لخطوات إيجابية فالمسألة معنويات وليست ماديات». الجميّل أبدى تفاؤله بلجنة المتابعة وأبي نصر تحدث عن «المعاملة بالمثل». وعن لقائه عون علق
دوري شمعون باسما: «مش عاطل». أما سمير جعجع فكان آخر من غادر بكركي وأعلن ان اللقاء أدى كل أغراضه «صحيح لم تُطرح ملفات خلافية لكن من الطبيعي ان نبدأ بنقاط
الالتقاء وليس الخلاف». ووافق جعجع الأمين العام لـ«حزب الله» (السيد حسن نصر الله) في «تطوير النظام» وكذلك في «تعديل الطائف»، شرط إخضاع الموضوعين لـ«التشاور».

No comments:

Post a Comment