Thursday, March 24, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 24 آذار/مارس 2011
الخميس الثالث من الصوم الكبير


.37-20:17 إنجيل القدّيس لوقا

وَسَأَلَ الفَرِّيسيُّونَ يَسُوع: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ الله؟». فَأَجَابَهُم وَقَال: «مَلكُوتُ اللهِ لا يَأْتِي بِالمُرَاقَبَة.
وَلَنْ يُقال: هَا هُوَ هُنا، أَوْ هُنَاك! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!».
وقَالَ لِلْتَلامِيذ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيها أَنْ تَرَوا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان، وَلَنْ تَرَوا.
وَسَيُقالُ لَكُم: هَا هُوَ هُنَاك! هَا هُوَ هُنَا! فَلا تَذْهَبُوا، وَلا تَهْرَعُوا.
فَكَمَا يُومِضُ البَرْقُ في أُفُق، وَيَلْمَعُ في آخَر، هكذَا يَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في يَوْمِ مَجِيئِهِ.
وَلكِنْ لا بُدَّ لَهُ أَوَّلاً مِنْ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيَرْذُلَهُ هذَا الجِيل!
وَكمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان:
كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين.
وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون.
ولكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين.
هكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ٱبْنُ الإِنْسَان.
في ذلِكَ اليَوْم، مَنْ كانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ في البَيْت، فَلا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا. وَمَنْ كانَ في الحَقْل، فَكَذلِكَ لا يَرْجِعْ إِلى الوَرَاء.
تَذَكَّرُوا ٱمْرَأَةَ لُوط!
مَنْ يَسْعَى لِكَي يَحْفَظَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، وَمَنْ يَفْقِدُ نَفْسَهُ يَحْفَظُهَا حَيَّةً.
أَقُولُ لَكُم: في تِلْكَ اللَّيْلَة، يَكُونُ ٱثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِد، فَيُؤْخَذُ الوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَر.
وٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى».
...
فأَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى أَيْنَ يا رَبّ ؟». فَقالَ لَهُم: «حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّة، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - حوالى 560)، مؤلِّف أناشيد
نشيد عن نوح
"وَكمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان"


أبحرَ نوح العاقل والحكيم في السفينة بناءً على أمرٍ من الله مع أولادِه ونسائهنّ، وكانوا ثمانية أنفس. وكان هذا الخادمُ يصلّي بدون أن يتوقّف عن الأنين: "لا تدعني أهلِكُ مع الخاطئين يا مخلّصي لأنّني بتّ أرى الفوضى تتملّكُ الخليقةَ والعناصرُ ترتجف ذعرًا... السماءُ ملبّدةٌ، والغيومِ مستعدّة، والملائكةُ أتوا بسرعةٍ في مقدّمة غضبك". وبعد هذه الكلمات أغلق الله السفينة فيما راح المؤمن يصرخُ: "يا مخلّص الكون أنقذ البشر كلَّهم من الغضب بالحبِّ الذي تحفظه لنا".

ومن أعلى السماوات أصدر القاضي أمرًا؛ فانفتحت الأقفال وانهمرت الأمطارُ سيولاً من الماء والبرَد في جميع أنحاء العالم. أظهر الخوفُ منابعَ الهاوية مغرقًا الأرضَ كلَها... وهذا كان أثر غضب الله لأنّ البشر ثابروا في العناد ولم يتردّدوا في مناجاته بإيمانٍ: "يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا".

ثمَّ رأت مجموعةُ الملائكة هلاك الأشرار وصرخت: "فليملك الأبرار على الأرض كلّها!" لأنّ الله يحبّ رؤيةَ من خلقهم على صورتِه (تك1: 26)؛ لذلك وضع قدّيسيه في مأمنٍ ليخلّصهم. "أَطلَقَ نوح الحَمامةَ مِنَ السَّفينَة فعادَت إِلَيه الحَمامةُ وَقْتَ المَساءِ وفي فَمِها وَرَقَةُ زَيتونٍ خَضْراء" (تك11: 7-8) وهذا يرمزُ إلى رحمة الله. وخرج نوح من السفينةِ، بعد أن تلقّى الأمرَ، كمن يخرج من قبرِه... ولم يتصرّف كآدم الذي أكل قديمًا من الشجرة التي تعطي الموت بل أظهرَ نوح ثمرةَ التوبة قائلاً: "يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا".

مات الفسادُ والظلم؛ أمّا الإنسان ذو القلب الصادق فخَلُصَ بإيمانِه لأنّه قد وجدَ النعمة... فقدّمَ نوح البارّ (تك6: 9) ذبيحةً غير مدنّسة لله...؛ فتنشّق الخالقُ رائحتها اللذيذة فأعلنَ قائلاً: "لن يغرق العالمُ في طوفانٍ أبدًا، مهما كانت عيشةُ البشر سيّئةٌ. واليوم أبرم معهم عهدًا لا يزول. سأري سكّانَ الأرضِ جميعَهم علامةً فيتضرّعون إليّ: ""يا مخلّص الكون، خلّص البشرَ كلّهم من الغضب بمحبّتِك التي تحفظها لنا".

No comments:

Post a Comment