Thursday, July 1, 2010

سليمان مستعد للتوقيع على إعدام الجواسيس ... و«اليونيفيل» تحتوي التوتر
لقاء الحريري والأسـاتذة يحدّد اليوم مصير الطلاب

بقيت تطورات ملف التجسس لمصلحة العدو الإسرائيلي، وتداعيات مناورة «اليونيفيل» في الجنوب، موضع متابعة على أكثر من صعيد، وهما كانا بندين اساسيين على جدول أعمال
مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس سعد الحريري في السرايا الحكومية، فيما يُتوقع ان يبرز تطور إيجابي بشأن معالجة أزمة مقاطعة أساتذة التعليم الثانوي والمهني
والتقني مسابقات الامتحانات الرسمية، خلال الاجتماع المرتقب بين الحريري ووفد من الأساتذة عند الثانية بعد ظهر اليوم.
وفي هذا الإطار، علمت «السفير» أن وزير التربية حسن منيمنة كرر في جلسة مجلس الوزراء اقتراحه بمنح الأساتذة أربع درجات، فأجابه عدد من الوزراء بأن هذا الاقتراح
لا يمشي. ثم جرى نقاش مطول حول هذ النقطة انتهى الى اتفاق على أن يجتمع الرئيس الحريري سريعا مع رابطة الاساتذة من أجل التوصل الى تسوية للأزمة، كونه كان قد
التقى بهم في السابق وبالتالي فهو الاقدر على استكمال الحوار معهم.
وتمنى عدد من الوزراء على رئيس الحكومة ان ينهي الموضوع، «ودرجة بالزائد او بالناقص لن تغير الكثير، لان هذه القضية لم تعد تحتمل المزيد من الاستنزاف». ولفت
بعضهم الانتباه الى انه إذا كان هناك خلاف مع الاساتذة حول تفسير القانون، فيمكن اللجوء الى مجلس شورى الدولة للبت في هذه المسألة.
وتوقعت مصادر وزارية لـ«السفير» ان يكون اجتماع اليوم بين الحريري ورابطة الاساتذة حاسما، مشيرة الى انها ترجح ان يحصل تقدم نحو إنهاء ازمة المقاطعة.
وقال رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب لـ«السفير» إن وفد الاساتذة سيُقابل الإيجابية بإيجابية مماثلة، ونحن سنستمع الى ما سيطرحه الرئيس الحريري
وسنكون منفتحين على أي حل مرض، معتبرا ان أي حل وسط يجب ان يحفظ الحق بالعشرين في المئة ضمن صلب الراتب.
وفي شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، رأى عدد من الوزراء أن موقف لبنان قوي لأنه يستند الى معاهدة البحار الدولية التي نلتزم بها، وبالتالي
فإن الامر لا يحتاج الى قانون جديد من مجلس النواب، لان مفاعيل المعاهدة تنطبق على لبنان تلقائيا. ودعا الوزراء الى استعجال عملية الترسيم ورفع الخرائط الضرورية
الى الامم المتحدة.
وتناول النقاش ما نشرته بعض الصحف حول مهمة الوفد العسكري في نيويورك، حيث أبدى الرئيس سعد الحريري انزعاجه من الأمر، فيما استغرب بعض الوزراء ان يطلعوا على
نتائج مهمة الوفد من وسائل الاعلام.
موقوف «ألفا»
وناقش مجلس الوزراء ايضا مسألة توقيف موظف شركة «الفا» المشتبه في تجسسه لمصلحة إسرائيل، حيث رأى وزير الدفاع الياس المر ان وسائل الاعلام ضخمت الخبر ولم تكن
دقيقة في عرض المعلومات، مشيرا الى ان هذا الأداء أضر بعمل التحقيق وقطع الطريق على مراحل لاحقة لانه لولا التسريبات لأمكن ربما إلقاء القبض على شركاء للموقوف
ولكن التسريب الذي حصل قبل الانتهاء من التحقيق قد يكون أتاح هروبهم.
وتوافق مجلس الوزراء على ضرورة تسريع الاحكام القضائية بحق الجواسيس والعملاء والتشدد فيها وصولا الى إنزال أقصى العقوبات بحق من يستحقها.
وفي هذا السياق، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان في لقاء مع المراسلين المعتمدين في القصر الجمهوري إن موضوع التجسس على الوطن أمر غير مقبول من أي أحد، ويجب
التشدد في معاقبة الجواسيس.
وشدد على ان القضاء لن يتساهل مع هذا الامر، معتبرا ان زرع شبكات التجسس هو عمل عدائي وخرق للقرار 1701 كما القصف والاحتلال، «اما كيف تصدر الاحكام وما هي فهذا
الامر من اختصاص القضاء الذي يقدر الجريمة بحد ذاتها، ولكن يجب التشدد في معاقبة المتجسسين على الوطن والمتعاملين مع العدو الاسرائيلي ويجب ان يعاقبوا بشدة،
وإذا وصلني حكم بالإعدام فسأوقعه».
واعتبر الوزير المر من جهته ان كل ما ما صدر في وسائل الاعلام حول الموقوف شربل ق. هو تكهن وتحليلات، باستثناء أنه عميل إسرائيلي يعمل في شركة هاتف، وقد تبين
أنه عميل قديم وليس جديدا، فهو يعمل منذ أكثر من 15 سنة مع العدو الاسرائيلي، ويمكن أن تكون شبكات أخرى تابعة له. وأشار الى ان التحقيق سينتهي بعد أسبوع، «وعندها
يصبح في متناول الجميع، بمن فيهم محامي الدفاع عن الموقوف».
«اليونيفيل»: احتواء التوتر
في هذه الاثناء، ساد الهدوء أمس البلدات والقرى الجنوبية التي شهدت امس الاول احتجاجات شعبية على مناورة «اليونيفيل»، بينما بقيت التداعيات السياسية لهذه المناورة
تتفاعل، في موازاة مسارعة بعض الاطراف الداخلية الى استغلال ما جرى للتصويب الضمني على حزب الله واتهام «التحركات الأهلية والشعبية بأنها غطاء لتصرفات بعض الفرقاء
السياسيين بهدف النيل من القرار 1701».
الى ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ كل الاقاويل التي تعتبر ما حدث أمس الاول بأنه مقدمة لتغيير قواعد الاشتباك لـ«اليونيفيل»، مؤكدا أن
«ما حصل هو حالة واضحة من سوء الفهم لدى بعض الناس حول القصد والغاية من هذا التمرين الذي كانت تجريه « اليونيفيل».
وأبدى السفير الإسباني في لبنان خوان كارلوس غافو خشيته من أن تؤدي الحوادث المتكررة جنوبا، وخصوصا تلك التي أعقبت مناورة تدريبية لقوات «اليونيفيل» أمس الأول،
إلى «وضع حرج». وقال في حوار مع «السـفير»: أرغب دوما في التفكير بأن هذه الحوادث معزولة وغير جدية، لكن يبدو ان تكرارها بات مقلقا. إلا انه شدد على ان التفاهم
ممتاز بين الأهالي والقوات الإسبانية، ونفى حصول أي تعديل في «قواعد الاشتباك» أو أي تخفيض في عديد قوات الطوارئ الدولية.
الغجر: انسحبوا... لم ينسحبوا
وبينما تم الإعلان عن ان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية صادق امس على الخطة القاضية بسحب الجيش الاسرائيلي من الشطر الشمالي لقرية
الغجر الحدودية، وإعادة الوضع في القرية الى ما كان عليه قبل عدوان تموز، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن المنظمة الدولية لم تتلق
بعد إخطارا رسميا بعد من قوات «اليونيفيل» يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قرارا نهائيا بالانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر، وإن كانت الأمم المتحدة
سترحب بمثل هذه الخطوة في حال تنفيذها وتعتبرها تقدماً، على اعتبار أنها تأتي في إطار الالتزام ببنود القرار 1701.
الى ذلك، نفى فرحان أن تكون التدريبات التي أجرتها «اليونيفيل» في الجنوب مرتبطة بحدث سياسي ما أو بتقارير عن قرب وقوع هجوم إسرائيلي «ولكنه كان تدريبا لاختبار
قدرات القوة على الأرض»، مشيرا الى انه تم مسبقا إخطار قيادة الجيش بخطط انتشار القوة.
وقالت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة لـ«السفير» انها لا تستبعد أن تكون الأحداث قد تم تصعيدها بشكل متعمد في منطقة الجنوب في الوقت الذي كان من المفترض أن يصدر
فيه الأمين العام بان كي مون أمس تقريره الدوري بشأن التزام لبنان وإسرائيل بتنفيذ القرار 1701.
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment