Thursday, July 1, 2010

ما كتـب على «الفايـس بـوك» عني ينـدى له الجبـين
سـليمان: سـأوقع مرسوم الإعدام للعملاء

صندوق الموارد النفطية للمصلحة العامة وأنا المؤتمن عليها

غراسيا بيطار

لا تميّز الشبكة العنكبوتية بين رئيس ومرؤوس. إنها نموذج لتطبيق «المساواة» بمعانيها الدنيا. باراك أوباما استعان بـ«الـفايسبوك» في حملته الانتخابية وكان سلفه
جورج بوش انضمّ الى «النادي الاجتماعي الإلكتروني» وحتى «من نفذوا اغتيال المبحوح» يعرضون صورهم على «الفايسبوك» على ما قرأنا في بعض وسائل الإعلام.
في بعبدا، الشبكة العنكبوتية عينها تفرض نفسها بنداً افتتاحياً في حديث الأربعين دقيقة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووفد الإعلاميين المعتمدين في القصر
الجمهوري.
على هامش «العالم الإلكتروني» يطلق سليمان الذي أبدى اهتمامه بلقاءات دورية مع الإعلاميين بموجب «هندسة» خاصة من ضابط إيقاع إعلام القصر الزميل أديب أبي عقل،
سلسلة مواقف: «لا توتر بيني وبين الرئيس بشار الأسد. وهو سيزور لبنان قريباً، وترسيم الحدود على نار حامية»، «سأوقع مرسوم الإعدام للعملاء، ولكني لست أنا من
يتخذ القرار»، «كل ما يتعلق بالمحكمة الدولية افتراضي حتى الآن، ولكننا نأمل ألا تسيس أحكامها». «طاولة الحوار تحقق ما نريده منها، ولكنها تحتاج الى المزيد
من الترجمة والوقت».
يحرص سليمان على «مقاربة أبوية» لتوقيف ثلاثة شبان متهمين «بالقدح والذم في حق رئيس الجمهورية على موقع الفايسبوك». إفتتاحية «عنكبوتية» فرضت نفسها على حديث
ثلثي الساعة بين سليمان ووفد من الإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري.
«لا يُتهم رئيس الجمهورية بأنه يقمع الحريات أو أنه ضد الديموقراطية والتعبير عن الرأي، فالحرية لا تعني المس بالآداب والأخلاق العامة في مجتمع شرقي كمجتمعنا»،
يقول متابعاً بانفعال وأسف: «ما كتب يندى له الجبين... أنا على ثقة أن أهل هؤلاء الشباب، الذين أعتبرهم كأولادي، لا يعرفون ماذا كتبوا ومنطلق تربوي، إذ لا سياسة
في كل ما كتب، إن النائب العام الاستئنافي القاضي سعيد ميرزا يقوم بواجباته وليس أنا، والأمر يعالج بما فيه مصلحة الشباب ورفاقهم».
ولكن «الفايسبوك» عالم لا يمكن ضبطه؟ يجيب: «من يقول هذا الأمر لا يعرف الحقيقة، فلقد تمّ إنشاء موقع إلكتروني خاص لشتم رئيس الجمهورية، وهذا من حق أي مواطن
أن يدّعي عليه».
يرحب بهم إذا ما طلبوا زيارته هم وأهلهم ويعتبر أن كل ما قيل على لسان السياسيين الذين تناولوه سواء في «مناشدتي تقديم استقالتي أم في اتهامي بأني لم أنجز شيئاً
في عهدي»، إنما هو كلام سياسي «يربح المرء من الجهة المقابلة»، ولكن «الألم» الذي يشعر به من جراء هذا الموضوع يجعله يستشهد بمثال عن شاب لبناني (مستذكراً أنه
من عائلة نجار) حكم عليه في الولايات المتحدة الأميركية بالسجن 11 عاماً لإقدامه على الإغواء الجنسي للفتيات عبر الإنترنت، ويتساءل: «لماذا الاستغراب في لبنان
عندما يُقال لهذا الشاب مثلاً بأن إهدأ ولا تشتم رئيس الجمهورية».
حول التخوّف من حرب اسرائيلية على لبنان، قال: «التهديدات الاسرائيلية دائمة وليس فقط كي تدمر الحجر والمنشآت، بل أيضاً لحصول انقسام بين اللبنانيين. أعتقد
ان اللبنانيين تجاوزوا هذه المرحلة ولن يختلفوا حول مواجهة إسرائيل، لذلك من الوارد قيام اسرائيل باعتداء، ولكن الموضوع ليس سهلاً على إسرائيل، لكننا لسنا ضعفاء».

وعن العلاقات اللبنانية - السورية وترسيم الحدود، أشار إلى أنه تناول الموضوع في القمة الأخيرة مع الرئيس بشار الأسد، «وقلنا إنه يجب استكمال المعطيات المباشرة
لتحديد الحدود وترسيمها. وهذا الأمر جدّي وموضوع على نار حامية. المواضيع الباقية هي استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا. في الموقف السياسي الأمور
جيدة ومتناغمة، قضية سوريا هي قضية لبنان».
وأشار إلى أن سوريا لن تتأخر في مساعدة لبنان حين تجهّز معالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. ولكن منذ طرح هذا الموضوع والتهديدات الاسرائيلية مستمرة،
بالتالي يجب أن نجد الوقت المناسب لمعالجة هذا الموضوع.
وتابع رداً على سؤال حول انتقاده، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، تعاطي القيادة السورية مع رؤساء الأحزاب: لم أسمع الانتقاد في وسائل الإعلام،
الدول لديها علاقات متعددة مع بعضها بعضاً، وليس صحيحاً أن رئيس الدولة لا يستقبل الا رئيس دولة، والمهم هو كيف نثمّر هذه العلاقة وهذا الاستقبال.
وعن السجال حول مرجعية ملف التنقيب عن النفط، قال سليمان: كل سلطة دستورية لديها واجبات، يستطيع مجلس النواب ان يقدّم مشروع قانون ومن واجبات مجلس الوزراء القيام
بدوره ايضاً، المهم حين يحصل تلاقٍ في المواعيد والطروحات، من المفروض ان يحصل تلاقٍ واتفاق كيف تتكامل الطروحات، ونحن الآن نتابع الدراسة وسنأخذ في الاعتبار
مشروع القانون المرفوع الى مجلس النواب وسنحاول ايجاد الحل الذي يؤمن مصلحة لبنان من هذين القانونين. اما موضوع الصندوق السيادي للموارد النفطية فكل شيء وارد،
هذا الموضوع سيمرّ في مجلس الوزراء ثم مجلس النواب.
واشار الى ان «هدف الصندوق هو الحفاظ على الموارد النفطية للمصلحة العامة للدولة اللبنانية ولمصلحة الاجيال مستقبلاً. رئيس الدولة هو مؤتمن على هذه المصلحة
وعلى الدستور».
وعن كيفية تعاطي لبنان مع التقرير الجديد حول القرار 1701، قال: زرع شبكات التجسس هو عمل عدائي يرتكبه العدو الاسرائيلي والذي ينص عليه القرار 1701 لجهة منع
القيام بأي عمل عدائي متبادل وفي مناطق تواجد القوات الدولية، ولذلك زرع الجواسيس هو عمل عدائي صرف كما القصف وكما الاحتلال.
وقال سليمان، رداً على سؤال، «عندما يصل إليّ قرار إعدام سأوقعه، ولكن لست أنا من يقول بأن هذا الشخص يجب أن يعدم أو لا يعدم، تم إعدام شخص قتل عسكريين منذ
بضع سنوات، والحكم الذي يصل من المحكمة العسكرية أنا أثق به وأقوم بتوقيعه».
ورفض الإجابة على سؤال حول الطريقة التي سيتصدى بها لبنان للقرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، خصوصاً أنه سيتهم جهة معينة في لبنان، معتبراً أنه سؤال
افتراضي، ولبنان يتصدى لكل أمر بوحدته الوطنية التي هي أغلى شيء ولا يقف أي أمر في طريقنا». وأمل أن «لا يكون هناك تسييس للأحكام التي ستصدر».
وأبدى سليمان تخوفه من حصول التوطين، وقال «إن إسرائيل تريد أن ترحل الفلسطينيين الموجودين على أراضيها وليس فقط توطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان، والإجراءات
التي تقوم بها اليوم تصبّ في هذا الإطار. نحن ضد التوطين في سبيل إعطاء حق العودة. وليس ضد التوطين لأننا لا نريد الفلسطينيين».
أضاف: «كل القوانين ستدرس في مجلس النواب بهدوء وتروٍ بما يضمن الحقوق الإنسانية للفلسطينيين ويمنع مقاربة الموضوع وخلطه مع قضية التوطين بشكل أو بآخر».
واعتبر سليمان ان حكومات الوحدة الوطنية من الصعب أن تقوم بإنجازات كبيرة انما هي مهمة جداً، لانها تحقق الوفاق الوطني وبالنسبة لنا فإن أغلى شيء عندنا هو تأمين
الوحدة والوفاق الوطنيين».
وسئل حول طاولة الحوار، وان البعض يعتقد انها لن تصل الى نتيجة على المدى المنظور، فقال: «ان معظم اللبنانيين يعتبرون ان عقد هذه الطاولة أمر مهم جداً لهم،
فالمناقشات تحصل في صلب المواضيع وليس من خارجها، وان شاء الله تحقق طاولة الحوار الهدف الذي شكلت من أجله، والذي نريده من الاستراتيجية ونتوخاه منها وسوف يترجم
حسياً إنما يلزم بعض الوقت».
وحول ما حصل في الجنوب بين الاهالي والقوات الدولية، اعتبر سليمان أنه يعود إلى سوء تنسيق، وادى الى انفعالات لدى الاهالي، لانهم لا يرغبون دائماً بأن تدخل
دوريات عسكرية بين المنازل، اذ يشعرون انها نوع من الاستفزاز، حتى ولو كان جيش لبناني، وهذا امر معروف، فالجيش اللبناني لا يتغلغل بين المنازل كي يجري تدريبات
عسكرية او غيرها. لا يجب الدخول الى القرى، فالمناورات يجب ان تبقى بعيدة عن القرى والمنازل. فـ«اليونيفيل» هي لحماية لبنان».
وأشار إلى أن الحادث مع «اليونيفيل»، أمس الأول، «لن يؤثر على التجديد الدولي في نهاية هذا الشهر، ولا اعتقد ان مهامها ستتغير».
ورداً على سؤال حول حصول تعيينات أمنية، أجاب «لا شغور في المراكز الامنية سوى في الجمارك».
وحول مخاوف وليد جنبلاط من عودة الاغتيالات، أجاب: «أنا أقول لا عودة للاغتيالات، وإذا كان هذا الأمر سيحصل فهو من تدبير إسرائيل لخربطة الوضع في لبنان».
واشار إلى أن المجلس الأعلى اللبناني - السوري سيجتمع عندما تجهز الاتفاقات التي يتم إعدادها.
وسئل سليمان عما نشرته احدى الصحف من معلومات عن امتعاض سوري (من طرحه للترسيم)، وعن توتر العلاقة بينه وبين الرئيس الأسد؟ أجاب: «لا يوجد أي توتر، صدقوا البيان
(الرسمي) ولا تصدقوا ما نشر في بعض الصحف».
وتوقع الرئيس سليمان أن «يبصر المجلس الاستراتيجي بين لبنان وسوريا وتركيا والأردن النور هذه السنة».
الى ذلك، التقى سليمان أمس النائب سليمان فرنجية وعرض معه التطورات الراهنة.
غراسيا بيطار
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment