Thursday, July 22, 2010

عون في زحلة غداً: الصهر سند الظهر
عفيف دياب
يدخل غداً رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون مدينة زحلة بثياب غير مرقطة. لا أحد يعرف بعد من أين سيدخل الجنرال على عروس البقاع. من بوابتها الشرقية المفتوحة على سهل البقاع الأوسط وتلاوينه الاجتماعية والسياسية وحدوده مع سوريا، أم من بابها الغربي المفتوح فقط على عرين «المارونية السياسية» السابقة في وسط جبل لبنان؟
يدخل عون غداً إلى زحلة بمضمون سياسي جديد لا يلتقي مع الأفكار القديمة للبعض من زعماء طائفته. فعون حين دخل زحلة سنة 1968 كان بهدف مصاهرتها ونسج علاقة اجتماعية تحوّلت مع الأيام وانقلاب المشاريع إلى علاقة سياسية يريد أن يكرّسها بدءاً من الغد في وجدانها السياسي كما كرّس حضوره في وجدانها الاجتماعي مع زوجته ناديا الشامي. فـ«الصهر سند الظهر» كما يقول أحد العونيين الذي يرى في زيارة زعيمه «سنداً» لا بد منه لمدينة عانت كثيراً من صراع زعامات محلية وغير محلية على من يملك مفتاحها وقرارها.
زيارة عون لزحلة غداً والإقامة فيها لأكثر من 48 ساعة ستكون كفيلة بهزّ الحياة السياسية البقاعية الجامدة منذ الانتخابات النيابية. فالجنرال الذي أعدّ لزيارته بطريقة منظّمة ومدروسة، تابع مع تياره في المدينة والسهل التفاصيل ومواعيد اللقاءات وبمن سيلتقي وكيف وأين، دون أن ينسى بعض البروتوكولات المعمول بها تقليدياً. وقد أصرّ على أن تكون لقاءاته أكثر مع الشباب من داخل التيار ومن خارجه، ولذا يعوّل كثيراً على اللقاء الحواري الذي سيعقد مع الشباب يوم السبت في الكلية الشرقية حول «ويل لأمّة تضحّي بشبابها من أجل شيبها»، إذ سيكون اللقاء مفتوحاً والأسئلة المشروعة والمحرّمة مباحة. ويقول متابعون إن مروحة اللقاءات السياسية لعون ستكون واسعة، و«إن لم يكن في جدول برنامج الزيارة لقاءات خاصة مع أحد من السياسيين، ولكنها لن تخلو من زيارات لمطارنة المدينة، وقد يقوم بزيارة إلى الوزير (السابق) إلياس سكاف». ويضيفون أن زيارة عون لسكاف في زحلة «ما زالت قيد الدرس والمتابعة، وقد تحصل بعد أن سُوّي الأمر بطريقة لا بأس بها مع سكاف الذي أخذ على خاطره من شكل توجيه الدعوة إليه، رغم عدم تقصير أصدقاء التيار الوطني في شكل توجيهها».
محطة ميشال عون الزحلاوية غداً رحّبت بها جميع القوى الحزبية الموجودة في المدينة. ويتوقع مراقبون أن تحقق زيارة زعيم التيار الوطني إلى زحلة «نجاحاً سياسياً وشعبياً يكون أكثر وقعاً وتأثيراً من زيارة البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي لم يستطع في زيارته تحقيق خروق سياسية وشعبية». ويتابعون أن زيارات قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الرئيس الأسبق أمين الجميّل إلى زحلة في محطات وفترات سابقة «كانت زيارات حزبية لم تعط نتائج سياسية عامة بقدر ما كانت تهدف إلى رفع معنويات قواعدهما الحزبية في محطات انتخابية سابقة، بينما زيارة عون تأتي في توقيت لا استحقاقات انتخابية فيه».

عدد الخميس ٢٢ تموز ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment