Tuesday, May 31, 2011

جمهور «المستقبل» وسوريا: قيادتنا متخلّفة عنّا
لا يخفي جمهور تيار المستقبل تمنياته بسقوط النظام السوري الآن. فالجمهور «الأزرق» الذي يتابع «يوميّات» سوريا ينتقد قيادته المتخلّفة عن اللحاق به، وتقاعسها في توفير حتى الدعم الإعلامي لـ«الثورة الشعبية السورية» على نظام حزب البعث. ويرون أن موقف حزبهم لا يختلف عن موقف حزب الله
عفيف دياب
يراقب جمهور تيار «المستقبل» عن كثب «ميدانيات» الحراك الشعبي السوري ضد نظام حزب البعث. يبدي تعاطفاً كبيراً مع المطالب الشعبية التي يراها محقة بعد طول صمت. يرفض هذا الجمهور الاعتصام بالصمت، متقدماً على قيادته في الكلام المباح على سوريا ونظامها. فالجمهور «الأزرق» الذي يجد نفسه اليوم في وادٍ وقيادته السياسيّة في وادٍ آخر، متقدم على قادة حزبه في الموقف من التطورات الشعبية والسياسية في الجمهورية العربية السورية.
نادراً ما تتحاور مع «مستقبلي» ولا تسمع منه دعماً كاملاً للتحركات الشعبية السورية ضد النظام. وينتقد هؤلاء بشدة قادتهم «الذين يتحدثون بلغة غير مفهمومة أو واضحة حيال سوريا» كما يقول «مستقبلي» مسؤول في منسّقية إحدى بلدات البقاع الأوسط الكبرى، قدم انتقاداً لاذعاً للتيار في اجتماع تنظيمي. يضيف هذا المسؤول المحلي أن تياره «يعيش في انفصام سياسي واضح. فقد أمضينا 5 سنوات نواجه النظام السوري، وحين هبّ الشعب هناك لإسقاطه وقفنا نتفرج عليه ولا نوفر له حتى الدعم الإعلامي». ويتابع بحدة: «لي أصدقاء كثر في سوريا، وأتواصل معهم يومياً للاطمئنان إليهم وإلى عائلاتهم، وينتقدون بشدة غيابنا عن المواكبة الإعلامية في حدها الأدنى، وهم يتفهمون موقف قيادة التيار، لكنهم في الوقت نفسه لم يستوعبوا بعد سر صمتنا وغيابنا عن تنظيم تحركات شعبية داعمة لهم مع ارتفاع أعداد الضحايا الذين يسقطون برصاص الأمن السوري». يتابع المسؤول المحلي في البقاع الأوسط: «كلامي ليس موقفاً رسمياً يعبر عن موقف قيادة التيار. ما أقوله وجهة نظر خاصة بي وبعدد من الناشطين في المستقبل هنا. موقفنا يجب أن يكون داعماً للمطالب الشعبية السورية، ووقوفنا في موقف المتفرج لا يختلف عن موقف حزب الله الداعم للنظام السوري. فنحن مهما فعلنا فإن النظام السوري يتهمنا بالتدخل وإرسال الأموال والسلاح وما شابه من اتهامات. ولأننا متهمون مسبقاً ونحن أبرياء، فعلينا أخلاقياً أن ننظّم تحركات شعبية داعمة ورافضة للقتل اليومي». ويكشف أن أكثر من مواطن سوري زار مكاتبنا في البقاع، طالبين دعماً مالياً أو إعلامياً و«لم نتجاوب معهم لأننا اعتبرناهم من الاستخبارات السورية، وهذا ما حصل أيضاً في سعدنايل ومجدل عنجر وجب جنين، حيث لوحظ نشاط لأشخاص سوريين يطلبون الدعم ومساندة الثورة الشعبية السورية».
غياب تيار المستقبل عن مواكبة التحركات الشعبية السورية ضد النظام، سياسياً وإعلامياً وتحركات شعبية داعمة ومتضامنة، يبررها قادة مركزيون في التيار، ويرون أن القرار السياسي العام في التيار وعند رئيسه سعد الحريري «هو عدم التدخل في الشأن السوري مهما كانت الظروف وتحت أي عنوان». يضيف أحدهم لـ«الأخبار» أن تيار المستقبل «اتخذ قراراً حاسماً ونهائياً بعدم التدخل في الشؤون السورية، والاكتفاء بالمتابعة الإعلامية وفق الأصول المهنية والتغطية نقلاً عن وكالات الأنباء العالمية». ويتابع الرجل قائلاً: «قواعدنا الشعبية تملك هامشاً أوسع في التعبير، ونحن لا نقمع أحداً في قول رأيه مما يجري في سوريا، لكن موقفنا الرسمي واضح ولا غبار عليه: الشأن الداخلي السوري يقرره الشعب السوري، ولا أخفي سراً إذا قلت إننا نسمع انتقادات واسعة وموجعة من قواعدنا الحزبية التي تطالبنا باتخاذ موقف أكثر تقدماً من التطورات السورية وتوفير الدعم السياسي والإعلامي اللازمين، ولا سيما أن الاتهامات الرسمية السورية لنا لا تعد وتحصى عن تدخلنا بشكل أو بآخر في دعم التحركات الشعبية هناك، ونحن بالفعل أجرينا تحقيقات داخلية وتوصلنا إلى نتيجة مؤكدة، أن الاتهامات السورية لنا باطلة ولا قيمة لها».
الاخبار

No comments:

Post a Comment