Sunday, August 1, 2010

موكب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس ميشال سليمان لدى وصوله الى بلدة الخيام. في دير مار ماما في دير ميماس، الشيخ حمد وحوله من اليمين الرئيس ميشال سليمان والشيخة موزا والرئيس نبيه بري. (رونيت ضاهر)

الشيخ حمد يصافح الرئيس الحريري في "بيت الوسط" مساء امس. (دالاتي ونهرا)
بعد يوم الجمعة العربي في قصر بعبدا، كان امس السبت يوم قطر في الجنوب حيث أعد الثنائي الشيعي حركة "امل" و"حزب الله" استقبالاً لامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على امتداد المنطقة الحدودية من اجل تدشين مشاريع وتوجيه الشكر على مشاريع أنجزت وإطلاق مواقف أخذت أبعاداً شتى تتصل بالوضعين الداخلي والاقليمي.
وشكلت مشاركة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في احتفال افتتاح المستشفى الحكومي في بنت جبيل مفاجأة، اضافة الى مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ممثلاً الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
مواقف
وفي قراءة للمواقف التي اعلنت في الاحتفال، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
- في الشكل، خص الرئيس بري بالتحية الشيخ حمد والرئيس سليمان، فيما خاطب رعد رئيس مجلس الوزراء بـ"ابن صيدا عاصمة الجنوب وبوابة المقاومة".
- في المضمون، تركيز من بري ورعد على الفضل الكبير في إعمار ما تهدم في الجنوب من جراء حرب تموز 2006. وإذ لمح بري الى "فضل الاخوة في دولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية وسوريا والجمهورية الاسلامية في ايران"، ركّز رعد على مرحلة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، مشيراً على نحو غير مباشر الى "محاولات العرقلة والتعطيل (...) وتحويل بعض اموال المساعدات لاعادة الاعمار إلى مشاريع ومناطق اخرى استنساباً ومن دون وجه حق".
- في الوضع الجنوبي، تركيز من بري على دور قطر عندما كانت عضواً غير دائم في مجلس الامن الدولي في "تسجيل المطالب اللبنانية في اطار القرار 1701". وأكد "وفاء لبنان لالتزاماته تجاه القرار وبناء افضل العلاقات مع قوات اليونيفيل عبر الجيش اللبناني".
أما رعد فشدد على أن المقاومة "هي التي ارغمت اسرائيل وشركاءها على صدور القرار 1701 تحت الفصل السادس وتعزيز قوات اليونيفيل كقوات لحفظ السلام في لبنان مهمتها مؤازرة الجيش اللبناني في منطقة عملها".
- حول المحكمة الخاصة بلبنان، سأل بري انه "اذا كانت المقاومة قد خرجت سالمة غانمة من تلك الحرب (تموز 2006)، هل تراها تسلم اليوم من التهم (الاسرائيلية) بالنسبة للمحكمة الدولية والتحقيق الدولي؟". في المقابل تحذير من رعد من "ان الاستقرار الذي شهده لبنان منذ ذلك الاتفاق (الدوحة 2008) يتعرض اليوم ويا للاسف لتهديد جديد عبر التسلل تلفيقاً وفبركة لصياغة قرار ظني ظالم يمليه التسييس الواضح من أجل تحقيق اهداف اسرائيل مجدداً في لبنان".
- في الوضع العربي، تمنى بري "بعد زيارات امير قطر والعاهل السعودي (الملك عبدالله بن عبد العزيز) وسيادة الرئيس بشار الاسد، تعزيز مسيرة بناء الثقة بين الاطراف اللبنانيين وعدم الوقوع في الافخاخ الهادفة الى العودة بلبنان الى اجواء الفتنة". في حين قال رعد ان اسرائيل اليوم "كيان مهزوم ومأزوم لم يبق له من آليات التسويق لوظيفته إلا الاستناد الى ضعف الموقف العربي الرسمي وتفككه (…) واستدراج البعض الفلسطيني الى مفاوضات عقيمة لتقطيع الوقت وتعميق الانقسام. نحن نرقب ذلك ونتحسب له (…)".
أمير قطر
اما الشيخ حمد فأكد ان خيار "التمسك بعروبة لبنان هو الذي يجمع اهله". وشدد على "ان لبنان يعرف مصلحته ويمكنه ان يتخذ قراره بحكمة وروية. وقد وجدتم الدوحة والطائف وغيرهما من المدن العربية جاهزة لاحتضان لقاءاتكم، لكنكم لن تحتاجوا لمثل هذا في المستقبل"، مبرزاً دعمه "لازدهار لبنان وتنميته ولصوت الحكمة والعقل والعيش المشترك لكل مواطنيه، لبنانيين عرباً، مسلمين ومسيحيين، سنّة وشيعة".
"بيت الوسط"
وبعد مأدبة غداء في المصيلح اقامها الرئيس بري، وعشاء في السرايا اقامه الرئيس الحريري، كان لافتاً انتقال الرئيس الحريري وامير قطر في سيارة واحدة الى "بيت الوسط" حيث عقدا اجتماعا ثنائياً. واتى هذا الاجتماع غداة اجتماع مماثل جمع الملك عبدالله والرئيس الحريري في "بيت الوسط"، وهو ما اعتبره المراقبون خطوة غير مسبوقة.
وقبل اللقاء اشاد الحريري في تصريح له بدور الشيخ حمد الى جانب الملك عبدالله والرئيس الاسد ضمن "الجهد العربي الموحد لمواجهة مخططات اسرائيل وضمان استقرار لبنان".
"المستقبل"
مصادر كتلة "المستقبل" قالت لـ"النهار" إن "المتضررين من المظلة العربية للاستقرار في لبنان يحاولون ضربها من خلال اختراع سيناريوات وحوارات جرت ضمن قمة بعبدا لا صحة لها اطلاقاً"، مشيرة الى ما ورد حول كلام منسوب الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في اطار حوار مع الرئيس السوري بشار الاسد من اجل الغاء المحكمة الخاصة بلبنان او تأجيل صدور القرار الظني.
واكدت ان الكتلة قررت "عدم مساجلة أحد في موضوع المحكمة وسحبه من التداول".
عيد الجيش
ومن المقرر ان يشارك الشيخ حمد قبل ظهر اليوم في العيد الـ65 للجيش في الفياضية والذي يتضمن تقليد السيوف لضباط دورة "شهداء نهر البارد"، وذلك بمشاركة اركان الدولة وحشد سياسي وديبلوماسي.
نصرالله
وافادت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" ان السيد نصرالله ستكون له "اطلالة جديدة في مهرجان النصر الالهي" الثلثاء المقبل حيث سيكون له "جديد الكلام عن القرار (الظني) ومقدماته وخلفياته".
شعبان
في دمشق، اعتبرت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان في تصريح لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" ان زيارة الرئيس الاسد والملك عبدالله لبيروت اول من امس "خطوة مهمة على طريق وحدة الصف العربي وطريق التضامن العربي لمواجهة كل التحديات التي بدون شك تستهدف العرب جميعا في اقطارهم".
وحول المحادثات التي اجراها الاسد وعبدالله قالت انها "تناولت الاوضاع العربية والاقليمية وبخاصة في فلسطين المحتلة، وضرورة توحيد الصف العربي وتوحيد كلمة العرب من اجل كسر الحصار عن غزة، ومن اجل لحمة الصف الفلسطيني، وايضا الوضع في العراق وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية فيه تمثل كافة اطياف الشعب العراقي".
ووصفت لقاء الاسد – عبدالله بأنه كان "مهماً جدا واتسم بالكثير من المودة والمحبة والثقة... واعتقد حين تتوافر هذه العوامل فان هذا الامر ينعكس على الملفات الساخنة في العالم العربي ويساهم في حل هذه الملفات".
واشارت الى ان القمة "تناولت الشأن الفلسطيني الذي يؤلمنا جميعا ما يجري على الساحة الفلسطينية والتطهير العرقي الذي تقوم به اسرائيل في النقاب في الوقت الذي يمضي العرب بعض اوقاتهم في امور لا تستدعي وقتهم وجهودهم".
وانتقدت تصريحات الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي، قائلة انه "من غير اللائق التدخل في العلاقات السورية – السعودية، لأنه حين تحضر سوريا والسعودية لا توجد اي كلمة ولا علاقة للولايات المتحدة في ما بينهما ولا في المنطقة، لأنهما دولتان مستقلتان ذات كرامة وهما مهتمتان بقضايا وشعوب المنطقة ولا تردان على الاملاءات والتدخلات الخارجية".
وكان كراولي دعا دمشق "للاصغاء لما سيقوله لها" الملك السعودي.
النهار

No comments:

Post a Comment