Sunday, April 25, 2010

طهران: منفتحون على مسيحيّي 14 آذار
طهران ــ إيلي شلهوب
ركن أبادي متحدثاً لـ«الأخبار»يبدو السفير الإيراني المعيّن في بيروت، غضنفر أصل ركن أبادي، شديد الحرص على عدم الخوض في «الملفات الحساسة التي تحتاج إلى متابعة» قبل وصوله إلى العاصمة اللبنانية. يقول إنه يدرك حساسيات هذا البلد، الذي خدم فيه خمس سنوات سكرتيراً أول في النصف الثاني من التسعينيات. لكنه كان واضحاً في محاولته التعبير عن انفتاحه على الجميع، بمن فيهم حزب الكتائب والقوات اللبنانية المتهمة بخطف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، وعلى النائب وليد جنبلاط، الذي «ستُدرس زيارته لطهران عندما تُطرح».
لم يخرج ركن أبادي، الذي شغل منصب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإيرانية منذ 2008، عن الموقف الرسمي الإيراني المطمئن إلى عجز إسرائيل عن شنّ عدوان على لبنان، رغم التهديدات الأخيرة على خلفية الاتهامات بتهريب صواريخ «سكود» من سوريا إلى حزب الله. لكنه رفض الخوض في التهديد الآخر المسلّط على هذا البلد، وخاصة على حزب الله، والمتمثل في التسريبات بشأن اتهام مزعوم لعناصر من هذا الحزب بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كذلك رفض مناقشة مسألة إمكان تزويد إيران الجيش اللبناني بأسلحة، في وسائل الإعلام.
يؤكد ركن أبادي، الذي كان قائماً بالأعمال في سوريا بين عامي 2002 و2008، أن «تهديدات الكيان الصهيوني المحتل، عموماً ليست أمراً جديداً. منذ تأسيس هذا الكيان اللامشروع وتهديداته مستمرة يومياً تجاه المنطقة بمجملها وتجاه الشعب الفلسطيني الأعزل وأيضاً لبنان وبقية البلدان. أصلاً مجرد وجود الكيان الصهيوني المحتل هو تهديد لكل المنطقة، ولفلسطين ولبنان خصوصاً». يضيف: «أما بالنسبة إلى التطورات الجديدة، فنحن نعتقد أن الكيان الصهيوني المحتل بعد هذه الهزائم التي تحمّلها، وخاصة في حرب تموز عام 2006 في لبنان وحرب غزة، يحتاج في هذه المرحلة إلى نوع من رد الاعتبار كي يثبت أنه لا يزال يقف على رجليه، وأن في إمكانه أن يستمر، وخاصة بالنسبة إلى داعميه في أنحاء العالم. ولذلك، نحن لا نرى، عموماً، أيّ قدرة لدى هذا الكيان، من حيث الطاقة والظروف، ليقوم بعملية ما أو ليترجم هذه التهديدات بصورة عملية».
لكنّ ركن أبادي، الذي يخلف محمد رضا شيباني (بات نائباً لوزير الخارجية)، عندما يتحول الحديث إلى المحكمة الدولية والمسألة المتعلقة بحزب الله، تجده يسارع إلى القول «طبعاً، لا نريد أن ندخل في تفاصيل هذا الموضوع وفي هذه المرحلة. هذا الموضوع نتحدث عنه في وقت آخر يكون مناسباً».
بالنسبة إلى زيارة الرئيس سعد الحريري إلى إيران وموعدها وجدول أعمالها، يؤكد ركن أبادي «عموماً، الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجهت الدعوة إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وذلك في خلال زيارة قمنا بها إلى بيروت، وقد أعرب عن سروره بذلك. نعتقد أن موعد هذا اللقاء سيكون قريباً. ومن الطبيعي عندما يقوم رئيس الوزراء بالزيارة، أن يلتقي كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية ومن يرغب دولته في الاجتماع به».
أما في شأن النائب وليد جنبلاط وما إذا كانت هناك نية لاستقباله في إيران، فيقول ركن أبادي: «نحن عموماً حاولنا، في لبنان، أن نحتفظ بمسافة واحدة من التيارات كلّها ومن المجموعات كلّها، ودعم الإجماع اللبناني وما يتفق عليه اللبنانيون. هذا هو موقفنا. هذا الموضوع (الزيارة) سيُدرس عندما يُطرح، وسيُتخذ القرار المناسب بشأنه».
لكنّ اللافت كان حديثه عن مسيحيي 14 آذار. يقول، رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك نيّات للانفتاح عليهم، وخاصة على حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، «أنا أؤكد هذا الكلام. عندما أقول على مسافة واحدة من الجميع، فإن هذا موقف الجمهورية الإسلامية. هذا يعود إلى بقية الأطراف كيف يدخلون في هذه الساحة لأجل توثيق وتعزيز العلاقات والتعاون في مختلف المجالات».
يضيف ركن أبادي (44 عاماً)، رداً على سؤال عن المدى الذي بلغته علاقة إيران برئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، إن «المعيار الأساسي في العالم هو أنه كلما كانت أي دولة أو حزب أو طرف أبعد من الكيان الصهيوني المحتل، كانت أقرب إلى الجمهورية الإسلامية. نحن نبني علاقتنا مع الآخرين على أساس موقفهم من المقاومة، وهي المبدأ الأساسي للجمهورية الإسلامية، وليس فقط لها، بل حتى في القانون الدولي والأمم المتحدة، المقاومة عمل قانوني ومشروع أمام الاحتلال».
وفي شأن حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عقب عدوان تموز، عن استعداد إيران لتسليح الجيش اللبناني وعمّا إذا كان هذا الاستعداد لا يزال قائماً، يقول ركن أبادي: «هذا الموضوع لا يمكن التحدث عنه في الإعلام».
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment