Monday, April 19, 2010

زغرتا: حرب الزعامة عبر المعركة البلديّة
عبد الكافي الصمد
قبل ساعات قليلة من الإطلالة التلفزيونيّة الأخيرة لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، بادر رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض إلى استباق تطرّق فرنجيّة إلى استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء زغرتا ـــــ الزاوية، بإطلاقه مبادرة «اليد الممدودة للفريق الآخر»، من أجل إنجاز «تسوية شاملة وتوافق شامل على مستوى القضاء، على أساس احترام نتائج الانتخابات النيابية».
ومع أن معوّض أراد من وراء تذكيره فرنجية بنتائج الانتخابات النيابيّة التي جرت العام الفائت، بـ«الانتصار الذي قدّمته الانتخابات لفريق 14 آذار في أكثر من 34 قرية وبلدة من أصل 49 قرية وبلدة في القضاء»، حسب قوله، فإن فرنجية ردّ على مبادرة معوض «لمرة واحدة وأخيرة» حسب تعبيره، داعياً إلى «عدم التدخل منا جميعاً، ولينتخب الناس من يريدون وليترشّح من يريد ولتتشكل اللوائح وحدها».
وبلغة الأرقام، ردّ فرنجية على معوض بإشارته إلى أن «نتائج الانتخابات النيابية لم تفاجئنا، فعدد المقترعين وصل إلى 35 ألفاً، أما اليوم فبالكاد يبلغ العدد 30 ألفاً»، وذلك في إشارة منه إلى استقدام خصومه العام الماضي أعداداً كبيرة من المغتربين من الخارج ليقترعوا من أجل تعديل الفارق وتحسين وضعهم، الأمر الذي يبدو متعذراً وصعباً اليوم لأسباب لوجستية ومالية معروفة. وقال إن «قوتنا التجييرية ارتفعت من 17 ألفاً إلى 18 ألفاً».
ومع أن الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء «الزاوية» تختلف في الشكل والمضمون، وفي التحالفات والنتائج عن الانتخابات النيابية، فإن استشهاد الطرفين في زغرتا بها يسلط الأضواء على جوانب تفصيلية فيها يجري العمل على معالجتها ودراستها، لمعرفة إمكانية الاستفادة منها في الاستحقاق البلدي والاختياري المقبل.
ففي الانتخابات النيابية العام الماضي، ارتفعت نسبة التصويت في زغرتا إلى نسبة غير مسبوقة في تاريخ القضاء، فوصلت إلى 48.4%، بعدما بلغ عدد المقترعين 34.700 مقترع، مقارنة بـ44.2% عام 2005. كما أظهرت انتخابات 2009 أن لائحة فرنجية نالت نسبة متوسطة من أعداد المقترعين وصلت إلى 52%، فيما نالت لائحة معوض نسبة متوسطة لم تزد على 43%.
لكن، ما سُجّل العام الماضي هو تراجع نسبة الأصوات التي حصلت عليها لائحة فرنجية عام 2005 بنسبة وصلت إلى 7.3%، فيما تقدمت لائحة معوض العام الماضي عن عام 2005 بنسبة وصلت إلى 10.1%، وتقلص متوسط الفارق بين اللائحتين من 7885 صوتاً عام 2005، إلى 3158 صوتاً عام 2009، وتقلص الفارق بين الأول الخاسر والأخير الفائز من 4602 أصوات إلى 922 صوتاً.
غير أن هذه الأرقام لا يمكن الركون إليها، أو اعتبارها ركيزة أساسية ووحيدة في مقاربة الاستحقاق البلدي المقبل بعد نحو شهر ونصف. هذه المعطيات والتطورات تتمثل في ثلاث نقاط، أولاها أن فرنجية ينظر إلى الاستحقاق البلدي كاستكمال لمحطة الانتخابات النيابية، معتبراً أن إمساكه بأغلب بلديات القضاء أمر في متناول اليد، لكنه يحتاج إلى جهود كبيرة، لأنه في حال تحقيق خصومه نتيجة لافتة لهم فيها فسيمثّل ذلك انتكاسة كبيرة له، وسيرى مناوئوه أن عليه الاعتراف بوجود قواعد وقوى لا تدين بالولاء له وتنازعه زعامته في عقر داره.
النقطة الثانية تضع معوض أمام استحقاق انتخابي مفصلي جديد في أقل من سنة وهو في مستهل مشواره السياسي، ما سيجعله يستنفر من أجل حماية زعامة عائلية محلية مهددة بتلقي خسارة ثانية. وهذا ما جعله يعتبر رداً على ردّ فرنجية على مبادرته أن «الاستحقاق البلدي أساسي لأنه يؤسس للتغيير في زغرتا»، وأن «الهجمات التي أتعرض لها والوزيرة (نائلة) معوض تؤكد أننا لا نزال الرقم الصعب في زغرتا»، مطالباً فرنجية بأن «يحافظ على صدقيّته عندما يريد أن يعطي أرقاماً»، وأن عليه «الاعتراف بالنتائج، إذ انتصرنا في قضاء زغرتا ـــــ الزاوية بينما حقق هو الفوز في مدينة زغرتا».
أما النقطة الثالثة فهي أن القوات اللبنانية باتت ناخباً موجوداً في زغرتا، ذلك أن مناصريها باتوا يعلنون ولاءهم السياسي فيها بعد سنوات من حرصهم على عدم القيام بذلك، مستفيدين من تحالفهم السياسي والانتخابي مع آل معوض، الذي شكل في جزء منه غطاءً لهم، وفي هذا الإطار فسّرت زيارة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أمس إلى منزل معوض في الحازمية.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment