Saturday, April 24, 2010

علمانيون نحو المواطنة
تدعو مسيرة اليوم إلى احترام حرية الرأي والمعتقد والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة (مروان طحطح)غداً، سيسير العلمانيون نحو المواطنة. المطالب معروفة: العدالة الاجتماعية والمساواة وحرية الرأي والمعتقد. في الوقت نفسه، سيسير اللبنانيون في باريس ولندن باتجاه سفارتي بلادهم
راجانا حميةّ
ذات يوم من كانون الأول الماضي، ارتأى المركز الكاثوليكي للإعلام أن ما يجري في «الفوروم بيروت» لا يمكن أن يحصل. قالوا في المركز، حينها، إن مهرجان الروك هناك، هو ظاهرة شيطانية، ودعوا، من استطاعوا دعوته، إلى مقاطعته. وأعادوا كلامهم كتابة. ثار الشاب العلماني على الموقف الذي اعتبره تدخلاً من الدين في الشؤون الثقافية. يومها، أعاد ألكسندر بوليكفيتش نشر المقالة على حائط الفايسبوك الخاص به، وختمها بعبارة «التطرّف لا يعرف ديناً، هل وصل الدور للمسيحيين؟».
ما هي إلا ساعات قليلة، حتى امتلأ حائط بوليكفيتش بالتعليقات. الكل رافض للتدخل. والكل يتساءل: ما الحل؟ ويحار في الجواب. لكن، في لحظة ما، جاء الوحي: «ليش ما بكون الحل بدولة علمانية؟». يعود التساؤل: لكن كيف؟ يتشجع أحدهم للجواب: «ليش ما بنمشي وبنطالب فيها». أعجبت الفكرة صاحب الحائط، وقرر في اللحظة ذاتها أن يقوم بـ«بروفة نشاط نحو العلمانية». أنشأ مجموعة على الفايسبوك تدعو إلى مسيرة علمانية نحو المواطنة. لم يكن الشاب يعول على «الخبرية» كثيراً، لكن بعد 3 أيام حصل ما لم يكن في الحسبان. انتسب إلى المجموعة 3 آلاف شخص. هنا، «قشط الضغط»، وبات الخروج من فكرة مسيرة إلكترونية إلى الواقع أمراً محتوماً. لكن كيف؟ بادئ الأمر، توجه بوليكفيتش إلى مكتب المحامية ماري روز زلزل لطرح الموضوع من الناحية القانونية. كانت أول جملة تواجهه فيها «يا ابني انت قاري الدستور؟». هزَّ رأسه نافياً، فقالت له: «روح اشتريه واطّلع عليه وبعدها نتكلم». خرج بوليكفيتش واشترى الدستور بـ«3 آلاف ليرة»، وكانت الصدمة «ديباجة الدستور كتير علمانية». هنا، لم يعد بوليكفيتش قادراً على التحرك وحيداً، فانضم إليه 4 شباب: كندة حسن ونصري الصايغ ويالدا يونس وسعيد شعيتو.
بدأ الجد. خرجت المسيرة من حائط الفايسبوك. وعلى أرض الواقع غرق العلمانيون في شبر من التفاصيل. لذا، أرادوها مسيرة بلا تفاصيل «بعدما رأينا أن كل جمعية مقسومة في تعريفها للعلمانية». هذه «اللخبطة» أدت إلى حصر فكرة المسيرة ومطالبها ببند رئيسي هو التطبيق الكامل للفقرة «ج» من ديباجة الدستور. وتتضمن «احترام حرية الرأي والمعتقد» و«العدالة الاجتماعية» و«المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمييز أو فصل». ثمة تفصيل إضافي «سنسير مواطنين فقط نحو العلمانية».
لكن، ماذا عن المكان والتوقيت؟ لم يكن الأمر سهلاً، فقد أراد المنظمون أن «يكون للمكان رمزية وللتوقيت أيضاً». هكذا، اقترح بوليكفيتش أن يكون المسير 11 من صباح غد «بنص دين (موسم) المهرجانات، بحيث نستطيع استقطاب الأجانب والصحافة». أما المكان، فقد اختير لرمزيته، من عين المريسة لأنها «المكان الأكثر راحة لتجمع الناس» نحو البرلمان «لأنه الهدف».
كل شيء بات حاضراً، حتى «البيك آب» الذي سيحمل «الميكروفونات والطبلجية، وكله من دون أي فلس». غداً، سيلبس «العلمانيون» قمصاناً موحدة، صنعوها بأيديهم لقلة المال طبعاً، وكتبوا عليها «شو طايفتي؟ ما خصّك». وسيحملون شعارات مثل «كنت مفكر بالزواج بس طلع ديني». ثمة ما هو إضافي، إذ سيقام في الوقت نفسه لاعتصام البرلمان، اعتصامان «بالتوقيت المحلي لبيروت» في لندن وباريس أمام السفارة اللبنانية. وقد حازوا إذناً من الشرطة البريطانية بإقامة تجمع أمام سفارة لبنان في منطقة نوتنغ هيل. يوقعون خلاله على عريضة تتضمن «مطالب لبنان نفسها، على أن نسلمها للسفيرة اللبنانية بعد غد الاثنين»، تقول هلا كيلاني. تجد هلا أن الوقت مناسب جداً للتحرك «لأننا نعتبر أن المشاكل الاجتماعية التي نواجهها الآن مرتبطة بالطائفية». وهذا ما سيحصل في باريس أيضاً.
جُهّز كل شيء، لكن ماذا عن الحضور؟ بالنسبة إلى لندن، تقول كيلاني: «نتوقع حضور 200 شخص».
200 في لندن و531 في باريس أبدوا رغبتهم بالنزول في مجموعة «مسيرة العلمانيين نحو المواطنية في باريس». لا أحد يعرف كم سيحضر منهم، وكذلك الحال في لبنان الذي تحوي مجموعته 2633 شخصاً. فمن سيحضر منهم، وخصوصاً أن في المجموعة ذاتها 33 ألف رافض؟ هنا، لا إجابة موحدة، الخوف فقط هو الجامع. ففيما يقول بوليكفيتش إنه «إذا حضر ألف، فسنكون قد فعلنا شيئاً». يقول آخر: «رح نجيب 10 آلاف». حالم ربما، يقول ثالث، فإذا «كانت جمعية قد وعدت بـ57 شخصاً وهي التي تناضل منذ 30 عاماً، فماذا سنقول عن الآخرين؟»، يقول بوليكفيتش. على كل حال، «النية موجودة وطيبة»، على ما قال أحدهم، ولننتظر 25 نيسان.
________________________________________

الجمعيات المشاركة
«لا للطائفية»، «شمل»، «التجمع الديموقراطي العلماني في لبنان»، «اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني»، «حركة الشباب»، «البيت العلماني»، «كفى»، «النادي العلماني في الجامعة الأميركية»، و«لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان»، «نادي نجمة الصّرفند الثّقافي والرّياضي»، «نحو المواطنية»، «تيار المجتمع المدني»، و«من أجل لبنان علماني ـــــ بلجيكا».
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment