Saturday, April 24, 2010

«المستقبل» في عنق زجاجة البقاع الأوسط
بعيداً عن زحلة و«أمّيّة» بعض قادتها في «القراءة والكتابة» ومعركتهم الانتخابية المجهولة المسار والمصير، فإن الأنظار تتجه نحو «معاقل» تيار المستقبل في قرى وبلدات البقاع الأوسط، حيث التنافس على أشدّه بين العائلات
عفيف دياب
يمكن اعتبار تيار المستقبل الخاسر الأكبر جراء الانقسام العائلي والاجتماعي في معاقله، بدءاً من سعدنايل وتعلبايا وقب الياس، مروراً ببر الياس ومجدل عنجر، وصولاً إلى أصغر قرية فيها عضو منتسب إلى المستقبل. فارتدادات الخلافات العائلية بشأن تقاسم الحصص والمناصب في المجالس البلدية وتركيب اللوائح بدأت تصيب بنية المستقبل التنظيمية، إذ يبدو جلياً للمراقب مدى تراجع التأثير السياسي والعاطفي للمستقبل داخل القرى والبلدات السنية أو تلك المختلطة، ما يشير إلى «مستقبل» آخر لتيار المستقبل في البقاع عامة بعد الانتخابات البلدية والاختيارية، ولا سيما أن قادة محليين من التيار انخرطوا بشكل أو بآخر في لعبة الصراع العائلي نزولاً عند مقتضيات الانتماء القبلي، ما استدعى تدخلاً على أعلى المستويات المركزية في المستقبل للجم اندفاعة قادته في البقاع الأوسط لإيقاف النزف «السياسي» وتراكم الخسائر الشعبية.
المستقبل لن يتدخّل سياسياً في انتخابات أيّ قرية وبلدة في هذه المنطقة
ويتبيّن من خلال المتابعات الميدانية داخل بلدات البقاع الأوسط وقراه «السنية» أن هذه المحاولة «المستقبلية» المركزية أصيبت بنكسة كبرى ألحقت خسائر فادحة بقرار عدم التدخل المباشر في انتخابات بلديات «موالية». هذه الإصابات بدأت من سعدنايل حيث لم يستطع المستقبل تركيب لائحة توافقية بين أنصاره، وانقسمت العائلات بين مؤيّد للائحة تعرف في الشارع المحلي باسم لائحة الوفاء لزياد الحمصي (الموقوف بتهمة التعامل مع إسرائيل) قد تكون برئاسة الرئيس الحالي للبلدية عصام الرحيمي، ونائبه محمد الحمصي (شقيق زياد) وتلقى دعماً من مناصرين للمستقبل وبعض العائلات، وأخرى تريدها بعض عائلات سعدنايل مستقلة، وقد يتولى رئاستها خليل الشحيمي وتلقى دعماً من مناصرين للمستقبل. هذا «الارتباك» العائلي في سعدنايل لم ينجح تيار المستقبل في الحدّ منه، رغم إبلاغ جميع فاعليات البلدة رسمياً وقوف التيار محايداً و«عدم دعم أي طرف سياسياً» وفق ما أبلغ أحد قادة المستقبل «الأخبار». وأضاف إن التيار «لن يتدخل سياسياً في انتخابات أي قرية وبلدة في البقاع الأوسط».
تأكيد المستقبل عدم تدخله السياسي في بلديات البقاع الأوسط، تدحضه الوقائع في قب الياس، إذ أصبح واضحاً أن لائحة رئيس البلدية الحالي فياض حيدر قد حازت الرضى السياسي من المستقبل و«أبلغ شفهياً بدعمه»، بحسب ما قال أحد المقربين من التيار في قب الياس لـ«الأخبار». دعم المستقبل ومعه القوات اللبنانية لائحة حيدر في قب الياس استدعى تحركاً سريعاً لقوى عائلية وسياسية ومستقلة لتركيب لائحة ثانية من المقرر أن تكون برئاسة النقابي جهاد المعلم الذي لم يحسم موقفه النهائي بعد، وتتجه الاحتمالات والمباحثات نحو تولي الدكتور نديم دغيدي رئاسة هذه اللائحة التي ستلقى دعماً من عائلات قب الياس والتيار الوطني الحر وقوى يسارية. هذا المشهد الانتخابي غير الواضح بعد في قب الياس يتجه نحو مزيد من التعقيد مع ارتفاع منسوب تدخل المستقبل مباشرة في الحراك الانتخابي بالبلدة، إذ شهدت صفوف التيار انقسامات بين مؤيد للائحة حيدر ومؤيد للائحة الثانية التي لم تتبلور بعد. ويعزو معارضو لائحة رئيس البلدية الحالي أسباب رفضهم تلبية طلب المستقبل بدعمه إلى وجوب إحداث تغيير في العمل البلدي بعد مرور 12 عاماً على نهج واحد لم يتغير.
موالون للمستقبل سيخوضون معركة البلديّة بتحالف مع معارضين للتيّار
الحراك الانتخابي في قب الياس وإدخال تيار المستقبل نفسه في عنق الزجاجة، لا يختلف عن الحراك في بلدة بر الياس التي تعدّ أيضاً من أكبر معاقل التيار. فابن البلدة النائب عاصم عراجي لم ينجح في لمّ شمل عائلته وتوفير دعم للائحة التيار التي ستدخل في مواجهة مع لائحة الرئيس الحالي للبلدية مواس عراجي الذي يلقى دعماً من مختلف قوى المعارضة السابقة ومن جهات في عائلات انقسمت على نفسها. ويكشف متابعون لخفايا معركة بر الياس الانتخابية أن النائب عراجي ومن خلفه المستقبل توصلا إلى وجوب أن يتولى رئاسة اللائحة شخص من آل الميس بعدما ذهبت النيابة إلى آل عراجي. هذا القرار أزعج القوة الأساس في آل عراجي الذين توحّدوا خلف مواس عراجي، متلقّين دعماً من قسم لا بأس به من آل الميس وعائلات أخرى ذات حضور انتخابي. «فسيفساء» بر الياس الانتخابية أحدثت ارتباكاً للمستقبل الذي يريد ومهما كلف الثمن سحب البلدية من يد المعارضة السابقة، وبالتالي فإن معركة بر الياس الانتخابية لن تكون نزهة ريفية للمستقبل، الذي لم ينجح حتى اللحظة في لمّ شمل آل عراجي وتوفير الدعم لمرشحه المحتمل لرئاسة البلدية، ناجي الميس، الذي لم ينل أيضاً إجماع عائلته المنقسمة بين مؤيد ومعارض للتيار، إذ يتولى رأس حربة المعارضة المرشح السابق للنيابة ضد المستقبل الدكتور رضا الميس المتّجه مع فريقه العائلي والسياسي إلى توفير الدعم لمواس عراجي.
التدخل المباشر للمستقبل في بر الياس، لا ينطبق على الواقع الانتخابي في مجدل عنجر. ويبدو من المشهد الأولي في المجدل أن موالين للمستقبل سيخوضون معركة البلدية بتحالف مع معارضين للتيار ضد لائحة، سيكون في عدادها أيضاً المستقبل والبعث وحزب الاتحاد.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment