Tuesday, April 20, 2010

زحلة: بلديّة على وقع قنابل يدويّة
عفيف دياب
استفاقت مدينة زحلة، دار السلام و«مربى الأسود»، أمس، على ضجّة أمنية طاولت منزل النائب الكتائبي إيلي ماروني وسيارته، عشيّة الانتخابات البلدية، وذكرى مرور سنتين على استشهاد شقيقه نصري ورفيقه سليم عاصي، التي يجري الاستعداد لإحيائها لإعادة تأكيد وحدة صف قوى 14 آذار في المدينة وخوضها الانتخابات البلدية في لائحة واحدة، بمواجهة اللائحة المدعومة من الوزير إلياس سكاف الذي تعرّض لحملة اتهامات مبطّنة على خلفيّة العثور على قنبلتين هجوميّتين موضوعتين على سيارة النائب ماروني وعلى مدخل منزله في حيّ البربارة بزحلة. وقد حضرت الأجهزة الأمنية والقضائية وباشرت تحقيقاتها لكشف خلفيات هذه القضية الأمنية التي هزت المدينة ومنطقتها. وبدأت تتحول الى مادة سياسية ـــــ سجالية، رافعة من حرارة التنافس الانتخابي البلدي الذي اتفق جميع أفرقاء المدينة على أنه «معركة» سياسية بامتياز لتكريس انتصار الانتخابات النيابية الماضية أو لتأكيد هويتها السكافية. هذا الصراع وصل إلى ذروته صباح أمس مع اكتشاف «رسالة كمّ الأفواه»، كما وصفها النائب ماروني في دردشة مع «الأخبار». أضاف إن ما وجد أمام منزله «هو من ضمن الأحداث الأمنية المتنقّلة بهدف إلغاء الانتخابات البلدية». وأكد أن «البلدية هي لأبناء زحلة التي تعشق الحوار والمحبّة، لا القنابل»، داعياً الأجهزة الأمنية الى تأمين الحماية له بعد سحبها العناصر الذين كانوا مكلّفين حمايته وحراسة منزله خلال تولّيه حقيبة السياحة في الحكومة السابقة.
ورأى ماروني أن 14 آذار في زحلة «عرضت التوافق على الوزير السابق إلياس سكاف» في الانتخابات البلدية، «لكنه رفض ويريد معركة ثأرية وأن ينتقم من الوضع السياسي في زحلة». وأكد النائب الكتائبي أن انتخابات بلدية زحلة «ستكون أمّ المعارك الإنمائية من ناحيتنا، وليست معركة ثأرية».
كلام ماروني استلحق بكلام مماثل لكتلة نواب زحلة التي عقدت اجتماعاً في منزل ماروني، تحدث على أثره النائب طوني أبو خاطر الذي لم ينف إمكان «وجود صلة ما» وراء القنبلتين والانتخابات البلدية «حيث هناك أناس لا يريدون الاستقرار لزحلة»، متهماً «أيادي محلية، وغير محلية» بأنها «تريد العبث بأمن هذه المدينة». وطالب القضاء والعدالة بأن «يأخذا مجراهما». وسأل عن توقيت زرع القنبلتين «بالتزامن مع الذكرى الثانية لاستشهاد نصري ماروني وسليم عاصي».
محاولة نواب زحلة «استغلال» العثور على قنبلتين أمام منزل ماروني لأهداف انتخابية، عدا السياسية الأخرى، وفق ما قاله أحد قادة تيار الكتلة الشعبية بزعامة إلياس سكاف لـ«الأخبار»، سرعان ما ردّت عليه الكتلة ببيان استنكرت فيه «استهداف» ماروني، متمنّية «الخير» للجميع في زحلة. وأكدت الكتلة أن «زحلة كانت وستبقى مدينة السلام والوئام، ولم تعتدْ يوماً على اعتماد هذه الوسائل، وترفض أي تحريض أو عمل يؤدي إلى أذية أحد». وطلبت من القوى الأمنية «إجراء تحقيق سريع لمعرفة الفاعلين، ومحاسبتهم أياً كانوا، والتشديد على معاقبتهم كي لا تتكرر مثل هذه الأساليب التي تثير الفتنة بين أبناء زحلة».
بيان تيار سكاف المندّد والمستنكر «جاء رداً على محاولة البعض اتهامنا بما عثر عليه أمام منزل النائب ماروني». يضيف أحد قادة الكتلة الشعبية إن «زحلة ترفض هذه الأساليب الترهيبية أو التحريضية، ولا يمكن استباق التحقيقات الأمنية والقضائية. فلا يمكن أحداً في زحلة أن يستغل حادثة أمنية ما لإثارة الغرائز والتحريض على أي طرف مهما كان الخلاف السياسي، ومهما كانت حماوة المعركة الانتخابية المقبلة. فكلنا أبناء زحلة ولا أحد يريد إلا الخير لهذه المدينة».
انتخابات بلدية زحلة التي يبدو أن معركتها بدأت بقلاقل أمنية تحسن القوى السياسية في المدينة استغلالها، وبحرب ضروس على المواقع الإلكترونية طاولت ماروني وغيره من القوى الحزبية الأخرى، كانت قد بدأت باتهام الموقع الإلكتروني للكتلة الشعبية النائب ماروني من دون أن يسميه بدفع أحد مناصري حزب الكتائب إلى إغراء مرافق زوجة سكاف بمبلغ مالي، مقابل نزع فرامل سيارتها.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment