Friday, April 16, 2010

البقاع الأوسط ينتخب سياسياً ولا يبالي بالإنماء والحرمان

سامر الحسيني

البقاع :
خلال اثنتي عشرة سنة من العمل البلدي (دورتا 1996 و2004) قد يكون بناء جدار دعم هو اعظم انجاز لاي بلدية من بلديات البقاع الاوسط التي تركت وحدها تواجه حرمانا
مزمنا في قرى لا تعرف حتى اليوم مياه الشفة وما تزال شبكات جر مياه الصرف الصحي من الكماليات.
وعلى الرغم من حدة التنافس البقاعي وتعدد المعارك في اكثر من بلدة نتيجة الصراعات السياسية والعائلية، ومنها على سبيل المثال معارك زحلة وبر الياس وكفرزبد ومجدل
عنجر، فإن الإنماء والشعارات الإنمائية تحتل أدنى سلم الاهتمامات البقاعية، وينحصر العراك الانتخابي بخلفياته الحزبية والعائلية والسياسية.
ويعزو رؤساء البلديات البقاعية فشل التجربة البلدية الى معوقات كثيرة أبرزها التعاطي الرسمي مع قراهم، وتحديدا في موضوع اموال الصندوق البلدي المستقل والتي
لا تخرج من صناديقها الى البلديات، إلا بفعل ضغوط سياسية، مما يفتح الطريق أمام التسلط السياسي المختلف على المجالس البلدية. ومن المعوقات أيضاً الإمكانات المتواضعة
والضئيلة التي لا تسمح لأي بلدية ان تؤمن لها مصاريف لاقفال مكبات النفايات المنتشرة بعشوائية في أكثر من قرية حتى اليوم بعد تجربتين من العمل البلدي.
يشتد الصراع الحالي الدائر بين رئيس الكتلة الشعبية الوزير السابق الياس سكاف الذي يسعى الى الفوز المحتم للخروج من مفاعيل المعركة الانتخابية النيابية الأخيرة،
مقابل سعي قوى الرابع عشر من آذار لتثبيت مواقعها والتأكيد على حضورها وهوية زحلة المؤيدة لها. وتشترك في هذا الصراع قوى سياسية وعائلية اخرى تريد حجز موقع
لها على الساحة الداخلية الزحلية بعد الانكفاء القسري منذ عام 2005.
وتعيش بلدة الفرزل اجواء هادئة بفعل عملية التوافق التي قطعت شوطا كبيرا في البلدة مع دور توافقي يقوم به رجل الاعمال ميشال ضاهر للوصول الى لائحة توافقية تضم
مختلف التيارات الحزبية والعائلية والسياسية لتجنيبها الانقسامات والشرخ والعائلي والعمل للحفاظ على وحدة ابناء الفرزل.
تبدأ القوى الحزبية عراكها الانتخابي على وقع دخول تيار المستقبل الى مسرح الانتخابات البلدية للمرة الأولى، كقوة سنية سياسية تعد الاقوى في البقاع الاوسط،
قياسا الى نتائج الانتخابات النيابية الماضية، حيث وصلت نسبة التصويت السني المؤيد للمستقبل الى حدود 90 بالمئة من اصل الاصوات السنية الناخبة. ولكن بما أن
الحسابات السياسية لا تتطابق مع الحسابات العائلية، فإن خطوة تيار المستقبل في اي قرية وبلدة دونها محاذير وعقبات عدة، لا سيما انه لا يواجه أية قوة سنية اخرى
في اكثر بلدات البقاع الاوسط.
من هنا، فإن موقف تيار المستقبل ينحصر بالاصرار والعمل لوصول من يصفهم بالأكفأ والاجدر أصحاب الرؤية الانمائية.
ويلفت مصدر في التيار الى الدور الحالي الذي يقوم به، والذي يتركز على العائلات والحد من الشرخ والصراع العائلي وخصوصا ان المتنافسين على المجالس البلدية يعدون
«ابناء البيت الواحد».
يُستحضر في مجدل عنجر، مرة اخرى، الصراع العائلي على رئاسة البلدية بين عائلات: العجمي، صالح، ياسين، حمزة، حمود وأبو هيكل وسواها من العائلات الاخرى التي تجوجل
اسماء مرشحيها.
ويسعى الرئيس الحالي حسن ديب صالح لتجديد التحالف مع عائلة ياسين، الا ان العقبة تتمثل في خروج، عضو البلدية حسين ديب ياسين الذي استلم رئاسة المجلس البلدي
لاول ثلاث سنوات في الفترة الماضية من عمر المجلس البلدي الحالي، من المعركة البلدية. في المقابل فإن عضو البلدية الحالي سامي العجمي يتحضر لهذه الانتخابات
مستفيدا من تأييد عائلته وعائلات اخرى من المجدل.
وتشهد سعدنايل، موقعة حادة ين عائلات الرحيمي، شحيمي، حمصي، شوباصي، صوان وغيرها من العائلات التي تحولت الى معسكرات في البيت الواحد.
ويختلط على مسرح بر الياس، التي تعتبر أم المعارك السياسية والعائلية، الصراع السياسي والعائلي، الا ان مصادر النائب عاصم عراجي تؤكد «انه حتى الآن لا وجود
لمرشحين مسمين من قبله».
في قب الياس، لائحتان الاولى يرأسها الرئيس الحالي فياض حيدر تقابله لائحة ثانية يرأسها النقابي جهاد المعلم الا ان باب التوافق في قب الياس لم يقفل بل ما زال
مفتوحا للوصول الى لائحة واحدة.
مازح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حفل اطلاق الماكينة الانتخاية لحزب الله في بعلبك، الحضور والاعلامين بأنه يستطيع منذ الآن تسمية رؤساء
وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية في القرى الشيعية.
وبالفعل فإن تحالف حزب الله ـ حركة امل قد أنهى بنسبة 70 بالمئة التنافس الانتخابي في قرى البقاع الاوسط وتحديدا في علي النهري التي تعد من اكبر البلدات الشيعية
في البقاع الاوسط، الا ان تجربة السنوات الماضية قد تشذ عن هذا الواقع وخصوصا في علي النهري التي تمتاز بصراع عائلي كبير، وقد لا يستطيع تحالف حزب الله ـ حركة
أمل إرضاء كافة رموز العائلات التي تتنافس على رئاسة البلدية في علي النهري والتي يبدو أنها ستؤول الى شخصية يسميها حزب الله.
وتلفت مصادر متابعة لموضوع بلدة علي النهري الى ان النائب السابق محسن دلول في قلب الاتصالات السياسية والحزبية التي تهدف الوصول الى مجلس بلدي متجانس وتوافقي.

وتؤكد مصادر حزبية على ان تحالف حزب الله ـ حركة امل لن يكون خارج سياق تفاهم العائلات، حيث لا يمكن لحزب الله او حركة أمل التدخل في بلدة تمتاز بإجماع عائلاتها
وفعالياتها على لائحة بلدية، لان هدفنا من التحالف الحد من الصراع العائلي وإيصال مجالس بلدية متجانسة لاطلاق يدها في الانماء.
وفي شتورا، لن يكون التحالف حجر عثرة أمام التحالف القديم والمتجدد وأركانه رئيس البلدية الحالي نقولا عاصي ونائبه قاسم شمس، لا سيما ان الاتصالات والتحالفات
انجزت بشكل نهائي وتقضي بإعادة التجديد لعاصي وشمس مع تغييرات في الاعضاء التسعة الحاليين في البلدية.
وفي تعلبايا جهود سياسية وحزبية متواصلة للابقاء على رئاسة البلدية برئاسة شخصية من الطائفة المسيحية.
وتشير الأجواء السياسية الحالية إلى أن التيار الوطني الحر ما يزال على موقعه الحليف للوزير السابق الياس سكاف وحزب الله الا انه يعاني في زحلة من تكبيل يده
وإطلاق يد الوزير الياس سكاف في عملية تشكيل اللائحة، مقابل التعويض على التيار في القرى المسيحية في قضاء زحلة.
ويعتبر حزبا القوات والكتائب الرافعة الأساسية للائحة قوى الرابع عشر من آذار نظرا لقوتهما التنظيمية حيث يملكان الكلمة الفصل في تشكيل لائحة زحلة. أما في القرى
فتترك «القوات اللبنانية» الخيار لمناصريها «الذين يعرفون جيدا الانتقاء والعمل لايصال بلديات متجانسة». ويقول النائب الكتائبي ايلي الماروني «سنشارك ترشيحا
واقتراعا في مختلف القرى البقاعية».
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment