Sunday, April 18, 2010

أهالي العباسية يزيلون الخرق الإسرائيلي
ويرفعون الأعلام اللبنانية... وإسرائيل تنزعها وتهدّد

طارق ابو حمدان

العباسية:
أزال أهالي بلدة العباسية صباح أمس الخرق الإسرائيلي الذي ارتكب مؤخراً في الشطر المحرر من بلدتهم، فقاموا بنزع الأسلاك الشائكة والأعمدة الحديدية، التي زرعها
جيش الاحتلال عنوة في الجانب الشرقي لبلدتهم، مقتطعا مساحة حوالى 300 متر من أراضيهم المحررة منذ العام 2000. ولم يأبه الأهالي بالتهديدات الإسرائيلية، كما
لم ينتظروا مبادرات من غير المعروف ما إذا كانت ستأتي لصالحهم من قبل «اليونيفيل» المعززة في جنوب لبنان.
وفي التفاصيل، انه وصل عند العاشرة والنصف تقريباً من صباح أمس العديد من أهالي العباسية والقرى المجاورة إلى الشطر المحرر من البلدة يرافقهم النائب قاسم هاشم
ومسؤول مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد علي شحرور، وتوجهوا على الفور إلى نقطة الخرق، بحيث عملوا على نزع الأسلاك الشائكة والأعمدة الحديدية، من المساحة
التي سيجها العدو، ومن ثم رفعوا الأعلام اللبنانية فوق السياج الشائك الفاصل المعتمد منذ العام2000.
وفاجأت الخطوة السريعة التي اتخذها الأهالي جيش الاحتلال، الذي بدا مربكا لا يعرف ماذا يفعل وكيف يمكن له أن يتحرك، فعمل على استقدام أكثر من عشر آليات بينها
دبابات من نوع «ميركافا» وحوالى مئة جندي، انتشروا بشكل قتالي على مسافة تراوحت بين ثلاثين إلى مئة متر من نقطة وصول الأهالي. ووجه الجنود فوهات بنادقهم ومدفعيتهم
ناحية المواطنين، الذين ردوا على ذلك بصيحات «الله اكبر» مواصلين تقدمهم ورفعهم الأعلام اللبنانية فوق الأسلاك المنتزعة وفوق السياج التقني.
عندها تلقت قيادة «اليونيفيل» العاملة في القطاع الشرقي، ما يشبه الإنذار الإسرائيلي للأهالي، جاء فيه، بحسب ضابط دولي، «أن ما يقوم به أهالي العباسية من تحرك
باتجاه الأسلاك الشائكة والسياج التقني، تعتبره الدولة العبرية خرقا فاضحا للخط الأزرق، وعلى الأهالي التراجع قبل أن يضطر الجيش الإسرائيلي إلى ردعهم». وطلب
العدو من «اليونيفيل» إبلاغ الأهالي بفحوى الإنذار. وعلى الفور ردّ الأهالي بأن «خرق الخط الأزرق جاء من قبل جيش العدو، فهو الذي اجتاز بآلياته وعناصره السياج
التقني وقام بسلخ مساحة محررة من العباسية، وأنهم يقومون بإعادة الوضع الميداني لما كان عليه قبل الاعتداء -الخرق.
وتولت القوات الدولية بدورها الضبط والتهدئة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي، عبر سلسلة اتصالات عاجلة، شارك في جانب منها ضباط من لجنة مراقبي الهدنة الدولية،
فتمكنت من لجم التصعيد، بحيث نشرت عناصر من الكتيبة الإسبانية كحد فاصل بين جيش الاحتلال والأهالي الغاضبين، الذين تراجعوا إلى بلدتهم بعدما أنجزوا مهمتهم المحقة
بكل عزم ومسؤولية .
وفي وقت لاحق، وبعد حوالى نصف ساعة من تراجع الأهالي عن نقطة الخرق، وصلت إلى بوابة العباسية ثلاث دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» وأربع سيارات «هامر» وحوالى
عشرين عنصرا، توزعوا بشكل قتالي بمحاذاة السياج التقني، وتولى عنصران من بينهم (تردد لاحقاً أنهما قردان وليسا جنديين) إزالة الأعلام اللبنانية عن السياج الشائك
وتم وضعها داخل سيارة عسكرية لجيش الاحتلال عادت وانسحبت في ما بعد باتجاه موقع الاحتلال في تلة الظهرة.
وأكد النائب قاسم هاشم في أعقاب إزالة الخرق، «اننا نصر مرة جديدة بعد إزالة الأسلاك الشائكة على استعادة أرضنا المحتلة، فنحن هنا لا نعترف لا بخطوط زرق أو
حمر ولا يمكن أن نراهن يوما على مجتمع دولي ولا على قرارات دولية». ولفت هاشم الى أن ألأهالي صبروا بضعة أيام لإزالة الخرق لكن لم يتحرك احد في هذا العالم لا
قوات طوارئ ولا أمم متحدة ولا غيرها.
وأشاد رئيس لجنة العودة لأهالي العباسية محمد شهاب بالخطوة، منددا بما قام به جيش الاحتلال من محاولة سلخ مساحات جديدة من ارض العباسية علما بأن 80 في المئة
من ارض البلدة لا تزال محتلة.
وسيطرت حال من القلق والتوتر في محور العباسية بشكل خاص وعلى طول الخط الممتد من الغجر غربا حتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا، حيث أعلن جيش الاحتلال، بحسب مصادر
متابعة حالة الاستنفار القصوى، ونشر عشرات الآليات ومئات الجنود على مسافة قريبة من السياج التقني، في حين اتخذ الجيش اللبناني كل التدابير المطلوبة في التصدي
لأي اعتداءات إسرائيلية.
جريدة السفير

No comments:

Post a Comment