Saturday, April 24, 2010

خرق انتخابي في عبيه: مخاتير نعم، بلدية لا
بسّام القنطار
يقترح سكان بلدة عبيه، أن يدخلوا مجلسهم البلدي في موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة، فالمجلس المنتخب منذ عام 1964 لا يزال صامداً إلى اليوم، بفعل عدم إتمام المصالحة والعودة، ولكون نصف أبناء البلدة من المسيحيين لا يزالون مهجّرين غير قادرين على العودة إلى بلدتهم.
وتنص المادة 20 من القانون رقم 665 لعام 1997، على أن المدن والقرى الواقعة في مناطق التهجير التي لم تتم المصالحة فيها والعودة إليها تحدد بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزيري الداخلية وشؤون المهجرين، وعلى الحكومة أن تدعو إلى إجراء انتخابات بلدية لهذه المدن والقرى كلما أصبح ذلك ممكناً بقرار من مجلس الوزراء، خلال مدة ثلاثة أشهر من تاريخ هذا القرار».
وقد جرى تطبيق هذه المادة في الدورتين الانتخابيّتين السابقتين، إذ كان يصدر قرار باستثناء العديد من القرى المهجّرة، وفي عام 2010 ضمرت اللائحة ولم يبقَ فيها إلا بلدتان، هما: بريح في قضاء الشوف، وعبيه في قضاء عاليه.
مصدر مطّلع في وزارة الداخلية والبلديات أكد لـ«الأخبار» أن الوزير زياد بارود أصدر قراراً بناءً على توصية وزير المهجرين، أكرم شهيب، بعدم دعوة الهيئات الناخبة في بلدة بريح، وبالتالي فإن هذه البلدة تكون الوحيدة التي لم تدخل في السباق الانتخابي الذي أقفل باب الترشيح إليه في محافظة جبل لبنان فجر اليوم. لكن، ماذا عن بلدة عبيه؟ ولماذا لم يشملها قرار الوزير؟ يجيب المصدر أن هذه البلدة جرت فيها دعوة الهيئات الناخبة إلى انتخاب المخاتير والهيئات الاختيارية فحسب، واستثني من الدعوة انتخاب المجلس البلدي. وقد رفض المصدر الإجابة عن سؤال بشأن مدى قانونية خطوة الوزير في دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب المخاتير واستثناء المجلس البلدي، ما دام المبرر واحداً وهو عدم عودة المهجرين.
الإجابة عن هذا السؤال لدى الوزير شهيب، الذي أكد لـ«الأخبار» أنه طلب من بارود دعوة الهيئات لإجراء انتخاب مخاتير في عبيه، لكون هؤلاء يقومون بدور مهم في تسهيل عملية العودة، ويساعدون من الناحية اللوجستية والاجتماعية في تقريب وجهات النظر وتوقيع الملفات والمعاملات المتعلقة بإعادة الإعمار والإخلاءات وغيرها. أضاف شهيب: «تمنيت على لجنة العودة الممثلة لأبناء البلدة المسيحيين أن تتفق على مختار بالتزكية، وهذا ما حصل، لكن المسعى نفسه لم ينجح، للأسف، مع المقيمين من أبناء البلدة الدروز». وبحسب لائحة الترشيحات في قائمقامية عاليه، فإن مختار بلدة عبيه، المرشّح هو ابن البلدة المهجر غسان مخايل خوري، إضافة إلى عضوين اختياريين فائزين بالتزكية، هما وليم داوود دياب وأمين فؤاد صايغ. أما مختار بلدة عين درافيل التي تتبع بلدياً لعبيه وتنفصل عنها في الهيئة الاختيارية، فيتنافس عليه كل من حبيب الخوري وجوزف أبو سليمان.
ومساءً، علمت «الأخبار» أن بورصة الترشيحات في عبيه أضيف إليها قبل دقائق من إقفال باب الترشح 4 أسماء دروز، هم: سهيل خليل حمزة، رياض سليم حمزة، جهاد أمين حمزة وحسام علي وهبه. وبذلك تكون البلدة، إذا لم ينسحب ثلاثة من المرشحين الدروز على الأقل، أمام معركة اختيارية ليس مضموناً فيها أن يفوز المرشّح المسيحي وفق ما يقتضيه العرف. علماً بأن استثناء المجلس البلدي من الانتخابات يترك احتمال الطعن أمام مجلس شورى الدولة قائماً. والجدير ذكره أنه لن يكون في إمكان الناخبين المسيحيين الاقتراع داخل البلدة وسيخصص لهم كوخ عند تخوم البلدة كما حصل في الانتخابات النيابيّة الماضية.
جريدة الاخبار

No comments:

Post a Comment