Wednesday, September 28, 2011

مصادر بكركي: 14 آذار تشوّه صورة رأس الكنيسة في الولايات المتحدةنداء المطارنة يلتفّ حول «ظاهرة الراعي»: شبك الأيدي وطاولة حوار
من اجتماع مجلس المطارنة (بلال قبلان)
غراسيا بيطار
مند العام 2000، والنداء الشهير للبطريرك نصر الله صفير حول خروج الجيش السوري من لبنان، لا يمر أيلول بكركي بلا نداءات بطريركية.
هذا العام اختزل البطريرك بشارة الراعي ومواقفه «النداء الأيلولي»، باحتضان كامل من مجلس المطارنة. ففي الاجتماع الدوري للمطارنة، الذي عقد أمس، كما في النداء
«لا تردّد ولا دفاع ولا تراجع وإنما تشديد على المواقف التي أطلقها الراعي منذ توليه السدة البطريركية».
ماذا يريد المطارنة الموارنة القول في ندائهم الجديد؟ يجيب أحد المطارنة المقربين من الراعي: «إن البطريرك والمطارنة صوت واحد ولا يراهن أحد على غير ذلك». ومن
هنا جاءت وصية «الآباء» لـ«الأبناء»: في هذه الظروف الصعبة التي تهدد وجودنا ودورنا ورسالتنا كلبنانيين عامة ومسيحيين خاصة نحن بأمس الحاجة الى العودة الى سلوك
الموارنة التاريخي القائم على أن يستمدوا قوة الصمود من وحدة كلمتهم والتفافهم حول بطريركهم والثقة بقيادته وحكمته». ليوضع الجميع أمام مسؤولياتهم بدعوة الكنيسة
الى «شبك الأيدي والجلوس الى طاولة حوار أخوي صادق شفاف نلقي فوقها هواجسنا وشكوكنا ونجدد الثقة بعضنا ببعض فنقوى جميعاً ويقوى بنا لبنان».
الجميع تكلم في اجتماع المطارنة أمس، باستثناء صفير، والموضوع واحد: «ظاهرة الراعي». فجدول الأعمال «المثقل» ببنود أبرشية وكنسية أرجئ الى الاجتماع المقبل إذ
لم يتسنّ البحث فيه. في اليومين الأخيرين، أعد البطريرك مسودة النداء بالتشاور مع جميع المطارنة. فأتى الختام غير مشتمل على أي تعديل جوهري.
في النقاشات، يرفض المطارنة وضع البطريرك الراعي في «حالة الدفاع عن النفس». كاد البعض أن يملّ من سماع تفاصيل زيارته إلى فرنسا والردود عليها وتوظيف البعض
لها في السياسة. وفي هذا الصدد، أورد النداء الآتي: «كانت مناسبة لكي يتبادل الآراء مع المسؤولين الكبار في فرنسا وكي يشهد للحقيقة بجرأة وشجاعة ويطالب الأسرة
الدولية بأن تتحمل مسؤوليتها في نشر العدالة والمساواة ورفع الظلم عن الشعوب من خلال السهر على تطبيق القرارات الدولية».
طويت إذاً صفحة فرنسا لتفتح الصفحة الأميركية. إن «البطريركية لم تطلب موعداً من أي من المسؤولين الأميركيين». وأوضحت «أن الزيارة راعوية وإن كان مطارنة الانتشار
هناك قد أحبوا ربما أن يتم مثل هذه اللقاءات». ومن دون أن ينفي أو يؤكد أن يكون السيناتور اللبناني الماروني راي لحود عمل على هذا الموضوع، يشدّد على أن «اللقاء
بين البطريرك والسفيرة الأميركية (مورا كونيللي) كان جيداً جداً والدليل أنه استمر لساعة ونصف الساعة. نحن لا نريد معاداة أميركا ولا غيرها. نقول قناعاتنا الوطنية
ولكن إذا كان رأينا لا يعجب فلاناً أو فلاناً فهذا لا يعني أننا سنعدل عن قوله».
وإذ يلفت المطران نفسه الانتباه الى أن «السفيرة كانت مرتاحة لدرجة أن طلبت مناداتها باسمها الأول»، يؤكد أن كونيللي عرضت لموقف بلادها «عن «حزب الله» المنظمة
الإرهابية.. و«الربيع العربي» الذي يجب أن يشمل سوريا وبأن مواقف البطريرك لا تتوافق مع سياسة بلادها، لكن البطريرك أعاد تكرار مواقفه في إطار التوضيح ومن دون
أي تراجع حيال مخاوفه المسيحية وتأييده للديموقراطية وحقوق الإنسان ونبذه للعنف وخوفه من حرب أهلية في سوريا تكون انعكاساتها على لبنان، خصوصاً الأقليات و«بأننا
لسنا مع النظام ولا ضده»».
وضع المطارنة في جو «الحرب على الراعي من مختلف جوانبها». وفي «أفقع» وجوهها لا يخفي بعض الأساقفة علمهم بـ«حرب إعلامية يقودها فريق 14 آذار في الصحف الأميركية
لتشويه صورة رأس الكنيسة المارونية و«الحرتقة» على زيارته المرتقبة». وكان لافتاً للانتباه سفر النائب «القواتي» أنطوان زهرا، أمس، متوجهاً الى الولايات المتحدة،
«في تزامن غير سار»، مع رحلة الراعي الأميركية.
ويبدو أن حملة 14 آذار ماضية على قدم وساق ونجحت في نسف أي «إطلالة» سياسية للبطريرك ولكن ثمة مساعي لـ«وصل ما انكسر» قدر المستطاع والدليل أن راي لحود اتصل
بأحد المطارنة بهدف «التنسيق معه لتشكيل نوع من الردّ على تلك الحملة». ويؤكد مصدر كنسي متابع ان الكنيسة لم تزعل على تلك الزيارة، لأنها لم تلهث وراءها من
الأساس والأميركيون هم في النهاية هم الخاسرون إذ يجب أن يعرفوا أن من مصلحتهم أن يكونوا قريبين من بكركي لأن صورتهم هنا ليست جيدة وتزداد سوءاً، فبقدر ما يتقربون
من الكنيسة بقدر ما تتحسّن صورتهم في لبنان».
ساند الآباء «قائدهم» في مختلف هذه الحيثيات. وفي «الشق الوطني» من ندائهم، ذكّروا بما فعله البطريرك منذ توليه العرش لكي يكون وفياً لتاريخ بكركي ودورها. من
دعوته الى الحوار والتفاهم ورص الصفوف الى تغليب روح الشراكة والمحبة ورعاية لقاء القادة الموارنة، فاللقاء الشامل لجميع النواب الموارنة. لافتين الانتباه الى
تواصله الدائم مع المسؤولين من الرؤساء الثلاثة الى رؤساء الأحزاب والطوائف والتكتلات والمرجعيات والدول الصديقة للبنان.
في «جردة الحساب» التي قدّمها المطارنة في «ما تحقق منذ انتخاب الراعي وسعيه الى ترجمة شعاره شركة ومحبة»، إشارة الى انفتاحه على كل الأديان من ضمن الحوار المسيحي
الإسلامي وترجمته ذلك من خلال انعقاد قمتين روحيتين في بكــركي ودار الإفتاء و«السعي لعقد قمة روحية على صعـــيد منطــقة الشرق الأوسط». وأتوا أيضاً على ذكر
ما حققه على الصعيد الكنسي في «تثبيت الشركة الكنســية مع البابا بنديكتوس السادس عشر وتعزيز الشركة مع الكنائس». لافتين الانتباه الى «الترحيب الوطني العارم
الذي لقيه في زياراته وهي ستتواصل في لبنان وخارجه على النمط نفسه بدءاً من زيارة الأبرشيتين المارونيتين في الولايات المتحدة».

No comments:

Post a Comment