Wednesday, September 28, 2011

كلينتون تعرب عن خيبتها ... وأوباما يجدّد الالتزام بالرخاء الإسرائيلي إسرائيل تتحدى العالم بمشروع استيطاني جديد في القدس
واصلت اسرائيل تحديها للمجتمع الدولي أمس، ولجأت إلى تصعيد استيطاني جديد ردّاً على توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين، بإعلانها عن
خطة بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية المحتلة، ما أثار تنديدا اوروبيا واسعا، فيما اعتبرت واشنطن أن الخطوة «غير بناءة» و«مخيبة
الأمل»، لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما شدد في الوقت نفسه على متانة العلاقات بين الحليفين، خلال تهنئته بحلول رأس السنة اليهودية.
الاستيطان وأميركا
واعلنت وزارة الداخلية الاسرائيلية في بيان ان «لجنة تخطيط المناطق اقرت خطة لبناء 1100 وحدة سكنية في جيلو» الحي القريب من مدينة بيت لحم الفلسطينية في الضفة
الغربية، مضيفة ان «الخطة ستكون مفتوحة للاعتراضات العامة لمدة 60 يوما». وصرح المتحدث باسم الوزارة روي لحمنوفيتش ان الاعتراضات المتوقعة ستتم مناقشتها من
قبل اللجنة قبل طرح العطاءات.
ووصف عضو لجنة وزارة الداخلية والعضو في مجلس بلدية القدس المحتلة يائير غاباي، الموافقة على بناء الوحدات السكنية الجديدة بانها خطوة باتجاه حماية المنطقة
من «الملكية الاجنبية». وقال «وفقا للقانون الاساسي (للقدس) الذي يعتبر دستورا، فان هذه المنطقة تقع ضمن المناطق السيادية لدولة اسرائيل، ونحن نؤدي واجبنا بضمان
ان تبقى كذلك وألا تتعرض لأية ملكية اجنبية». واكد ان «القدس ليست للبيع .. فقد كانت وستبقى عاصمة الشعب اليهودي».
واعربت الولايات المتحدة عن «خيبة املها الشديدة» لاعلان الحكومة الاسرائيلية بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
«نعتقد أن إعلان اليوم من قبل حكومة اسرائيل غير بناء بالنسبة لجهودنا في استئناف المفاوضات بين الطرفين». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا
نولاند «نطالب منذ وقت طويل الطرفين بتجنب التصرفات التي من شأنها اضعاف الثقة وخصوصا في القدس» لكنها وعدت بان تواصل الولايات المتحدة محاولتها لاطلاق الحوار
بين اسرائيل والفلسطينيين.
لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما أكد في شريط مصور اذيع بمناسبة عيد رأس السنة اليهودية، أن «العام الماضي كان صعبا على الناس في العالم اجمع. ولا يزال الكثيرون
جدا من اصدقائنا وجيراننا يعانون من تبعات الركود الاقتصادي الرهيب». واضاف «ووراء حدودنا يواجه العديد من حلفائنا المقربين ومن بينهم دولة اسرائيل اوضاعا غير
واضحة في فترة مبهمة». وتابع اوباما قائلا «هذا هو السبب الذي تبذل من اجله حكومتي كل ما بوسعها لتحقيق
الرخاء هنا (في الولايات المتحدة) والامن والسلام في العالم اجمع وهذا يعني ايضا التذكير بالتزامنا تجاه دولة اسرائيل». ووعد اوباما «اذا كنا لا نستطيع معرفة
كل ما ستجلبه السنة الجديدة فاننا واثقون مما يلي: ان الولايات المتحدة ستظل متضامنة مع اسرائيل لان العلاقات بين بلدينا وطيدة ولا يمكن ان تتزعزع» متمنيا لليهود
سنة «هادئة مليئة بالصحة والسعادة والسلام».
وأكد السفير الاميركي لدى اسرائيل دان شابيرو ان واشنطن لم تؤيد قط جعل تجميد الاستيطان شرطا للمفاوضات. وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي ردا على سؤال حول ما إذا
كان يؤيد المطلب الفلسطيني «لم نضع هذا الأمر (تجميد الاستيطان) قط سواء في هذه الإدارة أو أي إدارة أخرى كشرط مسبق للمحادثات».
من جانبه، ألمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى انه لا ينوي اعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية لاقناع الفلسطينيين بتحريك
المفاوضات. وقال في مقابلة أجراها مع صحيفة «جيروزاليم بوست»: «سبق وقمنا بذلك»، واضاف «انها حجة لا يزال (الفلسطينيون) يستخدمونها لكنني اعتقد ان كثيرين يرون
في ذلك حيلة لتفادي مفاوضات مباشرة».
واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «اسرائيل بقرارها بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس تقول انها اختارت الاستيطان بدلا من السلام، وترد بذلك
بالف و100 لا على بيان اللجنة الرباعية» التي كانت دعت الى استئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل الى اتفاق نهائي في نهاية العام 2012. وقال عريقات «نعتبر ان
اسرائيل اليوم، ردت على بيان اللجنة الرباعية الذي دعا الى وقف الاجراءات الاحادية الجانب من كلا الجانبين والذي يعني في الحالة الاسرائيلية وقف الاستيطان بما
فيه النمو الطبيعي للمستوطنات، وتنفيذ خارطة الطريق».
التنديد الدولي
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان «فرنسا تدين موافقة السلطات الاسرائيلية على بناء 1100 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جيلو في القدس
الشرقية. هذا القرار غير بناء في الوقت الذي تضاعف فيه الجهود لاستئناف سريع لمفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين». وقال وزير الخارجية البريطاني
وليام هيغ في بيان «اندد بما اعلن اليوم» في ما يتعلق بموافقة الحكومة الاسرائيلية على بناء هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة في حي جيلو بالقدس الشرقية. واضاف
«ندعو الحكومة الاسرائيلية الى العودة عن هذا القرار».
وقال الامين العام المساعد في الامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو ان «القرار الذي اتخذته اليوم لجنة تخطيط المناطق الاسرائيلية بشأن التخطيط لبناء عدد
كبير من المساكن في القدس الشرقية هو قرار مثير للقلق». كما اعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون في استراسبورغ عن الاسف لقرار الحكومة الاسرائيلية.
وقالت اشتون امام البرلمان الاوروبي «اشعر بالاسف لقرار استمرار البناء في القدس الشرقية مع بناء وحدات سكنية جديدة في جيلو... هذه الانشطة الاستيطانية تهدد
حل الدولتين».
الأمم المتحدة والدولة
إلى ذلك، قال مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية ان المؤسسات الفلسطينية القيادية ستعقد سلسلة اجتماعات اليوم وغدا لتقييم تطورات الحركة الدبلوماسية في الامم
المتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين داخل حدود العام 1967. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت «ان اللجنة المركزية لحركة فتح ستجتمع (اليوم) الاربعاء
واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ستجتمع (غدا) الخميس». واضاف رأفت «سيخصص الاجتماعان لبحث وتقييم المعركة الدبلوماسية في الامم المتحدة، وكذلك بيان اللجنة
الرباعية ومبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي».
واعتبر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس احمد بحر ان قرارات الامم المتحدة «لا تعطي حقا ولن تغير شيئا» للفلسطينيين، مشددا على «المقاومة
المسلحة لتحرير فلسطين». وجاء كلام بحر خلال اعتصام تضامني في مقر المجلس التشريعي مع النائب عن حماس احمد عطون الذي اعتقلته اسرائيل في مقر اللجنة الدولية
للصليب الاحمر في القدس. واكد بحر ان «قرارات الامم المتحدة لن تغير شيئا ولن تعطي حقا» مضيفا «العودة الى المفاوضات (بين اسرائيل والفلسطينيين) تضييع للوقت
وسنعود للمربع الاول ونأخذ اصفارا جديدة».
وحذر بحر من اتفاق جديد على غرار اتفاقية اوسلو «يستند الى شطب القضية» الفلسطينية، مضيفا «لا تنزع الحقوق الا بالقوة ولا تحرر البلاد الا بالقوة والمقاومة
بكل اشكالها، ليست المقاومة الشعبية انما المقاومة المسلحة لان قرارات الامم المتحدة تقول ذلك». ودعا بحر مجلس الامن الدولي لعقد «اجتماع طارئ لوقف كل التدابير
(الاسرائيلية) لتهويد القدس واعتقال وتهجير نوابها، وعلى وجه الخصوص عطون». واضاف «نريد اقامة دولة (فلسطين) دون التنازل عن القدس او الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني
المجرم ودون التنازل عن حق عودة اللاجئين».
وطالب بحر الرئيس محمود عباس بـ«الاسراع» في تنفيذ المصالحة «التي لا نريدها مصالحة مرحلية ولا تكتيكية، بل مصالحة استراتيجية كي يقف الشعب الفلسطيني صفا واحدا
لكنس الاحتلال».
(أ ب، رويترز، أ ف ب)

No comments:

Post a Comment