Sunday, September 25, 2011

الراعي وسط مستقبليه في بنت جبيل (علي الصغير)
شكّل الحضور الرسمي في مجلس الأمن وحضور البطريرك الماروني في الجنوب، محور الاهتمام والرصد في نهاية الاسبوع، والأرجح ان ظلال هذين الحدثين ستخيم أيضاً على
مطلع الأسبوع الحالي، بعدما وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى نيوريوك مستكملاً المهمة الدبلوماسية التي بدأها الرئيس ميشال سليمان قبيل عودته الى بيروت، فيما واصل
البطريرك بشارة الراعي شق دروب «الشركة والمحبة» معيداً وصل ما انقطع بين بكركي ومحيطها اللبناني.. والعربي.
وبدا واضحاً أن المواقف التي أطلقها الراعي في فرنسا وأعاد التأكيد عليها في لبنان، قد سبقته الى الجنوب ومهدت الطريق امام استقبالات حاشدة ودافئة له، في مختلف
محطات جولته، بمشاركة قيادات حركة أمل وحزب الله والقواعد الشعبية ومختلف الفعاليات.
ولئن كان البطريرك قد تجنب خلال جولته الخوض في المسائل الخلافية بشكل مباشر، إلا أن «البرقيات» التي أطلقها والتحيات التي وجهها الى من «قاوموا وصمدوا» حملت
معاني سياسية ووطنية بليغة، وعكست إصرار الراعي على الاستمرار في النهج الجديد لبكركي، وإن يكن يجتهد في اختيار أسلوب التعبير عنه تبعاً للزمان والمكان.
وفيما كان البطريرك السابق نصرالله صفير يلقى حفاوة شديدة خلال احتفال القوات اللبنانية في جونية، امس الاول، فتح حزب الله وحركة أمل أحضانهما للراعي على طول
خط سيره الجنوبي، في تعبير عن عمق ارتياحهما الى خيارات بكركي في عهد البطريرك الجديد، الذي زار على مدى يومين صور وقانا وحاصبيا ومرجعيون والخيام والنبطية
وبنت جبيل ودبل وعين إبل ورميش، لتختتم جولته اليوم بمأدبة غداء يقيمها رئيس مجلس النواب نبيه بري على شرفه في المصيلح.
واعتبر الراعي، في كلمات ألقاها في المحطات التي توقف فيها، أن جولته «هي لتهنئة أبناء الجنوب بانتصارهم وصمودهم، وهم الذين قدموا كل شيء من أجل لبنان»، موجهاً
التحية الى «كل أبناء الجنوب الذين قاوموا وصبروا لأجل لبنان لكي يبقى سيداً حراً مستقلاً»، وداعياً الى البقاء «متيقظين لأننا لا نزال نواجه أخطار التقسيم
والتفتيت في المنطقة».
ورأى الراعي ان «لبنان أمام تحدي لم الشمل وإعادة بناء نسيجه الاجتماعي»، داعياً الى ان « نعي ما ينتظرنا من مسؤوليات ونجلس على طاولة الحوار». وأضاف: محبة
لبنان وكرامة شعبه كانت اقوى من الموت،
لقد قاومتم وصمدتم وبذلتم الغالي والنفيس من اجل الوطن.
من ناحية اخرى، وعلى صعيد زيارة البطريرك الماروني الى الولايات المتحدة الاميركية، تشير معلومات لمراسل «السفير» في واشنطن جو معكرون، الى انه ليس هناك اي
اتجاه من وزارة الخارجية الأميركية لإلغاء تأشيرة دخول البطريرك الراعي إلى الولايات المتحدة، وانه لم يحدد موعد لقائه مع الرئيس باراك اوباما ليتم إجراء أي
تعديل عليه. وتفيد المعلومات انه حددت مواعيد مع مسؤولين اميركيين بمستويات متدنية مقارنة مع طلب لقاء اوباما خلال الزيارة الى واشنطن، ما دفع بكركي الى الغاء
توقفه في واشنطن ضمن جدول زيارته الرعوية. وتؤكد المعلومات، بطبيعة الحال، وجود تحفظ أميركي على مواقف البطريرك الأخيرة، وبالتالي يصعب فصل هذا التحفظ عن مسألة
تحديد المواعيد في واشنطن.
ميقاتي في نيويورك
على صعيد آخر، وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى نيويورك امس الأول، في زيارة تستمر اربعة ايام، حيث يناقش مجلس الامن الدولي، برئاسة لبنان، طلب فلسطين الانضمام
الى الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية.
ومن المتوقع ان يجري ميقاتي مشاورات مكثفة مع الاعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن، لمواكبة الطلب الفلسطيني. وإضافة الى ذلك، سيثير ميقاتي في اتصالاته
ولقاءاته الاعتداءات الاسرائيلية شبه الدائمة على السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وعدم التقيد بالقرار 1701 وضرورة الانتقال من مرحلة وقف العمليات الحربية
الى وقف إطلاق النار، كما ينص القرار المذكور، وتثبيت حقوق لبنان في حدوده البحرية بعد إقرار الحكومة إحداثيات المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة.
وستكون هذه المواضيع من ابرز بنود جدول اعمال اللقاء بين ميقاتي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم غد الثلاثاء، قبل ان يترأس ميقاتي جلسة مجلس الامن
الدولي المخصصة للإحاطة الشهرية بالوضع في الشرق الاوسط والتي سيلقي خلالها كلمة شاملة. على ان يلتقي غداً كلاً من وزراء خارجية أميركا وروسيا والصين.
وقال ميقاتي، خلال لقاء مع الوفد الاعلامي اللبناني المرافق، إن هدف التحرك الذي يقوم به هو حماية لبنان وتعزيز موقعه ودوره على الساحة الدولية إضافة الى تحصين
جبهته الداخلية، مشيراً الى ان لقاءاته ستشكل له «فرصة لشرح سياسة الحكومة اللبنانية بعد الحملة التي شنت عليها»، وموضحاً ان البحث مع وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون سيتركز على عدد من المواضيع، منها دعم الجيش اللبناني وتعزيز القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية.
وعن الخلاف حول موضوع المحكمة الدولية، قال: مصلحة لبنان هي في احترام القرارات الدولية وعدم الانتقائية في تطبيقها. وأضاف: لم يصلني اي موقف رافض إلا في الاعلام
كنوع من ربط نزاع، والأفضل ألا نتكلم في موضوع المحكمة لئلا ندخل في سجال لا طائل منه، فيصبح البعض أسرى موقفه. لنترك الموضوع للنقاش الهادئ، وسنحاول إقناع
الجميع بعدم الانتقائية في التعاطي مع القرارات الدولية وبأن لا مصلحة للبنان في الخروج عليها.
وأكد «ان لبنان سيقدم الى الامم المتحدة الخرائط اللازمة بشأن المنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة وسيطلب حماية هذه المنطقة».
وكان ميقاتي قد استهل نشاطه امس، باستقبال رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل، ووفد من «منظمة تاسك فورس فور ليبانون».
الصفدي وسلامة في واشنطن
الى ذلك، أفاد مراسل «السفير» في واشنطن جو معكرون ان وزير المال محمد الصفدي اجتمع مع مساعد وزير الخزانة الاميركية للشؤون المالية الدولية تشارلز كولينز،
وانضم لاحقاً الى الاجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اجرى ايضاً مباحثات منفصلة في وزارة الخزانة مع وكيل وزير الخزانة لقضايا الإرهاب والاستخبارات المالية
ديفيد كوهين.
كما عقد الصفدي لقاءات مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، ووزير المال السعودي ابراهيم العساف، وتطرق الصفدي خلال
اجتماعات اخرى في واشنطن الى مشاريع الحكومة لتأمين التغطية الصحية وتأمين خط سكك الحديد وخطة الكهرباء. وطلب الصفدي دعماً إضافياً من البنك الدولي الذي أفادت
مصادره انه تم الاتفاق «على مواصلة النقاش مع جهات مانحة اخرى لتأمين هذا الدعم».
وعلمت «السفير» ان وزارة الخزانة الاميركية استفسرت من الصفدي وسلامة عن الودائع السورية في المصارف اللبنانية من دون اي طلب رسمي اميركي لاتخاذ أي إجراء معين،
كما كانت مهتمة بالسؤال عن سبل تمويل خطة الكهرباء، فيما أعربت مصادر في صندوق النقد الدولي لـ«السفير» عن ارتياحها لقرب إقرار الميزانية العامة ولشفافية تعاطي
الحكومة اللبنانية مع الملفات المالية.
وأكد الصفدي، في لقاء إعلامي، إنه حاول إيصال رسالة خلال الاجتماعات التي عقدها مفادها ان الحكومة اللبنانية الحالية ليست «حكومة حزب الله ولن تكون حكومة حزب
الله». وأوضح انه شرح كل المشاريع التي تقوم بها الحكومة، مشيراً الى أنه لمس «اندفاعاً تاماً من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم لبنان، وترحيباً بإقرار
خطة الكهرباء».

No comments:

Post a Comment