Friday, September 30, 2011

> البطريرك في الجنوب «لكـل اللبنانيّين» وميقاتي يفكّ العزلة

البطريرك في الجنوب «لكـل اللبنانيّين» وميقاتي يفكّ العزلة

وحده البطريرك الماروني في جولاته يصنع الحدث السياسي. في الجنوب، أقيم له خلال اليومين الماضيين استقبال غير مسبوق، شعبياً وسياسياً. أما السياسيون، فبين مشغول
بالتعليق على كلام البطريرك، ومسافر إلى نيويورك، وعائد منها

منذ أن زار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، منطقة الجنوب العام الماضي، لم يستقبل الجنوبيون أحداً بالحفاوة التي استقبلوا بها البطريرك الماروني بشارة الراعي.
على طول طرق الجنوب، خرج الناس ليحيّوا بطريركاً خاطب وجدانهم. حدّثهم عن الإمام موسى الصدر والمقاومة. حيّا صمودهم ومقاومتهم، مختصراً الكلام بالقول: لولاكم
لما كنا هنا. من صور (آمال خليل) بدأت زيارة الراعي، أول من أمس. سوء الأحوال الجوية لم يبدد الحشد الذي تداخل بين السكان المسيحيين في «حارتهم» وجيرانهم من
حارة المسلمين والعشرات من الفاعليات الرسمية. وصل الراعي في الموعد المحدد. وما إن ترجل من سيارته حتى تلقفته عشرات الأيدي والأحضان. وتحت شرفة مقر كاريتاس
لبنان، وقف ليحيّي الحشود، قبل أن يقدم له رئيس البلدية حسن دبوق مفتاح المدينة.

ثم زار كنائس المدينة، المارونية منها والكاثوليكية والأرثوذكسية، وكانت لافتة مرافقة مطران حلب للموارنة أنيس أبي عاد للبطريرك في جولته بكل محطاتها. من صور
إلى قانا، حيّا الراعي «أرض الجنوب المقدسة التي فيها الحب والشهادة والاستشهاد، وشهداء قانا وكل الذين سقطوا على مذبح الوطن. لولاهم جميعاً لما جئنا الى هنا
ولما كان لبنان». ومن خارج البرنامج الرسمي، عرّج على مؤسسات الإمام موسى الصدر، قبل أن يتابع جولته نحو الحدود.
ومن صور إلى علما الشعب، البلدة التي لم يبق فيها من أبنائها سوى أقل من مئتي شخص، حيث حيّا البطريرك «صمود الأهالي وتضحياتهم وآلامهم في الظروف التي مسّت بكرامتهم»،
واصفاً علما بـ«سياج الوطن». وزار مقر قيادة القوات الدولية والتقى رئيسها الجنرال ألبرتو أسارتا. والمحطة الأخيرة في اليوم الجنوبي الأول كانت في بلدة العدوسية.
أما في اليوم الثاني، فزار الراعي مناطق النبطية ومرجعيون وحاصبيا، وأقيم له مهرجان حاشد في الخيام. وفي جميع محطاته، استقبله نواب حزب الله وحركة أمل ووزراؤهما
وجمهورهما. بدوره، ألقى خطباً حيّا فيها أهل الجنوب وصمودهم ومقاومتهم، مؤكداً ضرورة تمسك لبنان بالقرارات الدولية. وليلاً، وصل إلى بنت جبيل (داني الأمين)،
حيث أقيم له استقبال جماهيري، وألقى خطاباً قال فيه إنه «في هذه الزيارة الى الجنوب تبيّن لي بأنني لم أكن بطريركاً للموارنة، بل لجميع اللبنانيين». ثم انتقل
إلى بلدة دبل، التي أقيم له فيها احتفال تكريمي وقدّاس، قبل أن يتوجّه الى بلدة عين إبل، ليلقي كلمة ويضع الحجر الأساس للبيت الأبرشي، ويبيت ليلته هناك. وصباح
اليوم، ينتقل الراعي إلى بلدة رميش التي يُحضَّر له فيها استقبال حاشد، على أن يختتم زيارته الجنوبية باستقبال يقيمه على شرفه رئيس مجلس النواب نبيه بري في
المصيلح.

ميقاتي سيلتقي كلينتون

وبعيداً عن الجنوب، كشف رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، في لقاء مع الإعلاميين المرافقين له في زيارته لنيويورك أنه سيعقد ابتداءً من اليوم سلسلة لقاءات مع
وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، إضافة الى لقاءات مع رؤساء وفود عربية وأجنبية والسفراء العرب المعتمدين في الأمم المتحدة. كذلك سيلتقي
ميقاتي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبحث في القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وطلب فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وبهذه اللقاءات، يكون
ميقاتي قد فكّ ما يشبه الانقطاع عن دول القرار الذي واجهه منذ قيام حكومته.
ورداً على سؤال، قال ميقاتي إنه «سيركز البحث مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على عدد من المواضيع، منها دعم الجيش وتعزيز القوى الأمنية والعسكرية
اللبنانية».
وعن المحكمة الدولية، لفت الى أن «مصلحة لبنان هي في احترام القرارات الدولية وعدم الانتقائية في تطبيقها، لكن في الوقت ذاته النظر الى مصلحة لبنان كأولوية».
وقال إن «لبنان سيقدم إلى الأمم المتحدة الخرائط اللازمة بشأن المنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة وسيطلب حماية هذه المنطقة».

No comments:

Post a Comment