Friday, September 30, 2011

> ميقاتي: عدم تمويل المحكـمة يخدم إسرائيل

ميقاتي: عدم تمويل المحكـمة يخدم إسرائيل
أكد ميقاتي أن العماد جان قهوجي سيزور واشنطن قريباً لبحث تسليح الجيش (إيمانويل دوناند ــ أ ف ب)

يوم نيويوركي آخر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يخرق
فيه الطوق الذي قيل إنه مفروض حول حكومته منذ تأليفها. والبارز أمس لم يكن لقاءات ميقاتي أو ترؤسه لمجلس الأمن الدولي وحسب، بل الموقف الذي أطلقه بصفته رئيساً
للمجلس، لناحية تأكيده التزام لبنان تمويل المحكمة الدولية

من نيويورك وعائشة بكار، أطلت السياسة برأسها أمس. في الأولى، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرأس مجلس الأمن الدولي. وفي الثانية، عقد «رؤساء» الطوائف اللبنانية
اجتماعاً برزت فيه نجومية البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعدما أدى «خطأ تقني» إلى بث جزء من كلمته التي كان من المفترض أن تُقال بعيداً عن وسائل الإعلام.
ولعل أبرز ما صدر عن ميقاتي في نيويورك هو جزمه بأن لبنان ملتزم تمويل المحكمة الدولية، من دون إيضاحه كيفية إصدار قرار التمويل الخلافي. فصحيح أن ميقاتي سبق
أن أعلن الموقف ذاته في لبنان، إلا أن كلامه أمس يكتسب أهمية إضافية؛ لكونه صادراً عن رئيس مجلس الأمن الدولي. وقد أكد رئيس الحكومة خلال إلقائه كلمة لبنان
المترئس لمجلس الأمن أن الحكومة اللبنانية «ملتزمة دوماً احترام قرارات الشرعية الدولية، بما فيها تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وفقاً لما أكدته
البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة». وفي حديثه إلى الصحافيين بعد اجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة، لفت ميقاتي إلى أنه إذا لم يدفع لبنان ما
يترتب عليه من ميزانية المحكمة، «فإن المتضرر الأول هو لبنان»، سائلاً: «هل هناك أحد في لبنان ضد المصلحة اللبنانية؟»، قبل أن يضع عنواناً جديداً لمعركة التمويل
ويربطه بالعداء لإسرائيل. فبرأي ميقاتي، إن «المستفيد الأول من عدم تمويل المحكمة هو إسرائيل؛ لأننا نكون قد أعطيناها ما لم تستطع أخذه بالحرب، وهي تنتظر الفرصة
لكي تتخذ إجراءات ضد لبنان». وعما إذا كان قد حُمِّل أي رسائل أميركية إلى سوريا، أجاب ميقاتي: «ليس دوري نقل رسائل من أحد لأحد. أنا رئيس وزراء لبنان ومسؤول
عن الشؤون اللبنانية وأقوم بواجباتي بكل ما للكلمة من معنى»، مطمئناً إلى أن «المصارف اللبنانية بخير ولا يوجد أي شيء دولي يتعلق بالمصارف اللبنانية». وقال
إنه أبلغ الأمم المتحدة بكل إحداثيات المنطقة الاقتصادية الخالصة. أما بالنسبة إلى ما قيل عن حصار مفروض عليه وعلى حكومته، فقال رئيس الحكومة إنه «لا أحد يمكنه
أن يحاصر لبنان، لما يمثله من همزة وصل بين الشرق والغرب». وفي السياق ذاته، قال الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، إن الأمم المتحدة يهمها أن «توفّر
الحكومة اللبنانية التمويل اللازم للمحكمة الدولية، فضلاً عن الاهتمام بأوضاع المخيمات الفلسطينية وإعادة إعمار مخيم نهر البارد».
وفي كلمته في جلسة مجلس الأمن المخصصة للتشاور في طلب التصويت لفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، أكد ميقاتي أحقية أن تكون لفلسطين دولة، لافتاً
إلى أن «فلسطين دولة محتلة، وعليه يكون لزاماً علينا أن نساند جهودها في إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وعودة (اللاجئين) إلى أرضهم». وأتى رئيس مجلس الأمن
على ذكر الأحداث الجارية في سوريا، من باب «التأكيد مجدداً حرصه على وحدة أراضيها وشعبها، وأمن جميع أبنائها وسلامتهم».
وغير بعيد عن نيويورك، تسلم وزير المال محمد الصفدي، رئاسة مجلس المحافظين في البنك والصندوق الدوليين في واشنطن، مؤكداً أنه أوضح للسلطات الأميركية، في اجتماعاته
مع مساعد وزير الخزانة الأميركية تشارلز كولينز، «أن ما يُروَّج له عن أن الحكومة اللبنانية هي حكومة خاضعة لـ«حزب الله» هو خطأ يراد منه الضرر للبنان». وأكد
وزير المال أن كولينز «لم يبد أي موقف سلبي بشأن لبنان». وفي الشان السوري، قال الصفدي «إن اعتبار لبنان رئة لسوريا يضر بلبنان، لأنه عندما يفرض المجتمع الدولي
عقوبات على سوريا، فذلك يعني المجتمع الدولي وسوريا، ولا يجب أن يدفع لبنان الثمن بغض النظر».
وبعد أشهر من القطيعة السعودية مع الصفدي، التقى وزير المال أمس نظيره السعودي إبراهيم عبد العزيز العساف الذي أكد، بحسب بيان لمكتب الصفدي، «استمرار دعم المملكة
العربية السعودية للبنان وحرصها على استقراره وازدهار اقتصاده».

قمة روحية في دار الفتوى

وفي دار الفتوى، كان البطريرك الماروني بشارة الراعي نجم «القمة الروحية» من خلال كلامه الذي قاله داخل اجتماع رجال الدين، والذي نقلته من طريق الخطأ إذاعة القرآن
الكريم التابعة لدار الفتوى، قبل أن تقطع بث ما يدور في الخلوة. وشرح الراعي في كلمته المواقف التي أطلقها من باريس، قائلاً إنه طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا
ساركوزي «العمل على توطيد العلاقة بين ميقاتي والحريري من أجل الوحدة داخل الطائفة السنية». أضاف البطريرك أنه قال لساركوزي إن «حل مشكلة سلاح حزب الله ليس
فقط في أيدي اللبنانيين، بل فرنسا والأسرة الدولية تحملان مسؤولية ساسية ودوراً، فحزب الله يبرر سلاحه باحتلال إسرائيل لأرض لبنانية ويبرر سلاحه بعدم قدرة الجيش
على المقاومة وعلى حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية وسواها، فطالبتُ فرنسا والدول المعنية بتسليح الجيش، وإذا ساعدت على تقويته وتسليحه بما يلزم، نستطيع
أن نقول لحزب الله لا حاجة بعد الآن إلى أن تحتفظ بسلاحك».
أضاف الراعي: «يجب ألّا تقود الأحداث الجارية في سوريا إلى حرب أهلية تصبح بين السنّة والعلويين وتحصد ضحايا بريئة ومنها مسيحيون، وبما أن في لبنان المرتبط
عضوياً بسوريا سنّة وعلويين، يخشى أن تمتد الحرب الأهلية إلى ربوعه». وأبدى تخوفه من أن «يكون الانتقال من نظام ديكتاتوري إلى نظام أكثر ديكتاتورية؛ إذ يخشى
أن تتسلم زمام السلطة مجموعة أصولية لكونها ممولة من دول، وألّا يضطر العلويون إذا تحولت الأحداث إلى حرب أهلية إلى إعلان دولتهم».
ولاحقاً، خرج البيان الختامي للقمة بسبعة بنود تُركّز على الوحدة الوطنيّة وتؤكد «أن وجود المسيحيين في الشرق هو وجود تاريخي أصيل ودورهم أساسي وضروري في أوطانهم».
وجاء في البيان أن الحراك الجاري في البلدان العربيّة «المطالب بالحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية، يتيح فرصاً يقتضي الاستفادة منها لحماية هذا الحراك
ومنعه من الانزلاق إلى ما قد يتجه به اتجاهات تنحرف به عن غاياته الأصيلة أو تكون سبباً في إثارة الهواجس والمخاوف.(...) مع تأكيد رفض كل أنواع التدخلات الأجنبية
في الشؤون الداخلية ورفض كل أنواع الظلم والعنف والاستبداد».
على صعيد آخر، رد النائب ميشال عون أمس على اتهام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لخصومه بالدعوة إلى تحالف الأقليات، قائلاً: «من أين اخترع جعجع قصة الأقليات؟»،
مؤكداً أن «الأقليات في سوريا بخطر، وهذا الأمر أقرّ به الأميركيون الذين هم من سبّب المشاكل».
وفي الشؤون المعيشية، لفت عون إلى أن «رئيس لجنة يعرقل قانوناً متعلقاً بقانون المحروقات ويسمح باستخدام الغاز للسيارات»، متوجهاً إلى السائقين بالقول: «المساعدة
التي قُدمت لكم هي شحاذة». أضاف أن هناك مشروعاً للتغطية الصحية الكاملة للشعب اللبناني سيؤدي إلى «تغيير الأسلوب بكامله لينتهي الشعب من الشحاذة».
من جهتها، رأت كتلة المستقبل بعد اجتماعها الدوري أمس أن «إقدام وزير الاتصالات نقولا صحناوي على دخول الطبقة الثانية من مبنى الاتصالات في العدلية من طريق
الكسر والخلع يمثّل اعتداءً على المؤسسات وعلى منطق القانون، والواجب يقضي مساءلته ومحاسبته لدى السلطات المختصة»، مستنكرة ما ورد على لسان «أحد مسؤولي حزب
الله في عرمتى عن أن سلاح الحزب يحمي العيش المشترك والمؤسسات»، واضعة التصريح المذكور في إطار «المآزق التي يسببها فائض القوة لحزب الله».

http://www.al-akhbar.com/
www.al-akhbar.com[1]

No comments:

Post a Comment