Friday, September 23, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الجمعة 23 أيلول/سبتمبر 2011
يوم الجمعة الأوّل بعد عيد الصليب

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
القدّيس بِرنَردُس : "إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ"

إنجيل القدّيس مرقس .31-28:10
بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».
قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً،
إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.
كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة 37 عن نشيد الأناشيد


"إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ"
قال الربّ: "ازرعوا في العدل، واحصدوا رجاء الحياة". هو لم يرسلكم إلى اليوم الأخير حيث يُمنح لكم كلّ شيء فعليًّا وليس من خلال الرجاء؛ كان يتحدّث عن الحاضر. بالطبع، سيصبح فرحنا كبيرًا وابتهاجنا لامتناهٍ عندما تبدأ الحياة الحقيقيّة. لكنّ الرجاء بفرح كبير كهذا لا يمكن إلاّ أن يشعرنا بالفرح. قال بولس الرسول: "كونوا في الرجاء فرحين" (رو12: 12). ولم يقل داود إنّه سيفرح، بل إنّه فرح عندما أمل بدخول بيت الربّ (مز122: 1). لم يكن قد امتلك الحياة بعد، لكنه كان قد حصد رجاء الحياة. وكان يختبر حقيقة الكتاب الذي قال إنّ المكافأة ليست وحدها التي تمنح الفرح، بل "أمل الأبرار فرح" (مثل10: 28). ينبع هذا الفرح من روح ذاك الذي زرع من أجل العدالة، مقتنعًا بأنّ خطاياه مغفورة...

أيّ شخص من بينكم، بعد اختباره البدايات المرّة للارتداد، يفرح حين يشعر بالارتياح جرّاء رجائه بالخيرات التي ينظرها... فهو قد حصد منذ الآن ثمرة دموعه. هو عاين الله وسمعه يقول عن المرأة الفاضلة: "أعطوها من ثمر يديها" (مثل31: 31). كيف يمكن لذاك الذي "ذاق ورأى ما أَطيَبَ الربَّ" (مز34: 9) ألاّ يرى الله؟ يبدو الربّ يسوع طيّبًا للغاية بالنسبة إلى ذاك الذي نال منه ليس مغفرة الخطايا فحسب، إنّما أيضًا موهبة القداسة، وأفضل من ذلك، الوعد بالحياة الأبديّة. طوبى لذلك الذي حصل على حصاد جميل كهذا... لقد صدق النبيّ حين قال: "الَّذينَ بِالدُموعِ يَزرَعون بِالتَّهْليلِ يَحصُدونَ" (مز126: 5)... ما من شرف أرضيّ سيبدو لنا أسمى من رجائنا ومن فرحنا بالرجاء الذي أصبح متجذّرًا في قلوبنا: "الرَّجاء والرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه،َ لأَنَّ مَحَبَّةَ الله أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا" (رو5: 5).

No comments:

Post a Comment