Sunday, September 25, 2011

جال في صور وقانا وحاصبيا ومرجعيون والخيام والنبطية وبنت جبيلالراعي في يومه الجنوبي الثاني: أنا بطريرك كل اللبنانيين وليس المسيحيين

table with 2 columns and 5 rows
   
الراعي في الخيام وخليل والموسوي وهاشم يتقدمون مستقبليه (ادوار العشي)    
.. ومباركاً المواطنين في مرجعيون (إدوار العشي) 
...وفي قانا (حسين سعد)  
مزيد من الصور 
table end

أعطت جولة البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال اليومين الماضيين في الجنوب، دلالات بالغة الرمزية وحملت معاني سياسية وروحية واجتماعية، وكان لافتا للانتباه
الاستقبال الشعبي والرسمي للبطريرك والذي كان على رأسه «حزب الله» وحركة «أمل» وفعاليات المناطق التي جال فيها الراعي.
وشكلت الزيارة التي استهلها في صور وقانا أول من امس، مرورا بحاصبيا ومرجعيون والخيام والنبطية وبنت جبيل، امس، والتي تختتم اليوم بمأدبة غداء يقيمها رئيس مجلس
النواب نبيه بري للراعي في المصيلح، مناسبة لمواقف نوعية جديدة للراعي الذي اعتبر ان جولته «هي لتهنئة أبناء الجنوب بانتصارهم وصمودهم، وهم الذين قدموا كل شيء
من أجل لبنان». ونوه بدور المقاومة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، ودعا الى البقاء «متيقظين لاننا لا نزال نواجه أخطار التقسيم والتفتيت في المنطقة».

صور

استقبل الراعي أول من امس في صور بحفاوة كبيرة. وشارك في محطة الاستقبال الاولى التي نظمتها بلدية صور، حركة «امل» و«حزب الله» وفعاليات المدينة، فاستقبل الراعي
الوزير محمد فنيش والنواب ميشال موسى وعلي خريس وعبد المجيد صالح، والمطارنة شكر الله نبيل الحاج وجورج بقعوني ويوحنا حداد ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد
الله ومفتي صور الشيخ مدرار الحبال ومحافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر والقائمقام سعد الله غابي.
ولدى وصوله الى ساحة السرايا، القى عضو بلدية صور جورج غنيمة كلمة، ثم سلمه رئيس البلدية حسن دبوق مفتاح المدينة بصفته «المواطن الصوري الاول».
ووجه الراعي في كلمة مقتضبة، تحت المطر، تحية الى «كل الذين تعاقبوا على قيادة هذه المدينة من مطارنة ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وبخاصة الامام موسى الصدر الذي
نعيش افكاره وتطلعاته في العيش المشترك والمحبة والعطاء», موجها التحية الى كل الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن.
ثم توجه مع مستقبليه الى كاتدرائية سيدة البحار المارونية، سيرا على الأقدام، حيث استقبله المطران الحاج وألقى كلمة. ثم انتقل مشيا الى مطرانية الروم الكاثوليك.
ثم مضى مشيا ايضا الى مطرانية الروم الارثوذكس حيث استقبله المطران الياس كفوري والارشمندريت جاك خليل.

قانا

بعدها انتقل الراعي إلى بلدة قانا، حيث كانت في استقباله السيدة رندة بري ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان علي خريس وعبد المجيد صالح ورئيس بلدية
قانا محمد جميل عطية. وبدأ الراعي زيارته لقانا من كنيسة البلدة ثم انتقل الى أضرحة شهداء مجزرة قانا، فوضع إكليلا من الزهر على الأضرحة.
وتفقد الراعي مغارة قانا حيث أعد له استقبال كبير، بحضور بري والسيدة جويس الجميل والنائبين خريس وصالح ورجال دين وفاعليات. وألقى رئيس بلدية قانا محمد عطية
كلمة ترحيبية، وتحدثت بعده بري فرحبت بالراعي على «ارض الجنوب، أرض القداسة والديانات، أرض المحبة والشراكة».
ثم تحدث البطريرك الماروني فقال: أوجه من خلالك التحية للرئيس نبيه بري الذي نستطيع ان نسميه حامي ومحامي ومعزز قانا مهد لبنان، كما الشكر للسيدة جويس الجميل
ومن خلالها للرئيس الاسبق امين الجميل.
وقال: كلنا يدرك ان لا معنى لوجودنا كمسيحيين من دون المسلمين ولا معنى لوجود المسلمين من دون المسيحيين لاننا اصبحنا عائلة واحدة. وذكر بشهداء مجزرة قانا «وكل
الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن. لولاهم جميعا لما جئنا الى هنا ولما كان لبنان».
ثم عاد الراعي الى صور حيث لبى دعوة رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني الى الغداء في استراحة صور، وألقى فنيش كلمة استذكر فيها مواقف الراعي وقال:
لقد قرأنا في هذه المواقف الجريئة الوطنية رؤية وطنية تصلح لنتلاقى كلبنانيين لنجدد تمسكنا بالثوابت التي تحمي وحدة العيش المشترك بل العيش الواحد التي تقي
لبنان شرور المشاريع التي تهدف الى تفتيت المنطقة.
ونوه خريس بمواقف الراعي «التي تعيدنا بالذاكرة الى مواقف الامام موسى الصدر سنة 1975». وأشاد بموقفه «الداعي الى الانسحاب الاسرائيلي من اراضينا في شبعا وتلال
كفرشوبا وفي بلدة الغجر، كما الدعوة الى ضرورة تنفيذ القرار 194».
من جهته، قال الراعي: «بروح المحبة والشركة آتي الى صور، الى الجنوب، الى سياج الوطن، بتعليمنا اللبناني الشركة هي الميثاق الوطني اي ميثاق العيش معا، اي وحدتنا.
آتي الى صور الى الجنوب من أجل إحياء الميثاق الوطني وإحياء الوحدة اما الشراكة فهي تجسيد وترجمة الميثاق الوطني، الشراكة هي التقاسم في المسؤوليات الشراكة
هي الوعاء الذي يحمي الشركة».
وقال: اذا فقدنا نحن في لبنان هذا الاساس المشترك، الشركة المترجمة بالشراكة بروح المحبة نحن نفقد ذاتنا، كل ما قيل الآن وما نقرأ في الكتب وما بقي من ماض افتخر
به، كل ما علم الامام السيد موسى الصدر. عندما دعا الى وحدة اللبنانيين كان يدعو الى الشركة، عندما دعا الى ان يعيش اللبنانيون ويتقاسموا الهموم والمسؤولية
لا الحصص، يتقاسموا العطاء والبذل والتفاني كان يعني الشراكة وكل ما دعا اليه الإمام الصدر هو المحبة.
وتخلل الاحتفال كلمة لرئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني. كما زار الراعي مؤسسات الامام الصدر في المدينة حيث كانت في استقباله السيدة رباب الصدر.
وختم جولته في منطقة صور بزيارة بلدة علما الشعب, كما زار مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة ملتقيا قائدها الجنرال البرتو اسارتا.
وزار الراعي بلدة العدوسية والتقى رعيتها قبل أن ينتقل ليل أول من أمس الى بلدة القليعة في قضاء مرجعيون حيث احتفل بالقداس الالهي في كنيسة مار جرجس بعيد الثامنة
مساء والتقى المكرسين والمكرسات فيها قبل أن تقام مأدبة عشاء على شرفه شارك فيها حشد كبير من ابناء المنطقة وقياداتها. وأمضى ليلته في القليعة.

حاصبيا

واستهل الراعي جولته الجنوبية امس بزيارة معبد خلوات البياضة، حيث كان في استقباله كبار المشايخ، الوزير وائل ابو فاعور ممثلا النائب وليد جنبلاط ، النائب طلال
ارسلان الذي واكب الراعي من القليعة الى البياضة، الوزير علي حسن خليل، الوزير مروان خير الدين، النواب اسعد حردان، قاسم هاشم وانور الخليل ممثلا بنجله زياد
واللواء عصام ابو جمرا والوزير السابق كرم كرم.
وبعد كلمة ترحيبية من الشيخ غالب قيس، تحدث الراعي وقال: نحن نجدد هنا التزامنا بالمحافظة على عائلاتنا اللبنانية المتنوعة بأديانها وطوائفها ومذاهبها، معا
تعالوا نطوي صفحة الماضي ونتطلع الى الأمام ونتطلع الى المستقبل، تعالوا نعلن التزامنا بمستقبل افضل.
ورحب ابو فاعور بالراعي واعتبر ان هذه الزيارة هي خطوة تمهد لمستقبل لبناني يقوم على التفاهم وعلى الوحدة الوطنية بعيدا عن منطق الأحاديات والثنائيات او الثلاثيات
طائفية او سياسية التي لا تشكل ضمانة لأحد. وأشاد بمصالحة الجبل التاريخية.
ثم اخذ الشيخ فندي جمال الدين شجاع أحد كبار مشايخ البياضة الكلمة وقال «ان الكلمات من الجميع تجاهلت عن قصد مصالحة الجبل التاريخية»، منتقدا «ما يحكى عن تحالف
الأقليات الدينية في المنطقة». كما انتقد البعض ممن تحدثوا في أمور تسيء الى الموقف العام للموحدين الدروز.
وألقى زياد أنور الخليل كلمة قال فيها «لقد أعدْتم الاعتبار من خلال مواقفكم الجريئة لمجد لبنان، الذي حاول ويحاول البعض المساس به وهدمه».
وافتتح الراعي في بلدة كوكبا ساحة القديسة تيريزيا الطفل يسوع، كما زار كنيسة الموارنة في حاصبيا حيث القى زياد الخليل كلمة قال خلالها ان مجد لبنان «يكون في
تلاقي الإرادة الجامعة لرفض كل أنواع التسويات على حساب لبنان ومنها التوطين».

مرجعيون

ثم انتقل الراعي إلى مطرانية سيدة الخلاص في مدينة مرجعيون، وتقدم مستقبليه متروبوليت مرجعيون وصيدا وصور للروم الارثوذكس المطران الياس الكفوري والوزير علي
حسن خليل والنائبان اسعد حردان وقاسم هاشم وشخصيات من حركة «أمل و«حزب الله».
واعتبر الراعي ان «لبنان أمام تحدي لم الشمل وإعادة بناء نسيجه الاجتماعي لنعيش جمال الشركة والمحبة، ونرجو ان نشدد الثوابت بين بعضنا ونعي ما ينتظرنا من مسؤوليات
ونجلس على طاولة الحوار». وقال: زيارتي للجنوب هي لتهنئة أبناء الجنوب بانتصارهم وصمودهم، وهم الذين قدموا كل شيء من أجل لبنان. تحية لكل أبناء الجنوب الذين
قاوموا وصبروا لاجل لبنان لكي يبقى سيدا حرا مستقلا.
وقدم كفوري للراعي أيقونة السيد المسيح.
يذكر انه خلال توجه الراعي الى بلدة القليعة، مروراً بدير ميماس، أقيم له حفل استقبال عند مدخل البلدة. وفي برج الملوك انتظرته الجموع أمام كنيسة القديس جاورجيوس
على الطريق العام.

الخيام

وكانت المحطة التالية في الخيام التي استقبلت الراعي بحفاوة على وقع قرع جرس كنيسة البلدة ورفع أذان التكبير من جامع الخيام وكان في مقدمة المستقبلين الوزير
خليل، النائبان نواف الموسوي وقاسم هاشم والوزير السابق كرم كرم.
وبعد كلمة لرئيس بلدية الخيام عباس عواضة ألقى خليل كلمة قال فيها: معا يا سيدنا نحن اقوى ومعا نصنع اتحادا لن تتمكن منه المؤامرات ومشاريع التفتيت. ونحن نقدر
كثيرا انكم نقلتم احد بكركي وقداسها من صرح الوطن الى طرفه الجنوبي وكنتم راعيا لكل الرعية ووسعتم انتشاركم ليأخذ شكل الوطن كل الوطن.
وبعد كلمة للمطران الحاج تحدث الموسوي الذي نوه بمواقف الراعي في فرنسا، وسأل «الذين يتباهون بأقوالهم، اين حقوق لبنان في الدفاع عن نفسه واسترجاع اراضيه في
مواجهة العدو الاسرائيلي؟ نحن على ثوابتنا مع غبطته لمحاربة التقسيم والحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى الوحدات القائمة في هذه المنطقة».
ونوه الراعي بدور المقاومة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وقال: يجب ان نبقى متيقظين لاننا لا نزال نواجه أخطار التقسيم والتفتيت في المنطقة.
ولدى وصوله الى العيشية، اعتبر الراعي أن «الجميع يتحمل مسؤولية الانطلاق إلى الأمام ونتأمل مع المسؤولين أن يعود كل اللبنانيين إلى قراهم».

النبطية

ووصل الراعي عصر امس إلى مدينة النبطية، عبر طريق العيشية، الجرمق، كفررمان، حيث أعدت له استقبالات في كل قرية مر بها، وترجل في كفررمان حيث استقبل بنثر الأرز
والورود، وألقى كلمة حيا فيها مستقبليه. وألقى عضو بلدية كفررمان ياسر علي أحمد كلمة.
وكانت المحطة الأولى للراعي في النبطية، في النادي الحسيني، الذي غص بالحضور يتقدمهم النواب: محمد رعد، علي عسيران، ميشال موسى، زياد أسود وهاني قبيسي وألقيت
في الاحتفال كلمات لكل من النائبين رعد وقبيسي، محافظ النبطية محمــود المولى وإمام النبطية عبد الحسين صادق، شــددت على أهمية مواقف الراعي وأهمية الشعار الذي
رفعه «شركة ومحبة»، وانه يجــسد التواصــل بين اللبنانيين ويؤكد على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
وانتقل الراعي إلى محيط دار المعلمين والمعلمات في النبطية ثم وصل إلى دير مار أنطونيوس في النبطية الفوقا حيث ترأس صلاة على نية أهالي البلدة. ثم توجه الى
باحة الدير حيث شدد على أهمية القداسة والمحبة وشركة التواصل بين جميع اللبنانيين.

بنت جبيل

بعد ذلك توجه الراعي الى بلدة الكفور، ومنها الى بلدة بنت جبيل عن طريق الخردلي، برج قلاويه، السلطانية، تبنين، كونين، صف الهوا حيث أقيم له استقبال كبير عند
المدخل الشمالي لمدينة بنت جبيل شارك فيه النائبين حسن فضل الله وعلي بزي.
وبعد أن وصف المدينة بـ«عاصمة العيش المشترك»، أكد الراعي في كلمته أمام الأهالي أن اللبنانيين انتصروا على محاولة تفتيت بلدهم وعرفوا كيف يريقون الدم للحفاظ
عليه. كما دعا الى الجلوس على طاولة الحوار كي لا يضيع الدم.
وأعرب عن سعادته بهذه الثقة والمحبة التي سلّمه إياها الجنوبيون خلال يومي الزيارة والذين أثبتوا أن البطريرك هو لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين فقط.
وبعد كلمة ترحيبية من رئيس البلدية عفيف بزي، أثنى النائب بزي على جرأة الراعي مثمناً مواقفه الرسالية التي ينشرها بين اللبنانيين، معتبراً أنها ترجمة لإرشاد
الكرسي الرسولي ورسالة الأنبياء.
اما فضل الله فأشار الى أن مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي هزمناه في تموز يطل برأسه من جديد عبر العمل على إنشاء دويلات اثنية وطائفية في المنطقة وسنهزمه معاً
هذه المرة.
بعدها قدم رئيس البلدية كتاب «بنت جبيل ذكريات مصورة» كهدية تذكارية للراعي، قبل أن ينتقل الى دبل حيث اقيم له استقبال جماهيري في ساحة البلدة، فيختتم يومه
الجنوبي الثاني في رميش، حيث بات ليلته في دير كنيسة السيدة.

No comments:

Post a Comment