Thursday, September 29, 2011

العمال يختبرون جدية حكومتهم: تصحـيـح الأجـور ... أو الإضـراب
اذا كانت فلسطين قد أعطت لمشاركة لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وترؤسه لجلسات مجلس الأمن، بعدا تاريخيا، فان العودة الى جدول الأعمال المحلي،
تضع الحكومة أمام تحديات داخلية عدة، أبرزها سياسيا، تمويل المحكمة الدولية، واجتماعيا، ملف تصحيح الأجور، في ضوء الاضراب العمالي المقرر في الثاني عشر من ت1،
بالاضافة الى ملـف التنقـيب البحري عن الغاز.
وتعقد لجنة مؤشر غلاء المعيشة، اليوم، اول اجتماع لها برئاسة وزير العمل شربل نحاس، حيث سيعرض الاتحاد العمالي العام، مطالبه لجهة التضخم التراكمي منذ العام
1996 وحتى العام 2010، حيث بلغ التضخم 120% بما يعني ان الاجور خسرت 60% من قيمتها الشرائية.
وسيطالب الاتحاد، برفع الحد الادنى للاجور، الى مليون و250 الف ليرة، كما سيطالب بزيادة تعويض النقل، بمعدل اربعة الاف ليرة يوميا، ليصبح 12 الف ليرة، كما سيطالب
بمضاعفة المنح المدرسية للقطاع الخاص من 500 الف ليرة على الولد الى مليون ليرة.
وفي المقابل، سيعرض اصحاب العمل وجهة نظرهم «للانعكاس السلبي لتصحيح الاجور على المؤسسات وعلى فرص العمل» على حد تعبير أحد أركان الهيئات الاقتصادية. وقال رئيس
الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ«السفير» «اما ان يحصل الاتحاد على تصحيح للاجور وتعزيز للتقديمات، واما انه ذاهب الى الاضراب المفتوح».
وقال وزير العمل شربل نحاس لـ«السفير» انه سيتم استعراض تطور الامور وارتفاع الاسعار، ونحن نأمل ان يتم التوصل الى نتائج مرضية، وفي أي حال نحن سنستمع الى ما
سيطرحه الاطراف المعنيون، وفي ضوء ذلك سنقرر الخطوات التالية.
ورجحت مصادر معنية ان يشكل اجتماع اليوم، بداية لاجتماعات مقبلة لاستكمال البحث، قبل ان يرفع شربل نحاس تقريره الى مجلس الوزراء، في جلسته المقررة في الخامس
من تشرين الاول المقبل (راجع ص 6).
وفيما انتقل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك الى واشنطن في زيارة خاصة تستمر لساعات، يتوجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، الى ايران للمشاركة في
اعمال المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، على ان ينتقل منها في زيارة رسمية الى ارمينيا، فيما يغادر البطريرك الماروني بشارة الراعي بيروت غدا
متوجها في زيارة رعوية الى الولايات المتحدة تستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل.
يأتي ذلك، وسط زحمة وفود عسكرية اميركية الى بيروت في الايام الاخيرة، بالتزامن مع ليونة اميركية حيال موضوع المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، ينتظر أن تتبلور
بصورة أوضح مع الزيارة الرسمية التي سيقوم بها قائد الجيش العماد جان قهوجي للولايات المتحدة، في منتصف تشرين الأول، بدعوة رسمية نقلها اليه، أمس، مدير الشؤون
السياسية والعسكرية لمنطقة الشرق الأوسط في هيئة رئاسة الأركان المشتركة الجنرال جون تشارلتون، حيث سيعقد سلسلة لقاءات أبرزها مع القائد الجديد لهيئة رئاسة
الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي.
على صعيد آخر، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد امس، الرئيس عمر كرامي ونجله وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، وجرى بحث حول الأحداث في سوريا و«محاولات استهداف
أمنها واستقرارها»، كما تطرق الحديث إلى الأوضاع في لبنان.
وقالت اوساط قريبة من الرئيس كرامي ان اللقاء تخلله غداء مع الرئيس الاسد، واشارت الى ان الرئيس كرامي لمس اجواء ايجابية جدا ومريحة لدى الرئيس السوري، تؤشر
الى خروج سوريا من الازمة، مع تشديد القيادة السورية على استكمال الاصلاحات والحوار الداخلي بين كل مكونات الشعب السوري.
ويأتي هذا اللقاء بعد اربع وعشرين ساعة على استقبال الرئيس الاسد للرئيس سليم الحص، ولم تستبعد مصادر متابعة، ان يكون لقاء الرئيس الاسد بالرئيسين الحص وكرامي،
في سياق لقاءات لبنانية قرر الرئيس السوري ان يجريها في هذه الفترة.
وفي سياق متصل، كان لافتا الاتصال الذي جرى بين رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والقيادة السورية، وتمثل في ايفاده وزير الاشغال غازي العريضي الى
العاصمة السورية حيث التقى نائب معاون رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف. وقال جنبلاط لـ«السفير» انه ما زال عند رأيه بضرورة أن ينفذ النظام السوري خطوات إصلاحية
نوعية وعاجلة، «فهذه هي نصيحتي، وهم أحرار في اتخاذ القرار المناســب».
من جهة ثانية، نفى جنبلاط حصول أي تحوّل في مقاربته لملف سلاح المقاومة، مؤكدا تمسكه بنظريته الأساسية القائمة على قاعدة الاستيعاب التدريجي لهذا السلاح ضمن
الدولة، عندما تقرر المقاومة ذلك، مع نضوج الظروف السياسية والعسكرية الملائمة، ولكن حتى ذلك الحين، تبقى معادلة الجيش والشعب والمقاومة سارية المفعول، لكن
لا بد في يوم ما من استيعاب متدرج للسلاح، وفق توقيت منسق مع المقاومة، حتى يكتمل بناء الدولة، ويصبح قرار الحرب والسلم في يدها.

No comments:

Post a Comment