Wednesday, September 21, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الخميس 22 أيلول/سبتمبر 2011
الخميس الأوّل بعد عيد الصليب
في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار فوقا تلميذ يوحنّا الشهيد

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ : "واحِدَةٌ تَنقُصُكَ"

إنجيل القدّيس مرقس .27-17:10
أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ».
فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي».
وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة.
فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!».
ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله!
إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله».
فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟».
فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن».




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150 - نحو 215)، لاهوتيّ
عظة "فمَن يقدر أن يخلص؟"


"واحِدَةٌ تَنقُصُكَ"
ثمّة نوع من الثراء يزرع الموت أينما حلّ: تحرّروا منه وستنالون الخلاص. طهّروا نفوسكم واجعلوها فقيرةً لكي تسمعوا نداء المخلّص الذي يكرّر على مسامعكم: "تعالَ فاتْبَعْنِي". فهو الطريق الذي يسلكه كلّ من لديه قلب طاهر، ونعمة الله لا تنسكب في النفوس التي تكبّلها الممتلكات الماديّة وتمزّقها.

وكلّ من يعتبر أنّ ثروته وماله ومنزله وممتلكاته هي عطيّة من الله، يعبّر عن امتنانه للآب السماويّ من خلال مساعدة الفقراء. وهو يعلم أنّه يمتلك تلك الأشياء كلّها ليخدم بها إخوته أكثر من نفسه، ويبقى سيّدًا على ثروته بدلَ أن يكون عبدًا لها. وهو لا يتمسّك بممتلكاته ولا يجعل حياته مكبّلةً بها، بل يواصل عمله الإلهي بلا كلل. وإذا خسر يومًا ما ثروته، يقبل خسارته بقلب حرّ. هذا هو الذي يدعوه الله طوباويًّا و"فقيرًا في الروح"، والذي يرث حتمًا ملكوت السماوات (متى5: 3)...

وفي المقابل، ثمّة من يملأ قلبه بثرواته بدلَ أن يمتلئ من الروح القدس. هذا هو الذي يتمسّك بأمواله وأراضيه ويكدّس الثروات بلا حدود، وكلّ ما يهمّه هو أن يجمع المزيد والمزيد منها. هو لا يرفع عينيه أبدًا إلى السماء ويقع فريسةً لأفخاخ هذا العالم لأنّه تراب وإلى التراب يعود (تك3: 19). كيف لهذا المرء أن يشعر بشوق إلى ملكوت الله، وقلبه حقل من الألغام؟ فالموت سيباغته لا محالة بسبب رغباته المنحرفة، "فحَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ" (متى 6: 21).

No comments:

Post a Comment