Wednesday, September 21, 2011

«باريس سُعدت باستقبال الراعي المرجع الوطني الهام في لبنان»بييتون في بكركي: أسف لجدل غير مبرر بعد زيارة فرنسا
الراعي مستقبلا بييتون
غراسيا بيطار
كما الراعي، بكركي لا تستكين. صحيح أن التصريحات من على المنبر الكنسي «قمعت» لكن آذان الجدران البطريركية تسجّل الكثير. التحضير في أوجه للاجتماع الماروني
الموسّع في الثالث والعشرين من الجاري. الدعوات وزعتها أمانة سر البطريركية ولم يعتذر أحد من الأقطاب الموارنة الأربعة ونوابهم. على الأقل حتى الآن. يعود الراعي
من «فتحه» في بعلبك والهرمل. وقبل أن يستريح في الديمان، يعرّج على بكركي لاســـتقبال زائر ديبلوماسي طلب موعداً منذ مدة كادت تتحول طويلة. إنه الســفير الفرنسي
في بيروت دوني بييتون الذي اتصل بالأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة وطلب إرجاء موعده في «الوتوات»، ليظهر في كسروان.
لم ينس بعض الناس ما أدلى به الديبلوماسي الفرنسي الأشقر صاحب العينين الزرقاوين عن «خيبة أمل حكومتي من تصريحات الراعي وضرورة استيضاحه عن مواقفه التي أدلى
بها في فرنسا». مذذاك التصريح انطلق قطار الاتصالات على سكة لبنان فرنسا وعلى كل الخطوط البطريركية والديبلوماسية والسياسية والفاتيكانية. بدا أن التصريح من
عنديات الخارجية الفرنسية ودوائر الأليزيه ذلك أن تقييم بييتون للزيارة البطريركية الى باريس كان ايجابياً ومن على عتبة السرايا الكبيرة غداة انتهاء الزيارة
مباشرة.
الكنيسة تؤثر الصمت تاركة للسفارة الفرنسية إصدار بيان عن لقاء الأمس. وهكذا حصل. وأوساطها تكتفي بوصف اللقاء بين البطريرك الراعي والسفير بـ«الممتاز» وسادته
«أجواء من الصراحة والوضوح والشفافية استذكر فيها الجانبان تاريخية زيارة البطريرك لفرنسا وأهميتها واللقاءات التي تخللتها وخاصة مع الرئيس نيكولا ساركوزي».
وكان «تأكيد بأن لا شيء يؤثر على العلاقة بين البطريركية المارونية وفرنسا بشكل خاص وبين لبنان وفرنسا بشكل عام». وماذا عن «استيضاحات» بييتون؟ أجابت: «كانت
هناك مصارحة وليس الأمر استجواباً كما يحلو للبعض أن يصوره سواء من ناحية السفير أم البطريرك وعرض كل جانب لوجهة نظره». اللقاء الذي تم في حضور المطران سمير
مظلوم ومسؤول في السفارة مرافق لبييتون والمقرر.
لماذا قال بييتون ما قاله ولماذا قصد الراعي ولماذا أصدر بيانه؟ تجيب أوساط متابعة لـ«السفير» أن «ما أدلى به البطريرك الراعي من مواقف جاء على مسمع من الجميع
من فرنسيين ولبنانيين شاركوا في اللقاءات التي عقدها هناك، وبالتالي إن الطريقة التي توجه بها السفير الفرنسي الى الراعي لم تكن مقبولة وهذا ما أوصلته جهات
ديبلوماسية لبنانية معنية الى الإدارة الفرنسية بـ«طريقة العتب». فإذا كان بالفعل ثمة استيضاح أو إستفسار فحكما ليس عبر الإعلام وإثارة ضجة لا مبرر لها وتسير
في السياق نفسه لتصريحات فريق محدد من اللبنانيين».
هل هناك احتمال أن يكون السفير بييتون قد تصرف بشكل فردي؟ تجيب الأوساط: «ليس من عادات المسؤولين الديبلوماسيين الفرنسيين الإدلاء بأي موقف إلا بالتنسيق مع
إدارتهم». وعليه، جاءت زيارة بييتون «تبريرية» لموقفه السابق وهذا ما انعكس في بيان وزعته السفارة الفرنسية لاحقاً وتضمن الآتي: أعرب بييتون للراعي «كم كانت
السلطات الفرنسية سعيدة باستقباله وهي ترى ان زيارة غبطته إلى فرنسا تؤكد على استمرار تقليد يعكس العلاقات الثابتة التي لا مساس بها مع البطريركية المارونية
التي تمثل، بما هو أبعد من الطائفة المارونية، مرجعاً وطنياً هاماً في لبنان. كانت هذه الزيارة مناسبة لإجراء لقاءات صريحة وحارة مع أعلى السلطات الفرنسية.
وسمحت هذه اللقاءات باستعراض المشاكل التي تؤثر على الوضع في لبنان والمنطقة، نظراً بشكل خاص للقمع الجاري في سوريا وأعمال العنف ضد الشعب وما يمكن أن يكون
لهذه الأحداث من انعكاسات سلبية على الأقليات في المنطقة. تعتبر فرنسا، في ما يخصها، أن الجدل الذي أعقب هذه الزيارة مؤسف ولم يكن من مبرر لحصوله. وهي تؤكد
بكل الحالات انه لن يترك أي اثرٍ على صلابة الروابط التي لا يمكن فك أواصرها بين فرنسا والكنيسة المارونية، وبينها وبين لبنان بجميع مكوّناته».
ولدى مشاركة السفير الفرنسي ليلا في إحدى المناسبات في البريستول سألته «السفير» عن البيان الموزع من السفارة فأجاب «يعبر عن موقف فرنسا الرسمي ولا أريد أن
أضيف اليه شيئا».
يمرّ «القطوع» الفرنسي وتليه عينة من «الإقتحامات الآذارية» لمواقف الراعي. سامي الجميّل في بكركي «مستوضحا»، على ما وعد علنا، وجها لوجه رأس الكنيسة عن آخر
مواقفه. لا يخفي الراعي انزعاجه من بعض التصريحات التي وصفها سابقاً بـ«السطحية» ويجدّد عزمه على السير ضمن قناعاته. من الزوار الوزير نقولا الصحناوي والبحث
طال شؤون وشجون وزارته. الراعي يتصل بمفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ويقاربان سوية الأوضاع العامة في البلاد.

No comments:

Post a Comment