Sunday, September 25, 2011

"القوات" تجيّر "قداس الشهداء" لصفير.. وترفع سقف خطابهاجعجع يرد على الراعي: نرفض تحالف الاقليات.. وتزوير تاريخنا
صفير متابعاً كلمة جعجع
غراسيا بيطار
لم يخيّب الموعد السنوي "القواتي" آمال من انتظره. الخطاب مباشرة نحو الهدف "حيث لا يجرؤ الآخرون". التنظيم لا غبار عليه. إذ لا عفوية هنا. حتى الابتسامة مدروسة.
وربما الدمعة. وبين ملعب فؤاد شهاب في جونيه وعرس قانا في الجنوب، دخول بطريركي واحد بـ"شعوب" مختلفة.
في الجنوب، عناق مسيحيي الأطراف مع أب تعطشوا لبركة رائحته البطريركية فـ"تعرفوا" أخيرا على رأس كنيستهم، وفي المقلب الكسرواني "دخول الظافرين" للكاردينال نصر
الله صفير بين غابة من الرايات القواتية. هناك ترجمة لـ"الشركة والمحبة"، وهنا دعوة الى التصبر على "الأيام البائسة" مع ضحكة مواكبة من سمير جعجع.
بدا المشهد في الملعب الشهابي وكأنه "حلقة البرايم" بعد عدة "بروفات". ومن طقوس تلك المشهدية كانت الوردة الحمراء التي تنقلت من يد "مستقبل القوات" الى منشد
"أرزة مسيجة بالدم" عبدو ياغي الى جعجع فالبطريرك صفير الذي آثر الاكتفاء بإعطاء البركة. لكن نزولا عند "الإصرار القواتي" استذكر "بؤس" الأيام الحالية.. مع
تصفيق حاد.
منذ الصباح، بدأ الاحتشاد القواتي في الملعب. وعند ساعة الذروة في الخامسة بعد الظهر لم يأت الحضور على قدر توقعات المنظمين وقيل ان الأمطار فعلت فعلها. ولكنها
لم تؤثر على "هيكلة" الحدث. صور الشهداء والشاشات العملاقة واللافتات و"كشافة الحرية" وكل "الطقوس" القواتية حضرت في مناسبة إحياء "الذكرى السنوية لشهداء المقاومة
اللبنانية".
وكما في التنظيم كذلك في الحضور. كل الوجوه المتوقعة حضرت. من أمين الجميل الى فؤاد السنيورة وسعد الحريري ممثلين بنهاد المشنوق وعمار حوري، الى نواب ووزراء
وقيادات من "14 آذار" و"الجميلين" سامي ونديم، وفعاليات عامة مثل نعمت إفرام وروز الشويري بالإضافة الى ممثل عن كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير عام
قوى الأمن اللواء أشرف ريفي، ولم يحظ أحد من الحضور بما في ذلك جعجع وزوجته ستريدا، بمثل ما حظي به صفير لحظة دخوله في ظل طقوس احتفالية.. استحق معه القول أن
مهرجان "القوات" كان مهرجان الكاردينال صفير بامتياز.. نكاية براعي القداس.
"البركة الرسولية" من راعي القداس، البطريرك بشارة الراعي، تلاها المطران رولان أبو جودة في الرقيم البطريركي. وفي صيغة مغايرة لكل سنة، لم تحضر السياسة بمعناها
الحصري في الرقيم الذي جاء فيه: "كنتم بين الأوائل في تكوين المقاومة اللبنانية والرب يرسلكم اليوم مقاومين من نوع آخر الى زرع الرجاء في قلوب الشباب اللبناني
الذين سئموا العنف والانقسامات والى توفير محل مرموق لهم في بنى الحياة الإجتماعية ومراكز القرار يمكنهم من أن يكونوا قوة تجددية في الكنيسة والمجتمع والوطن".

أما ما يميز الاحتفال هذا العام، فرآه الرقيم في "النقد الذاتي الذي أجريتموه على أنفسكم ودام خمس سنوات وتوج مؤخرا بمؤتمر خرجت معه القوات حزبا مؤسساتيا ديمقراطيا
وهذه نهضة رائدة لكنها مسؤولية كبيرة".
بـ"عدم الخوف" استهل جعجع كلمته. "لا نخاف أحدا ولن نخاف أحدا ولا نريد ضمانات من أحد. ولن نستجدي أمنا ولا أمانا ونعرف كيف نتدبر أمرنا". وفي سياق هجومه على
"حزب الله" وسوريا، سأل: "من هاجم المسيحيين في لبنان ومن قتلهم ومن دمر كنائسنا؟ من قصف كنيسة سيدة النجاة؟ من قصف الأشرفية؟ وزحلة؟ ومن خلف وراءه سلاحا غير
شرعي؟...".
وعلى طريقة سامي الجميل عن "تصنيف المواطنين درجات"، قال جعجع: "لم يعد مقبولا تصنيف اللبنانيين بحسب انتماءاتهم الحزبية فهذا مواطن من "حزب الله" يحق له ما
لا يحق لغيره". وتابع: "من يقتل إخوة لنا ليس الطرف الصالح لا لصداقة ولا لتحالف يدعو اليه البعض ويسميه تحالف الأقليات وإنما هو تحالف أقليات السلطة والمال".

اسم راعي القداس، البطريرك بشارة، لم يذكره جعجع البتة. لكنه خصّه برسالة قائلا: "إن الخوف من التطرف مبرر ومشروع ولكن هذا الخوف لا يبيح المحظورات ولا يفترض
انقلابا جذريا على كل القيم الإنسانية والمسيحية. وللخائفين من ظهور أنظمة أكثر تشددا نقول: أي تشدد أخطر من الذي شهدناه في لبنان على مدى ثلاثة عقود والذي
قصم ظهر المسيحيين؟".
وبعدما استهجن موقف الحكومة اللبنانية مما يجري في سوريا، حذر جعجع من مصادرة الثروة النفطية للشعب اللبناني تحت ستار المقاومة واعتبر أن الأوان آن لمحكمة لبنان،
وهو شعار المناسبة، توجه الى "رافعة" الحدث القواتي بكلمة. وصف جعجع الكاردينال صفير بأحد "بطاركة الموارنة التاريخيين الذين علمونا أن الموت بحرية في كنف جبالنا
الصعبة خير ألف مرة من العيش أذلاء في ذمة طاغية من هنا أو ديكتاتور من هناك".

No comments:

Post a Comment