Saturday, September 17, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الأحد 18 أيلول/سبتمبر 2011
الأحد الأوّل بعد عيد الصليب: طلب ابني ذبدى

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم : شرب كأس الربّ للجلوس عن يمينه

إنجيل القدّيس مرقس .45-35:10
دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ».
فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟».
قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».
فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟».
قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم».
ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم.
أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛
لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
العظات عن إنجيل متّى، العظة 65


شرب كأس الربّ للجلوس عن يمينه
من خلال والدتهما وبحضور زملائهما، طلب ابنا زبدى من معلّمهما ما يلي: "امنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ" (مر10: 37). لكن سرعان ما بادر المسيح إلى إزالة أوهامهما من خلال قوله إنه يفترض بهما تحمّل الإهانات والاضطهاد وحتّى الموت: "إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان: أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟" لا يتفاجأنّ أحد برؤية الرسل يتّخذون هذه المواقف المثيرة للجدل. انتظر حتّى يكتمل سرّ الصليب وحتّى تحلّ عليهم قوّة الروح القدس. إن أردت رؤية قوّة إيمانهم، انظر إليهم لاحقًا وستراهم متغلّبين على أنواع الضعف البشري كلّها. لم يخفِ المسيح حقارتهم، كي ترى ما سيصبحون عليه لاحقًا بفضل قوّة النعمة التي ستحوّلهم...

"إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان". أنتما لا تعرفان كم هو عظيم هذا الشرف، كم هو مدهش. الجلوس عن يميني؟ هذا يتخطّى حتّى القوى الملائكيّة. "أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟" أنتما تكلّماني عن عروش وأكاليل سخيفة؛ وأنا أكلّمكما عن معارك وآلام. لن أحصل الآن على ملكي؛ لم تحنْ بعد ساعة المجد. بالنسبة إليّ وإلى أتباعي، إنّه الآن زمن العنف والمعارك والمخاطر.

لاحظ أنّه لم يسألهما مباشرة: "هل تتمتّعان بالشجاعة الكافية لإراقة دمائكما؟". وبهدف تشجيعهما، عرض عليهما أن يشربا الكأس التي سيشربها، وأن يعيشا بشراكة معه. لاحقًا، سترى هذا القدّيس يوحنّا نفسه الذي كان يبحث عن المركز الأوّل، يمنح باستمرار حقّ التصدّر للقدّيس بطرس. أمّا يعقوب، فإنّ أسقفيّته لم تدم لفترة طويلة. متّقدًا بالحماسة ومحتقرًا المصالح البشريّة الخالصة، استحقّ أن يكون الشهيد الأوّل من بين الرسل نتيجة اندفاعه المفرط (أع12:2).

No comments:

Post a Comment