Friday, September 2, 2011

استقبال شعبي له في شبعا... برغم مقاطعة «المستقبل»قباني يرفض لغة التهديد: لا نريد أن نخسر العدالة والاستقرار
قباني يتلقي باقة ورد من طفلة في الهبارية
طارق ابو حمدان
بدا تأثير قيادة «تيار المستقبل» متواضعا على الشارع العرقوبي، الذي لم يستجب لقرار مقاطعة زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني منطقته الحدودية، وخرجت
جموع كبيرة في حاصبيا والعرقوب للترحيب بالزيارة الاولى لمفتي جمهورية لمنطقتهم.
وكشف قرار مقاطعة التيار الأزرق لجولة المفتي في حاصبيا، عدم التلاحم والتجانس بين القيادة والجمهور، ما سمح لمختلف التيارات والجهات الدينية والحزبية والسياسية
العرقوبية المضادة، باستغلال هذا الخطأ الأزرق، ليمثل ذلك إعادة تموضع سني جديد، جمع بين اعداء الأمس الذين التفوا في بوتقة جديدة متجهين ناحية جمع كلمة العرقوب
في اصطفاف شعبي حزبي ديني.
وقد وصل قباني الى ثكنة الجيش اللبناني في مرجعيون بواسطة مروحية تابعة للجيش، حيث كان في استقباله مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ حسن دلي وحشد من المشايخ ووجهاء
المنطقة إضافة الى ضباط الجيش، ومن هناك انتقل عبر موكب امني كبير الى وسط بلدة مرجعيون، حيث كان في انتظاره جمع غفير من ابناء ووجهاء البلدة اضافة الى النائب
قاسم هاشم. وبعد كلمة قصيرة للمفتي قباني شدد فيها على ضرورة التكاتف ووحدة الصف في هذه الظروف، انتقل الى جسر الشقعة. وفي بلدة الفرديس نظم مشايخ البياضة استقبالاً
حاشدا بحضور فعاليات البلدة والقرى المحيطة، والقى غالب سليقا كلمة ترحيبة تضمنت المطالبة بقضايا وهموم سكان هذه المنطقة، ومنها على سبيل المثال تصريف زيت الزيتون
وإعادة فتح مستشفى حاصبيا المقفل منذ اكثر من 5 اشهر واستحداث فرع للجامعة اللبنانية. المفتي قباني رد بكلمة جاء فيها: شكرا على استقبالكم وكلمتكم الطيبة وانا
هنا بين اخواني وفي بلدتي، وبيروت مدينتكم ومدينة كل اللبنانيين، واسأل الله ان يجمعنا واياكم على الخير دائما. وقد لفت نظري في كلمتكم انه لا بد من ان يكون
هناك فرع للجامعة اللبنانية في هذه المنطقة، ومصنع للصناعات الزراعية وخاصة زيت الزيتون المكدس في الخوابي، وتذكرتم الشهيد رفيق الحريري بعمله الطيب الذي ينبغي
ان ندعو الى الاقتداء بعمله من اجل تخريج هذه الكربة وإعمار هذه البلدة وغيرها من المناطق .
كذلك في الهبارية دعا الشيخ عبد الحكيم عطوي في كلمة له الجهات المعنية في الدولة، الى دعم صمود ابناء قرى العرقوب التي لا تزال على خط التماس مع العدو الصهيوني.
المفتي قباني رد بالقول: بلدة الهبارية المقاومة الحاملة الهموم الكبيرة، لا تزال في مواجهة ومجابهة العدو الإسرائيلي، الذي يهددكم جميعا ليلا نهارا انتم وصغاركم،
فعسى ان نوفق في تأمين حاجياتكم ومطالبكم، وهي واجبة علينا، ويجب ان نتشاور من اجل تحقيقها.
وفي بلدتي كفرحمام وكفرشوبا شدد الخطباء على ضرورة دعم ابناء قرى الصمود، الذين ما زالوا عرضة للاعتداءات الإسرائيلية، كما طالبوا بالعمل على تحرير مزارع شبعا
وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر.
وتوقف قباني لفترة قصيرة عند بوابة مزارع شبعا المحاذية لبركة النقار، حيث القى هاشم كلمة شدد فيها على دور المقاومة بالتعاون مع الجيش والشعب، ودعا الى العمل
على تحرير مزارع شبعا وما تبقى من الارض الجنوبية ، في حين قال المفتي قباني ان «تحرير مزارع شبعا واجب وطني وهو امانة في اعناقنا».
بعدها افتتح قباني والوفد المرافق مسجد نبي الرحمة عند الطرف الشمالي لبلدة شبعا، ومن ثم أم المصلين في مسجد الفاروق حيث القى خطبة الجمعة وجاء فيها: اننا نتطلع
دائما الى امن هذه المنطقة وسلامتها واستقرارها في مواجهة عدو صهيوني غاصب وغادر، يحتل ارضكم واملاككم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية
الغجر، وها هو ايضا يسرق مياهكم وثروتكم المائية. لذلك يجب علينا ايها الأخوة ان لا نغفل عن العدو الإسرائيلي، لما يحاول ان يزرع بيننا من فتن وهو الطامع في
مياهنا وخيراتنا وارضنا، وهو المتربص بنا في البر والبحر والجو ناهيك عن عملائه على الأرض الذين يتجسسون لمصلحته، ويزودونه بما يسهل عليه ضرب وطنهم. لقد كان
اتفاق الطائف الميثاق الذي اخرج لبنان من حروب الفتنة، التي انزلق فيها 15 عاما اودت بمؤسساته الدستورية ودمرت كل بنيانه وعمرانه وشردت اهله، وخسر فيها لبنان
من قياداته ورموزه الدينية والسياسية الكثير الكثير، وقد كان اتفاق الطائف ولا يزال ضمان وحدتنا وضمان عيشنا المشترك الواحد، مسلمين ومسيحين، فاتفاق الطائف
هو ضمانتنا في وجه الافتراءات التي تحاك لوطننا لبنان.
اضاف: ولسوف تبقى هذه المخاطر قائمة وتحدق بوطننا لبنان حتى استكمال قيام الدولة، ولن ننتقل الى الدولة الحقيقية الا بعد اتمام تطبيق اتفاق الطائف بالكامل،
وعدم محاولات تعطيله، وقد خسر لبنان في مرحلة بناء الدولة التي تلت اتفاق الطائف رجلا ورمزا سياسيا وطنيا وتاريخيا وقائدا، يندر ان يجود الزمان بمثله هو الرئيس
الشهيد رفيق الحريري، الذي وفقه الله لجمائل أعمال ادهشت رجالات العالم وصناع الحضارة، وجمع الله له اعمالا عديدة في عمره القصير، الا شلت الأيدي التي اغتالته
وخططت وساهمت في قتله وقتل اخوانه الشهداء، وقد كان خيارنا ايها الأخوة دائما بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري قيام المحكمة الدولية الخاصة كان ذلك هو سبيلنا
لكشف الحقيقة كاملة، في جريمة قتله واغتياله واخوانه الشهداء، ويبقى اليوم على الحكومة اللبنانية التي التزمت بالمحكمة الدولية ان تقوم بواجباتها في الوفاء
بالتزاماتها في تموين عمل المحكمة، لأن لبنان هو اولى الدول بالوفاء بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي.
وقال: نمر اليوم بمرحلة صعبة ومقلقة في تاريخ وطننا لبنان، نشعر بدقتها وخطورتها، وكلنا يتساءل عن الحلول والمخارج التي يمكن ان تنأى بوطننا وشعبنا، عن كل ما
يسبب له الضرر والأذى، وكلنا يبحث عن وسيلة وطريقة للخروج من هذا المأزق الوطني الذي نمر فيه، لأننا جميعا معنيون بأمر وطننا ومصالح ابنائنا وقضايا شعبنا، ولا
يمكن لأحد ان يعفي نفسه من المسؤولية او ان يلقي باللائمة على غيره، نحن لسنا عاجزين لكن قد نكون مقصرين، ولن نكون عاجزين ابدا اذا اعتمدنا لغة الحوار سبيلا
لحل مشاكلنا وقضايانا، مهما كانت الظروف والتعقيدات، لا يمكن ولا يجوز لأي منا ان يخضع للغة التهديد والوعيد وسيلة لإقناع الآخرين، فلم يكن الخوف ولن يكون يوما
وسيلة اقناع او تواصل او حوار، كيف يمكن لأحدنا ان يخاطب الآخر بلغة تثير الهواجس والمخاوف والشكوك، وهو يتقاسم معه المنزل والشارع والبلدة والمدينة والوطن؟

وسأل: كيف لنا ان ندعي الاحتمال وقد بدا الخطاب السياسي اليوم في هذه الوتيرة العالية النبرة، كيف لنا ان نكون كأسرة واحدة في وطن واحد، وقد بلغ حدنا هذا الحد.
نريد العدالة نعم نريدها، لأن العدالة تستوجب الأمن والأمان والطمأنينة، ونريد الاستقرار لأنه يعزز الأمن والأمان الاقتصادي والاجتماعي ويوفر للناس فرص العمل،
ويقينا من شرور البطالة والفقر، وكلاهما مطلوب. العدالة مطلوبة كما الاستقرار وواجبنا ومسؤوليتنا ان نحقق العدالة والاستقرار معا، لا ان نخسر الاثنين معا. وكلنا
يعلم علم اليقين انه ما من فريق في لبنان يستطيع او يدعي انه يمكن ان يفرض ارادته على الفريق الآخر، لن نفقد الأمل والكل يدرك هنا ان حماية الوطن لن تكون الا
بإجماع ارادة اللبنانين وتعاونهم، والكل يدرك ان الفرقة تؤذينا وتلغينا وتدمرنا وتسقط كل قضايانا العادلة، فقضية لبنان وتحرير الجزء المحتل من ارضه في شبعا
وكفرشوبا تسقط قضية القدس اذا لم نتوحد وقضية العودة ايضا.
وطالب قباني بتحقيق مطالب العرقوب كاملة للحد من هجرة اهله ودعم صمودهم، وهذا يتطلب جهودا عظيمة من الدولة ومن مجلس نواب كل لبنان، ومن الحكومة العتيدة.

No comments:

Post a Comment