Saturday, September 10, 2011

> الرحلة ٤٠٩: حانت لحظة الحقيقة

الرحلة ٤٠٩: حانت لحظة الحقيقة
تقرير ويكيليكس غمز من قناة العريضي أيضاً (مروان طحطح)

إطلالة جديدة للوزير غازي العريضي على أمل أن تكون الأخيرة لإعلان الموعد النهائي لصدور تقرير لجنة التحقيق الرسمية في حادثة تحطم الطائرة الإثيوبية. «حانت لحظة
الحقيقة»، هذا ما بشّر به العريضي غامزاً من قناة الفريق الإثيوبي، الذي غادر لبنان من دون توقيع مسودة التقرير، ليتبين وفق «
ويكيليكس
[1]» أن الفريق الأميركي لم يوفر العريضي من النقد أيضاً

بسام القنطار

١٠ تشرين الثاني المقبل هو الموعد الجديد، والنهائي على الأرجح، الذي حدّده وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لنشر التقرير النهائي لحادثة تحطم طائرة
البوينغ ٧٣٧/٨٠٠ التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية، في الرحلة الرقم ٤٠٩ المتجهة من بيروت إلى أديس أبابا.
وقال العريضي في مؤتمر صحافي عقد أمس في المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي: «كان من المفترض عقد اجتماع في ١١ آب الماضي في حضور وفد
إثيوبي في بيروت، إلا أنه اعتذر عن عدم المجيء لدواع صحية، احترمنا هذا الاعتذار رغم أننا كنا قد أجرينا كل الترتيبات اللازمة للزيارة والاجتماع لإنهاء العمل.
ثم حدّدنا مهلة أقصاها 20/8 ولم نكن نقبل أي تلكؤ أو تأخير غير مبرر، وقد وصل الوفد الإثيوبي في 19 آب الماضي وبدأ الاجتماعات طيلة النهار مع رئيس الفريق المكلف
من جانبنا الكابتن محمد عزيز. وبما أن يومي السبت والأحد يومي عطلة جرى الاتفاق على استكمال العمل يوم الاثنين، فجأة أمضى الفريق الإثيوبي العطلة في بيروت وعبر
الإيميل ومن دون أي اتصال علمنا صباح الاثنين أن الوفد غادر بيروت، من دون أي تبرير او كلام مع الكابتن عزيز». وأضاف العريضي: «الغائب دائماً عذره معه، ونحن
نحترم هذه المسألة، لكن طبعاً لم ولن نتهاون، وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤوليته كاملة. حاولنا مرة ثانية إعادة الفريق الإثيوبي الى بيروت لإجراء التحليل النهائي
وصياغة التقرير لكن ذلك لم يتحقق».
إشارة العريضي إلى التهرّب الإثيوبي أوضحها في مقابلة مع «الأخبار»، إذ قال إن «هذا التهرّب ناتج عن كون الطرف الإثيوبي يعرف أن لحظة الحقيقة قد قربت، وما قلناه
بعد ساعات من حادثة تحطم الطائرة، هو في النهاية ما سوف يظهر في التقرير النهائي». وأضاف العريضي: «لديّ الكثير لأقوله بعد أن ينشر التقرير، ولقد دوّنت مذكراتي
الخاصة بشأن الحادثة منذ لحظة تبلغي بها مروراً برحلة البحث عن الحطام والضحايا، وصولاً إلى مراحل التحقيق كافة. لقد كنت صبوراً وكتمت الكثير من الأسرار حفاظاً
على هيبة الدولة وعلى سمعة لبنان». وتابع: «في جلسة مجلس الوزراء التي ناقشت موضوع الحدود البحرية كنت صريحاً مع الوزراء، ونبهت من التخبيص الذي يحدث، وربطت
بين التعاطي مع وزارة الأشغال في هذه القضية، وما جرى في حادثة الطائرة الإثيوبية، وأعتقد أن رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) عرف ما قصدت».
يتقاطع كلام العريضي مع مضمون البرقية الصادر عن السفارة الأميركية في بيروت، التي نشرها موقع ويكيليكس في ٣٠ آب الماضي. تتضمن الوثيقة الرقم
10BEIRUT154
[1] تاريخ ١٧ شباط ٢٠١٠ الصادرة عن السفيرة ميشال سيسون معلومات مهمة أدلى بها عضو لجنة التحقيق في حادثة الطائرة الإثيوبية دانس جونز، الممثل المعتمد من جانب
مكتب سلامة النقل الأمركي (NTSB).
قرار موقع ويكيليكس نشر البرقيات كاملة من دون نزع أسماء الأشخاص التي تتضمنها يفضح من دون أدنى شك مخالفة جونز للقانون الدولي من خلال إفصاحه عن معلومات تتعلق
بتحقيقات سرية، الأمر الذي يستوجب المساءلة من جانب منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو). وتشير الوثيقة إلى أن جونز أبلغ السفارة الأميركية في بيروت توقعه
بأن النتائج التي سيخلص اليها التقرير سوف تؤدي الى «أوقات عصيبة» لشركة الطيران الإثيوبية.
وتضيف الوثيقة «تعهد جونز والفريق الذي يعاونه قبل أن يغادر بيروت أن التقرير سوف يلقي باللوم على الطيار الإثيوبي ومساعده، اللذين تبين أنهما يفقتدان الخبرة».
وأشار جونز الى أن نتيجة التقرير سوف تفضي إلى تعقيدات ومشاكل في عمل الشركة الإثيوبية مستقبلاً، وتوقع «أن تقوم منظمة سلامة النقل الأميركية بتحقيقات اضافية
عن عمل الشركة».
وفي فقرة بعنوان «أشخاص مسؤولون يدلون بمعلومات غير مسؤولة» رأى جونز أن مسألة مخاطبة الرأي العام في لبنان بعد وقوع الكارثة كانت نقطة الضعف الأبرز في استجابة
السلطات اللبنانية لمعالجة الكارثة. وأضاف: «الفريد في لبنان أنك تجد أشخاصاً مسؤولين يدلون بمعلومات غير مسؤولة يومياً». ولفت الى أن الحكومة اللبنانية لم
تكلف شخصاً محدداً للنطق باسمها، الأمر الذي انعكس على عائلات الضحايا. وتابع «صدرت تصريحات عن رئاسة مجلس الوزراء وعن قيادة الجيش اللبناني بشأن العثور على
ناجين وجثث ضحايا في ٢٥ كانون الأول، وتبين أن هذه المعلومات كانت مفبركة وهدفت إلى إعطاء بعض الأمل لعائلات الضحايا. وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي
أعلن في ٢٦ كانون الثاني أن الخطأ الذي أدى الى تحطم الطائرة سببه الطيار الإثيوبي. ولاحقاً صرّح العريضي عدة مرات بمعلومات يفترض أن تبقى سرية الى حين التوصل
إلى نتائج التحقيق النهائية، كما أنه أعلن إنجازات قبل أن يجري التأكد من صحتها، منها أنه عُثر في ١٠ شباط على المسجل الصوتي للمقصورة، وتبين أنه لم يُعثَر
عليه في ذلك التاريخ».
وتضيف الوثيقة: «صرّح وزير الصحة محمد جواد خليفة في ٩ شباط بأن الطائرة يمكن أن تكون قد انفجرت في الجو، بما أن جثث معظم الضحايا التي جرى انتشالها مقطّعة
الأوصال، وتبين لاحقاً لفريق التحقيق الأميركي أن تقطّع الأوصال حدث لجثة واحدة ارتطمت بالمياه أثناء الهبوط، وعُثر عليها بعد أسبوعين عائمة في المياه المليئة
بالأسماك. (...) أما وزير السياحة فادي عبود، فأعلن بدوره تحليلات شخصية الى الصحافة قائلاً، وفقاً للمعلومات المتوافرة بأنه يعتقد أن الطائرة لم تحترق بالكامل!».

No comments:

Post a Comment