Sunday, September 11, 2011

> رموز دينية على الأحذية تثير اعتراضات

رموز دينية على الأحذية تثير اعتراضات
تداعى أهالي المنطقة إلى الاعتصام احتجاجاً (هيثم الموسوي)نانسي رزوق

لا يزال الجمر تحت الرّماد في قضية محل «بيغ سايل»، على خلفية بيعه أحذية تحمل رمز الصليب. المحل الذي كان قد أُقفل أول من أمس، وأتلف أصحابه البضاعة التي أزعجت
المعترضين، عاد وأقفل أبوابه أمس إثر تجمّع عشرات الشبان الذين قدموا من فرن الشباك وعين الرمانة ليطالبوه بالإقفال.
وذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن الخلاف كان قد وقع أول من أمس على خلفية عثور أحد المواطنين في منطقة فرن الشباك، في المحل، على أحذية مخصصة للبحر تحمل رمز
الصليب، ما أثار حفيظته. فتداعى عدد من الشبان للدخول إلى المحل وافتعال مشكلة. وأشار المسؤول إلى أن صاحب المحل سارع إلى إتلاف البضاعة فور علمه بذلك، تفادياً
لأي مضاعفات خلافية فد تطرأ. إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد؛ فقد تجدد الإشكال صباح أمس، ما دفع صاحب المحل إلى الرضوخ لطلب المجموعة وإقفاله من جديد.
وقد قدّم صاحب محلّ «بيغ سايل» علي فقيه، اعتذاره عن الخطأ الذي حصل ببيع أحذية عليها رمز الصليب، مؤكداً أن الأمر لم يكن مقصوداً «ولسنا بوارد القيام بأي شيء
يضر بأي دين أو أي طائفة». وأعلن أنه أغلق المحل كي لا يتعدى الموضوع المشكلة القائمة.
إلا أن الأمر لم يقف عن حدود إتلاف البضاعة، إقفال المحل والاعتذار، بل أثار جملة من المواقف وردود الفعل.
وفي هذا الإطار شدّد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، في حديث لـ«الأخبار»، على ضرورة مطالبة الشركة التي تبيع الأحذية الممهورة بـ«الصليب
بالاعتذار العلني بعد الإهانة التي تعرضت لها الطائفة المسيحية». ورغم أنه رأى أن الخطأ يقع «في الإطار التجاري غير المقصود ربما، إلا أنه حمّل أصحاب الشركة
المسؤولية عن الموضوع بسبب تقصيرهم وتهديدهم السلم الأهلي وإثارة النعرات الطائفية بين اللبنانيين». وقال إنه «طلب من الأمن العام سحب هذه البضاعة من السوق
وفق القانون واتخاذ إجراءات سريعة كي لا تكون مادة للنزاع وإثارة النعرات الطائفية؛ فنحن في بلد تحترم الطوائف فيه بعضها بعضاً، وما حصل أثار اشمئزاز فئة من
اللبنانيين». وتوجه بالشكر إلى المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، لسحبه هذه البضاعة من السوق.
وفي السياق عينه، صدر عن إقليم بعبدا الكتائبي بيان يستنكر ما حصل، ويتمنى فيه على المعنيين «الاهتمام والتجاوب والمتابعة لهذه الوقائع كي لا تؤدي إلى ما لا
تُحمد عقباه». وجاء في البيان: «تتعرض مناطق إقليم بعبدا منذ فترة من الزمن لاعتداءات متفرقة وللتطاول باستمرار على الرموز الدينية. إن تكرار مثل هذه الأعمال
اللاأخلاقية في مناطق مختلطة وحساسة يمكن أن يؤدي إلى حقن النفوس واندلاع المشاكل بين المواطنين، وخصوصاً أن هذه التطاولات جرت على نحو متنقل ومدروس يهدف إلى
إثارة الغرائز ووقوع الفتن، ولا سيما بعد حادثة فرن الشباك».
ومساءً، تداعى أهالي المنطقة وضواحيها إلى الاعتصام أمام المحل.

No comments:

Post a Comment