Tuesday, September 20, 2011

القمة المارونية ـ الأرثوذكسية: لرفع الصوت
المسيحي أمام العالم نصرة للقضية الفلسطينية
الراعي مقبلا الايقونة التي يقدمها اليه هزيم هدية
غسان ريفي
كان الهمّ المسيحي في المشرق العربي طبقاً رئيسياً على مائدة المحبة التي أقامها بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم لضيفه بطريرك
إنطاكيا للموارنة بشارة الراعي خلال القمة الروحية المارونية ـ الأرثوذكسية التي عقدت بين رأسي الكنيستين في المقر البطريركي في دير سيدة البلمند، عصر أمس،
بحضور عدد من المطارنة.
وبدا واضحاً خلال القمة الروحية أن «صاحبي الغبطة» يعيشان قلقا حقيقيا على المسيحيين في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا، حيث يشير مطلعون على أجواء القمة الى
ان ما لم يقله هزيم والراعي في كلمتي الترحيب، وما لم يتضمنه البيان الصادر عنهما صراحة، كان أساس خلوتهما لجهة البحث في الوضع المسيحي في سوريا، وذلك بعد التجربة
المرة التي عاشها ولا يزال يعيشها مسيحيو العراق، والتخوف من أن يصيب مسيحيي سوريا ما أصاب مسيحيي العراق، إذا ما عمت الفوضى.
لكن هذا الحرص المسيحي بالنسبة لرأسي الكنيستين المارونية والأرثوذكسية لا يعني بالنسبة لهما استمرار الأنظمة على ما هي عليه، حيث شدد البيان المشترك الصادر
عن القمة على ضرورة إقامة دولة المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية، وعلى أهمية الحوار على المستوى الوطني من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم
لمواطني بلداننا المشرقية وإبعاد شبح الفتنة والنزاعات الأهلية والطائفية.
وكان الراعي قد وصل الى البلمند عند الساعة السابعة إلا ربعا مساء، حيث استقبله هزيم وقدم له أيقونة العذراء مريم، ثم عقدت القمة الروحية بحضور المطارنة الموارنة
سمير مظلوم، جورج بو جودة وأنيس أبي عاد، والمطارنة الأرثوذكس إلياس كفوري، أفرام كرياكوس وغطاس هزيم.
بداية رحب هزيم بالراعي مشيرا الى «ان الطوائف يجب ان تعتبر نفسها عائلة واحدة لأن التقارب لا يجوز أن يبقى بالمحبة عن بعد، وأن تشمل هذه المحبة كل الطوائف
الأخرى».
ورد الراعي مؤكدا اننا بأمسّ الحاجة الى التلاقي باستمرار لنتمكن من مساعدة أبنائنا وكل اللبنانيين على تنوع طوائفهم وأديانهم، وقال: «نحن نرى اليوم الانقسامات
والحروب وما يحصل في البلدان العربية المحيطة بنا، لذلك نحن بأمسّ الحاجة لان نلتقي وان نكون مع شعبنا فندعوه الى الوحدة والى أن يعيش القيم الموجودة لدى كل
الطوائف المسيحية والاسلامية، وعلينا تجاوز الخلافات ونبذ كل أشكال العنف، وأن نتمكن من التأسيس لأي شيء يخدم منطقة الشرق الاوسط».
وبعد الخلوة التي استمرت زهاء الساعة ونصف الساعة صدر عن القمة الروحية بيان جاء فيه: عرض صاحبا الغبطة الشؤون التي تهمّ الكنيستين الأرثوذكسيّة والمارونيّة،
فشددا على ضرورة السعي الجدّيّ من أجل تحقيق التعاون الأخوي المثمر بينهما، كما أكدا على أهمية التضامن المسيحي الإسلامي في ما يتعلق بالشأنين الوطني والإنساني.
ثمّ تناولا الأوضاع العامّة التي تمرّ بها بلدان المشرق العربيّ، ورأيا أنّ المسيحيين بعامة ينظرون إلى الدولة، دولة المواطَنة والحقوق والواجبات المتساوية،
ضمانا حقيقيا لمستقبل زاهر وواعد، حيث يحيا الجميع بحرّيّة وكرامة من دون تمييز دينيّ أو طائفيّ. وأجمع البطريركان على أهمّيّة رفع الصوت المسيحيّ أمام المحافل
الدوليّة نصرة للقضايا الوطنية والعربية العادلة والمحقّة، وخاصة القضية الفلسطينية.
كما ذكّرا بدور المسيحيين التاريخي في المنطقة، وبشراكتهم في نهضة شعوبها على الصعد الفكرية والثقافية والوطنية. وفي هذا الإطار، شدّدا على رفض مقولة «الحماية»
لأي فئة كانت ومن أيّ جهة أتت، لذلك فالدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن.
وفي الختام شدّد البطريركان على أهمّيّة الحوار على المستوى الوطنيّ من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لمواطني بلداننا المشرقية وإبعاد شبح الفتنة
والنزاعات الأهليّة والطائفيّة.

No comments:

Post a Comment